في ظل التهديد المتزايد لعودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى السُلطة في الولايات المتحدة، بدأت أوكرانيا بتركيز جهودها لتطوير صناعتها العسكرية المحلية والاعتماد أكثر على قدراتها الذاتية في مجال الدفاع، في ظل احتمال فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، ومن ثم اتخاذه قرارات بتقليل الدعم الأمريكي لأوكرانيا في ظل الصراع مع روسيا، ما قد يضع كييف في موقف صعب.
وطالب ترامب في العديد من المناسبات الكونجرس الأمريكي رفض السماح بدفعات إضافية من الأسلحة لأوكرانيا، في ضوء تقارير تُشير إلى أن مخزونات الولايات المتحدة تُعاني من نفاد الصواريخ والذخيرة مع استمرار واشنطن في توفير الأسلحة لكييف.
تطوير الأسلحة محليًا
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "بوليتيكو"، الأمريكية، فقد بدأت أوكرانيا بالفعل في التركيز على تطوير مختلف أنواع الأسلحة والمعدات العسكرية محليًا، ويشمل ذلك الطائرات بدون طيار والمركبات المدرعة والأسلحة البحرية، ويأتي هذا التركيز المتزايد على الصناعة العسكرية المحلية؛ بهدف تعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية الذاتية في ظل تهديد تراجع الدعم الأمريكي، كما سلط التقرير الضوء على الدور المتزايد للمبادرات التطوعية الخاصة في دعم الجهود العسكرية، مثل مؤسسة "بريتولا للسلام" بقيادة رجل الأعمال سيرجي بريتولا، التي أصبحت تلعب دورًا أساسيًا في تغطية احتياجات الجيش.
وفي هذا السياق، أكد وزير الصناعات الاستراتيجية الأوكراني، أولكساندر كاميشن، في تصريحات لـ"بوليتيكو" أن إنتاج الأسلحة المحلي ارتفع بنسبة 10 أضعاف مقارنة بالعام الماضي، بفضل التعبئة الشعبية والتطوعية، وأضاف "كاميشن" أنه "رغم التقدم المحرز، لا تزال أوكرانيا غير قادرة على مواجهة روسيا وحدها بسبب الفجوة الهائلة في الإمكانات العسكرية".
زيادة إنتاج السلاح
من جانبه، أشار ماكسيم بوليفياني، مدير الرابطة الوطنية لصناعات الدفاع، إلى أن "أوكرانيا تسعى لزيادة إنتاجها وتنويع مصادره، لكن الدعم الأجنبي سيظل حيويًا لتلبية احتياجات الحرب".
في المقابل، قال خبير الشؤون الدفاعية، بيتر نيكولايفيتش "إن الجهود المحلية تعزز قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها، لكنها لا تزال غير كافية لمواجهة روسيا بمفردها دون الدعم الأجنبي".
وبحسب تصريحات الخبراء والمسؤولين، فإن أوكرانيا تضع خططًا طويلة الأمد لتنويع مصادرها العسكرية وزيادة قدراتها الذاتية، على الرغم من استمرار الاعتماد على الدعم الغربي لمواجهة التهديدات الأمنية.