يُواجه نحل العسل في الولايات المتحدة تهديدات مُتعددة؛ تتسبب في فقدان الآلاف من خلاياه سنويًا، ما يهدد الإنتاج الزراعي المعتمد على التلقيح، لكن ظهور نوع جديد من الدبابير الآسيوية التي تغزو ولاية جورجيا قد يزيد الطين بلة، إذ يخشى الخبراء من أن يتسبب ظهور هذا النوع في القضاء على المزيد من خلايا نحل العسل، ما يعرض الإنتاج الزراعي في الولايات المتحدة للخطر.
أعلنت إدارة الزراعة في ولاية جورجيا الأمريكية في بيانٍ، عن اكتشاف دبور أصفر الساق (فيسبا فيلوتينا) في الولاية، وهو يُعد من فصيلة الدبور العملاق الآسيوي (فيسبا ماندارينيا)، الذي يُشار إليه أحيانًا باسم "دبور القتل"؛ بسبب شهيته الشرهة لأكل النحل.
مُفترس خطير لنحل العسل
ومثل دبور القتل الآسيوي العملاق القريب منه، فإن الدبور أصفر الساق أيضًا مفترس مرعب لنحل العسل.
وأوضح خبير النحل بجامعة جورجيا، كيث ديلابلان، خلال مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء: "لقبه هو صقر النحل لسبب وجيه، فهي دبابير رشيقة للغاية - يمكنها الانقضاض والتقاط نحل العسل في الهواء ومن مقدمة خلاياها"، وفقًا لما أشارت مجلة "نيوزويك" الأمريكية.
ويشكل الدبور أصفر الساق خطرًا محتملًا على نحل العسل في الولايات المتحدة، إذا سُمح له بتأسيس نفسه والانتشار، إذ أكدت إدارة الزراعة في جورجيا أنه يمكن أن يهدد إنتاج العسل والزراعة.
دبور غازٍ
يبني الدبور الأصفر الساق خلاياه على شكل بيضاوي فوق الأرض، غالبًا على الأشجار، ويمكن أن تنمو إلى أحجام كبيرة، لتحتوي في المتوسط على نحو 6000 دبور عامل.
وهذا الدبور أصله من المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في جنوب شرق آسيا، إلا أنه أصبح مستوطنًا كنوع غازٍ في معظم أوروبا وأجزاء من الشرق الأوسط ومناطق أخرى من آسيا التي ليست موطنه الأصلي.
اكتشافه في جورجيا لأول مرة
تم تأكيد الكشف عن الدبور الأصفر الساق في جورجيا للمرة الأولى في الولاية والولايات المتحدة ككل، وتُشير تقارير إدارة الزراعة في الولاية إلى أنه إذا تمكن من الاستقرار في البلاد، فسيشكل خطرًا آخر على نحل العسل في الولايات المتحدة، الذي يواجه بالفعل مجموعة من التهديدات.
جزء أساسي من سلسلة الإمدادات الغذائية
يُعد نحل العسل جزءًا حاسمًا من سلسلة الإمدادات الغذائية، إذ يُلقح العديد من المحاصيل، مما يضيف ما لا يقل عن 18 مليار دولار إلى قيمة الزراعة الأمريكية، وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية.
تهديدات لنحل العسل
لكن نحل العسل واجه تهديدات من عدة عوامل مختلفة، تؤدي إلى فقدان العديد من الخلايا، تشمل الطفيليات والآفات الضارة، والمسببات المرضية، وعدم كفاية أو عدم اكتمال التغذية، والتعرض للمبيدات الحشرية وتغير المناخ.
ربما يكون أخطر مشكلة تؤدي إلى فقدان الخلايا هو سوس الفاروا، فهذه العثة، التي وصلت إلى الولايات المتحدة في أواخر الثمانينيات، تتطفل على نحل العسل، وكانت مسؤولة عن فقدان أعداد هائلة من الخلايا.
على الرغم من التهديدات التي تواجهه، فإن نحل العسل في الولايات المتحدة ليس بالضرورة في تناقص، إذ ظلت أعداد الخلايا مستقرة نسبيًا في السنوات الأخيرة، لكن هذا يرجع فقط إلى أن مربي النحل أصبحوا أفضل في التعويض عن الخسائر.
لا تزال أعداد هائلة من خلايا النحل تفقد كل عام، إذ على سبيل المثال، أظهر مسح أجرته جامعة ماريلاند وجامعة أوبرن أن 48% من خلايا نحل العسل فقدت في العام المنتهي في 1 أبريل، مما يُشكل ثاني أعلى معدل على الإطلاق.
محاولة لمقاومة قاتل النحل
جاء التأكيد على وجود الدبور الأصفر الساق، بعد أن وجد مربي نحل في سافانا بجورجيا دبورًا غريبًا على ممتلكاته وأبلغ عنه إدارة الزراعة في جورجيا.
وفي 9 أغسطس، أكد باحثو خدمة التفتيش الصحي الحيواني والنباتي التابعة لوزارة الزراعة الأمريكية، تحديد جامعة جورجيا للنوع.
وقال مفوض إدارة الزراعة في جورجيا، تايلر هاربر، في بيانٍ: "يلعب سكان جورجيا دورًا مهمًا في مساعدة إدارة الزراعة في جورجيا على تحديد الآفات غير المرغوب فيها وغير الأصلية، وأود أن أشكر مربي النحل الذي أبلغنا عن رؤيته".
وتعمل إدارة الزراعة في جورجيا الآن مع خدمة التفتيش الصحي الحيواني والنباتي التابعة لوزارة الزراعة الأمريكية وجامعة جورجيا؛ لاصطياد وتتبع والقضاء على الدبابير الصفراء الساق في جورجيا، وتشجع الإدارة سكان جورجيا على الإبلاغ عن أي مشاهدات للدبابير وقدمت نموذجًا يسهل الوصول لهذا الغرض.
أكدت إدارة الزراعة في جورجيا أن هناك العديد من الأنواع المحلية المتشابهة الأصلية في الولايات المتحدة، والتي لا تُشكل تهديدًا لنحل العسل، لدى وزارة الزراعة الأمريكية معرض صور لهذه الأنواع المُتشابهة.