تستمر حرائق الغابات في كندا، لا سيما بالشمال الذي يشهد انتشار الحريق على مساحات واسعة وتجاوزت المساحات المنكوبة هذا الأسبوع 15 مليون هكتار، أي ما يفوق مساحة اليونان ويتجاوز ضعف الرقم القياسي السابق مدى موسم حرائق كامل.
وبينما لقى 4 أشخاص مصرعهم تم إجلاء ما مجموعه آلاف الأشخاص في محاولات لعدم وقوع مزيد من الضحايا والسيطرة على الوضع.
وبعد مرور عدة أشهر من موسم حرائق الغابات في كندا الذي يحدث عادة في مايو، لا تزال تعيش البلاد أكثر مواسم حرائق الغابات تدميرًا في تاريخها، فيما تؤدي درجات الحرارة الشديدة والجفاف الناجم عن تغير المناخ إلى تفاقم الكارثة الطبيعية.
إخلاء مدينة هاي ريفر بالكامل
أخلت السلطات الكندية مدينة هاي ريفر بشكل تام، وأمرت الحكومة، سكان المدينة التي يقيم فيها 4 آلاف شخص بالتوجه إلى المطار وانتظار تعليمات جديدة، وتشمل عمليات الإجلاء عناصر الإطفاء والعمال الأساسيين.
وقال شاين تومبسون، وزير البيئة الإقليمي، إن "الرياح الشديدة الجنوبية الغربية جعلت الحريق قريبًا من المدينة على طول الطريق السريع، ما أجبر الفرق والطائرات على التراجع إلى مسافة آمنة"، مؤكدًا أنه وضع بالغ الخطورة.
وقالت الحكومة الإقليمية، التي أعلنت حالة الطوارئ، إن "أي شخص يبقى في هاي ريفر إنما يقوم بذلك على مسؤوليته الخاصة. لن تتوافر أي أجهزة طوارئ أو تدخل". وتم إجلاء ثلثي سكان الشمال الكندي المترامي، البالغ عددهم 41 ألف نسمة إلى المقاطعات المجاورة. ونقل بعض هؤلاء إلى مسافة تتجاوز ألفي كلم بعيدًا عن مناطق سكنهم.
إعلان حالة الطوارئ في إقليم كولومبيا البريطانية
أعلن إقليم كولومبيا البريطانية بغرب كندا، حالة الطوارئ في وقت سابق، لمنح مسؤولين صلاحيات رسمية مؤقتة لمواجهة المخاطر المرتبطة بالحرائق التي خرجت عن نطاق السيطرة في الإقليم، وتسببت في إغلاق بعض قطاعات الطريق السريع بين المحيط الهادئ وبقية أنحاء غرب كندا ودمرت الكثير من الممتلكات.
وصرّح ديفيد إيبي، رئيس وزراء إقليم كولومبيا البريطانية، للصحفيين: "الوضع الحالي قاتم"، مضيفًا أن نحو 35 ألف شخص صدرت بحقهم أوامر إجلاء وأن 30 ألفًا في حالة تأهب للإجلاء.
بريتيش كولومبيا.. الآلاف في حالة التأهب
دعت السلطات في مقاطعة بريتيش كولومبيا الكندية، عشرات الآلاف من السكان للامتثال لأوامر الإخلاء، بسبب حرائق غابات سريعة التطوّر، تهدّد منطقة أوكاناجان فالي، بما في ذلك مدينة كيلونا.
وقالت بوين ما، وزيرة إدارة الأحوال الطارئة، إنّ الأوضاع في المنطقة التي تعدّ مقصدًا سياحيًا "سريعة التطوّر"، مشيرة إلى أنّه تم إصدار أوامر إخلاء لنحو 30 ألف شخص، وأن 36 ألفًا آخرين وُضعوا في حال تأهب للاستعداد للهرب.
وصرّحت "بوين ما" في مؤتمر صحفي، بأنها مسألة حياة أو موت ليس فقط للأشخاص الموجودين في تلك الممتلكات، بل أيضًا للمستجيبين الأوائل الذين غالبًا ما يعودون لحضّ الناس على المغادرة".
وبدأ موسم حرائق الغابات مُبكرًا على غير المعتاد في إقليم ألبرتا وأتى على مساحة قياسية من الأراضي. وتسببت حرائق الغابات في انبعاث ما يعادل أكثر من مليار طن من ثاني أكسيد الكربون، وهو مستوى غير مسبوق، وفق تقديرات السلطات الكندية، ما تم تقديره نحو خامس أكبر ملوث في العالم.
تلوث هواء الولايات المتحدة
امتدت آثار الحرائق من كندا إلى جارتها الولايات المتحدة، التي تغير هواء بعض مناطقها، خاصة في نيويورك نتيجة التلوث الجوي من أدخنة الحرائق. أصدرت العديد من الولايات في الساحل الشرقي، يونيو الماضي، تحذيرات للملايين من سكانها بشأن جودة الهواء، بعد أن دفعت الرياح دخان حرائق الغابات شرق كندا باتجاه الولايات المتحدة.
وأشارت تقديرات إلى أن 55 مليون أمريكي باتوا يستنشقون هواءً ملوثًا بسبب دخان حرائق البلد المجاورة.