الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

القنابل العنقودية.. خطر يهدد الجميع في أوكرانيا

  • مشاركة :
post-title
طائرة تلقي قنابل عنقودية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

أثارت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، المخاوف مجددًا من الخطر الذى تمثله الذخائر العنقودية الأمريكية، على حياة المدنيين فى أوكرانيا.

وأجرت الصحيفة زيارة إلى مواقع النزاع بين روسيا وأوكرانيا، والتي يستخدم فيها الجنود الأوكرانيون تلك الذخائر العنقودية، رغم عدم سماح المسؤولين الأوكرانيون بتصويرها حتى هذه اللحظة.

وبحسب تقرير الصحيفة، تمثل القنابل العنقودية خطرًا على الجميع في روسيا وأوكرانيا، نظرًا لأن انفجارها في الهواء فوق الهدف، ينتج عنه إطلاق العشرات بل والمئات من القنابل الصغيرة عبر منطقة تبلغ مساحتها عدة ملاعب كرة قدم، ثم تنفجر القنابل الصغيرة، وتتحول إلى شظايا معدنية يمكن أن تمزق الأطراف وتسبب إصابات قاتلة، لافتة إلى أنّ الأطفال معرضون للخطر بشكل خاص، لأن الذخائر الصغيرة يمكن ألا تنفجر حتى يتم التقاطها، ربما بعد سنوات من انتهاء النزاع.

وتابعت الصحيفة الأمريكية أنّ الأوكرانيين يدركون تمامًا التهديد الذي تشكله القنابل العنقودية، حيث سبق واستخدمتها القوات الروسية على نطاق واسع منذ بداية الأزمة بين الجانبين، على الأقل 24 مرة في مناطق مأهولة بالسكان في أوكرانيا، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، وأسفر هجوم على محطة قطار مزدحمة في كراماتورسك في أبريل 2022 عن مقتل 50 أوكرانيًا وإصابة أكثر من 100.

أوكرانيا تبرر استخدام القنابل العنقودية

ولطمأنة الرأي العام، قال وزير الدفاع الأوكراني إنّ الذخائر العنقودية الأمريكية ستُستخدم لاختراق خطوط دفاع القوات الروسية، في إشارة إلى متاهة الخنادق وحقول الألغام الروسية التي أبطأت الهجوم المضاد لأوكرانيا.

ولكن عمليًا، قال جنود أوكرانيون لـ"واشنطن بوست"، إن استخدام القنابل العنقودية أكثر تعقيدًا، فهي لا يمكنها اختراق القوات الروسية المختبئة في الخنادق، لكنها تشكل تهديدًا لجنود المشاة المكشوفين الذين يتقدمون على الأرض.

وقال مسؤولون عسكريون إنّ أطقم المدفعية الأوكرانية في الجنوب والشرق، بالقرب من مدن أوكرانية مثل فولدار، تستخدم أيضًا الذخائر العنقودية الأمريكية، وتطلقها من مدافع هاوتزر.

وعندما يتعلق الأمر بالعمليات الهجومية، تستخدم أوكرانيا الذخائر لإطلاق النار على الغابات الكثيفة، عندما يكون الموقع الدقيق للقوات الروسية غير معروف، وضرب المركبات غير المدرعة، وإطلاق القنابل الصغيرة على المشاة لإبقائهم في الخنادق، غير قادرين على رد النيران.

ووصف أعضاء طاقم المدفعية في شمال شرق أوكرانيا حادثة وقعت في أواخر يوليو، أطلقوا فيها النار على قافلة روسية مكونة من ثلاث مركبات، اثنتان مصفحتان وواحدة غير مدرعة، بعد أن رصدوها من خلال مسيرة،وأوضحوا أن الذخائر العنقودية الأمريكية ارتدت من المركبات المدرعة بشكل غير مؤذٍ، لكنها اخترقت على الفور المركبة غير المدرعة، ما تسبب في حالة من الذعر، وتراجعت المركبات في اتجاهات مختلفة.

فائدة عسكرية نوعية

بينما تحقق القنابل العنقودية فائدة عسكرية نوعية، فإنها توفر أيضًا ميزة كمية في وقت تحتاج فيه أوكرانيا إلى مزيد من الذخائر، لتوسيع نطاق الهجوم المضاد، وقال محللون عسكريون إنّ بداية الحملة الأخيرة في أوائل يونيو شهدت زيادة كبيرة في نيران المدفعية الأوكرانية، وصلت إلى 8 آلاف طلقة في اليوم من نحو 3 إلى 5 آلاف، وبدون تدفق الذخائر العنقودية من الولايات المتحدة والمدفعية الأخرى من كوريا الجنوبية، ربما لن تتمكن كييف من مواصلة هجومها المضاد لفترة كافية لاستعادة السيطرة على مناطق كبيرة.

ونقلت "واشنطن بوست" عن روب لي، المحلل العسكري بمعهد أبحاث السياسة الخارجية: "أوكرانيا تطلق ذخيرة أكثر من المعتاد، السؤال الكبير هو إلى متى يمكنهم فعل ذلك قبل أن تنفد الذخيرة لديهم ويضطرون إلى تقليص العمليات".

وشكك محللون عسكريون في الحكمة من استخدام القنابل العنقودية بالمناطق التي يخطط الجنود الأوكرانيون للمناورة فيها، نظرًا للتهديد الذي تشكله الذخائر غير المنفجرة على قواتهم، لكن في بعض المقابلات، تجاهل الجنود والمسؤولون الحكوميون التهديد، بحجة أنه يتعين على القوات بالفعل المرور على أطراف أصابعهم ورفع الألغام والأسلاك الشائكة، وقالوا إن الذخائر الصغيرة غير المنفجرة تضيف فقط خطرًا هامشيًا.

وأخيرَا، كرّر الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إدانته لاستخدام القنابل العنقودية في النزاع الأوكراني، ووصف هذا النوع من السلاح الذي قدمته الولايات المتحدة إلى سلطات كييف بأنه "مرعب ولا يجوز استخدامه".