في حراك دراماتيكي، صعد الجنرال بريس نجويما، قائد الحرس الجمهوري في الجابون، إلى سُدّة الحكم رئيسًا للمرحلة الانتقالية في البلاد، بعد الإطاحة بالرئيس المنتخب على بونجو، ووضعه قيد الإقامة الجبرية، مباغتًا قادة القارة السمراء بينما لا يزالون في حالة ترتيب الأوراق مع وضع مشابه في النيجر.
وعيّن المجلس العسكري في الجابون، قائد الحرس الجمهوري الجنرال نجويما، رئيسًا للمرحلة الانتقالية، بعد أن أطاح بالرئيس الفائز بولاية ثالثة، يُنظر إليها باعتبارها فتيل الأزمة أمام حكم الأسرة الذي استمر أكثر من 5 عقود.
من هو الجنرال بريس نجويما؟
صعد بريس كلوثير أوليجوي نجويما القائد الأعلى للحرس الجمهوري الجابوني، وابن عم الرئيس على بونجو، إلى صدارة المشهد، وظهر محمولًا على الأعناق عقب الإطاحة بالأخير، مدعومًا بدور مؤثر لعبه داخل الدوائر السياسية والعسكرية في الجابون.
تلقى "نجويما" تدريبه في الأكاديمية العسكرية الملكية بمكناس في المغرب، ومنذ تجربته في مركز تدريب الكوماندوز في الغابة الاستوائية في الغابون سرعان ما جذب انتباه التسلسل الهرمي العسكري، حتى شغل بشكل خاص منصب مساعد الرئيس السابق عمر بونجو (والد الرئيس علي بونجو).
وبعد وفاة الرئيس عمر بونجو في عام 2009، واصل نجويما خدمته في عهد نجله الرئيس علي بونجو، حتى صعد إلى قيادة الحرس بعد عقد من الزمن.
بعد وصول علي بونجو إلى السلطة، تم تعيين نوجيما ملحقًا عسكريًا في سفارة الجابون بالمغرب، ثم في السنغال.
تم استدعاء نجويما إلى الجابون في 2018 لرئاسة المديرية العامة للخدمات الخاصة، حيث جهاز المخابرات التابع للحرس الجمهوري. وبعد ستة أشهر، ترقى إلى منصب رئيس الحرس الجمهوري، حيث أجرى إصلاحات تهدف إلى تعزيز الأجهزة الأمنية وضمان استقرار النظام.
تعهد بالولاء
وخلال خدمته رئيسًا للحرس الجمهوري -المسؤول عن الأمن الرئاسي- عمل الجنرال نجويما بإخلاص على تعزيز أنظمة الأمن الداخلي في الجابون.
وعزز الجنرال نجويما الحماية المباشرة للرئيس علي بونجو، وأنشأ قسم التدخلات الخاصة، وهي وحدة خاصة تخضع للسلطة المباشرة للرئيس. وعمل على توسيع هذه الوحدة، المكونة من نحو 300 عنصر، مع 100 من الرماة المهرة، مما يدل على التزامه بالأمن الرئاسي، حتى تم النظر إلى بعض الإصلاحات باعتبارها آليات لتمديد فترة الرئيس بونجو في منصبه، وفق وسائل إعلام محلية.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن القائد نجويما -الرئيس المؤقت حاليًا في الجابون- ألف أغنية تعهد فيها بالولاء للرئيس على بونجو، الذي أطاح به عن منصبه، تحمل اسم "سأدافع عن رئيسي بشرف وولاء".
اقترح تقاعد بونجو
وأخيرًا، لم يخف نجويما استياءه من حكم الرئيس علي بونجو، وانتقد في العلن ما وصف بأنه "انتهاك دستوري" سمح له بالترشح لولاية ثالثة.
وفي لقاء صحفي أجراه مع صحيفة "لوموند" الفرنسية، في وقت سابق هذا العام، أكد نجويما قرار الجيش بتحمل مسؤولية الوضع، واقترح تقاعد بونجو، مما يسمح للبلاد بالمضي قدمًا في ظل قيادة جديدة.