تتضمن العلاقات الاقتصادية بين فرنسا والجابون، وجودًا قويًا لشركات الأولى بصفة خاصة في قطاع التعدين، وتعد من اللاعبين الاستراتيجيين فيه، إذ تعمل على التنقيب والتحويل والتصدير في أنواع مختلفة من المواد الخام المتوفرة بكثرة في البلد الإفريقي.
الوجود الاقتصادي الفرنسي
بحسب تقرير لصحيفة "لوموند"، بلغ عدد الشركات الفرنسية العاملة في الجابون نحو 81 شركة، تعد شركة "إيراميت" أبرزها، وتمثل القوى العاملة المحلية بها نحو 98 من مواطني الجابون.
وتلعب "إيراميت" دور مهمًا في استخراج خام المنجنيز، الذي يعد أحد الـ23 مادة خام حرجة المصدر المحددة من قبل المفوضية الأوروبية.
مصالح فرنسية
بالرغم من أن الجابون تحتل مكانة متواضعة في ميزان التجارة مع فرنسا، إلا أن الشركات الكبيرة مثل توتال إنرجيز وإيراميت لديها أنشطة ومصالح هناك منذ عقود. فشركة توتال إنرجيز تستخرج 17,000 برميل يوميًا من النفط عبر فرعها المدرج في البورصة توتال إنرجيز إي بي في الجابون، وفقًا للصحيفة الفرنسية.
وبالإضافة إلى ذلك، تدير الشركة 45 محطة وقود، وهو عدد ضئيل مقارنة بـ 4,700 محطة تمتلكها على مستوى القارة الإفريقية.
من ناحية أخرى، تستمر شركات مثل موريل آند بروم وبيرينكو في شراء المواقع التي تم استنزافها بشكل كبير ومستمرة في إنتاج النفط الذي تخلت عنه الشركات الكبرى، مثل شركتي توتال إنرجيز الفرنسية وشل الهولندية البريطانية. وفي وقت سابق من أغسطس، أعلنت موريل آند بروم استحواذها على شركة أسالا إنرجي، التابعة لشركة الاستثمار كارلايل، والتمديد عقود استكشاف النفط والغاز في الجابون.
يعود تركيز الشركات الفرنسية في قطاع التعدين بالجابون إلى تاريخ طويل من العلاقات الاقتصادية بين البلدين. ففي ستينيات القرن الماضي، قررت الحكومة الفرنسية إنشاء شركة متخصصة في استخراج المنجنيز بالجابون، وهكذا تأسست شركة إيراميت.
وعلى مر العقود، تمكنت إيراميت من تعزيز وجودها ونشاطها في الجابون، إذ تدير حاليًا منجمًا ومصنعًا لخام المنجنيز، وتعتبر الآن من أكبر مصدري الفلزات الأساسية في العالم.
تأثير الأزمة السياسية على المصالح الاقتصادية
تتعرّض المصالح الفرنسيّة في جمهوريّة الجابون لعدّة تحدّيات ناتجة عن حالة عدم الاستقرار السياسي الراهن، وتوقّفت أنشطة شركة إيراميت مؤقتا بعد محاولة الإطاحة بالرئيس بونجو، لتعود ببطء، إذ أعلنت تعليق أنشطتها، صباح أمس الأربعاء عقب الإطاحة بالرئيس علي بونجو، ثم أعلنت استئنافها تدريجيًا في فترة ما بعد الظهر.
كما أكدت توتال إنرجيز النفطية العملاقة على أهمية ضمان سلامة موظفيها، في الوقت الذي تؤثّر فيه الأسعار المتراجعة للخامات على عوائد هاتين الشركتين. وتهدد مخاوف تفاقم عدم الاستقرار مستقبل المزيد من الاستثمارات الأجنبية في القطاعات ذات الأهمية.