تسود أوساط الديمقراطيين في الولايات المتحدة، حالة من القلق نتيجة تباطؤ وتيرة الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي جو بايدن، مما يقوض فرصه في المنافسة على الفوز بولاية ثانية أمام سلفه الجمهوري دونالد ترامب، في الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل 2024.
وكشفت شبكة "سي إن. إن" الإخبارية الأمريكية، عن اتصالات تجرى بين كبار الديمقراطيين والمتبرعين مع أولئك الذين يُنظر إليهم على أنهم مرشحون محتملون بدلا من الرئيس بايدن، الذي يواجه شكوكًا بعدم قدرته على هزيمة ترامب في السباق الرئاسي المقبل.
ونقلت الشبكة عن مساعدين للعديد من الأشخاص المعنيين في الحزب الديمقراطي، إن الكلمة التي تتردد في تلك الاتصالات هي "استعد"، حيث يحث كبار الديمقراطيين والمتبرعين المرشحين المحتملين بدلاء بايدن، على التأهب لخوض السباق الرئاسي، مرجحين أن الرئيس بايدن لن يترشح فعليًا لإعادة انتخابه، على الرغم من الحملة التي تم الإعلان عنها.
وذكرت الشبكة أن الديمقراطيين يشعرون أن الوقت ينفد بالفعل، وأن الافتقار إلى نشاط الحملة الأكثر قوة الذي يريدون رؤيته، هو مؤشر على عدم اكتراث الرئيس بايدن بإعادة انتخابه.
وأوضحت الشبكة أن شعور القلق المسيطر على الديمقراطيين، يأتي مع الكشف عن جمع التبرعات للأشهر القليلة الأولى من حملة بايدن الانتخابية، غدًا السبت.
ومبعث القلق بشأن كيفية قياسها مقابل 86 مليون دولار جمعها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في الأشهر القليلة الأولى بعد إعلان حملته لإعادة انتخابه في عام 2011.
هذا إضافة إلى الوتيرة البطيئة لبناء هيكل حملة بايدن، وهو ما يغذي بالفعل حالة الإحباط والقلق التي أعرب عنها ما يقرب من عشرين من مساعدي الرئيس الأمريكي الحالي، وكبار العملاء الديمقراطيين والمتبرعون، لشبكة " سي. إن. إن".
ولجأ مساعدو حملة بايدن إلى أساليب جديدة خلال حملته عام 2020، والتي جرت في خضم تفشي "كوفيد-19" في أنحاء البلاد. ولقيت بعض الابتكارات نجاحًا، بما في ذلك حملات عبر الإنترنت لجمع التمويل شارك فيها مشاهير، وهي حملات تقام من دون الحاجة إلى السفر المكلف.
وردًا على المخاوف المتعلقة بعمره وترشحه لفترة جديدة، قال بايدن "راقبوني"، وأشار البيت الأبيض إلى سجل إنجازاته التشريعية، وجولاته الكثيرة على أنها الدليل على لياقته.
لكن الخبيرة الاستراتيجية من الحزب الديمقراطي، كارين فيني، قالت في هذا الصدد: "جدول السفر المزدحم ليس مقياسًا لقدرة المرشح على القيام بالمهمة. لا يوجد سيناريو لا يحاول فيه الجمهوريون جعل سنه مشكلة، ونعلم ذلك".
"يجب أن يكون التركيز منصبًا على الطريقة الأكثر فاعلية للوصول إلى الشعب الأمريكي. وبالطبع سيكون من ذلك حضور الفعاليات والسفر، لكن ربما تكون هناك ابتكارات أخرى"، وفق فيني.
ومصدر القلق الكبير أن الرئيس بايدن والأشخاص من حوله لا يأخذون احتمال الخسارة أمام ترامب، أو أي خصم جمهوري آخر، على محمل الجد.
ونقلت "سي. إن. إن" عن شخص كان له دور كبير في حملة بايدن خلال انتخابات 2020، قوله: "إذا فاز ترامب في نوفمبر المقبل، وقال الجميع كيف حدث ذلك، فسيكون أحد الأسئلة: ماذا كانت تفعل حملة بايدن في صيف عام 2023؟".
وعلى الرغم من أن الناس من حول بايدن ما زالوا يعتقدون أن تقدم ترامب المستمر في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري يشكل تناقضًا صارخًا سيكون مفيدًا للرئيس، إلا أنهم قلقون بشكل خاص أكثر من احتمال الخسارة أمام الرئيس السابق أكثر مما يميلون إلى السماح به.
وقد تكون كراهية ترامب، مبعث أمل لدى الديمقراطيين، في فوز بايدن بالانتخابات الرئاسية المقبلة، كما حدث في 2020. وتقول ليز سميث، الاستراتيجية الديمقراطية منذ فترة طويلة، والتي عملت في حملة إعادة انتخاب أوباما وبايدن في عام 2012: "ما يحفز الناس ليس حب حزبهم، بل كراهية المرشح الآخر. سيأتي الكثير من الحماس للتصويت ضد الجمهوريين".
ومع ذلك، لا يزال ترامب يحتفظ بتقدم كبير في كل انتخابات أولية للحزب الجمهوري، ما يعطي الأمل للمتشائمين من فوز بايدن.
ومن المتوقع أن يتبع ترامب، الذي أعلن عزمه الترشح بالفعل وربما يكون منافس بايدن مجددًا، الاستراتيجية نفسها التي استخدمها في 2016 و2020، بتنظيم تجمعات ضخمة ليبعث الحماسة في صفوف قاعدته الجماهيرية.
لكن سيكون على ترامب أولًا الفوز بترشيح الحزب الجمهوري، في منافسة ستكون حامية الوطيس على الأرجح، وهو أمر لن يواجهه بايدن، كونه لا يوجد له منافس بارز في صفوف حزبه.