تجربة مسرحية صعبة خاضتها الفنانة المصرية عايدة فهمي، من خلال عرض المونودراما الذي يحمل اسم "فريدة"، بعد ما اختارت أن تقف بمفردها على المسرح، استجمعت كل موهبتها وشغفها بـ"أبو الفنون" لتقدم نصًا عن "أغنية البجعة" لأنطون تشيكوف، ليحقق العرض نجاحًا لافتًا في مصر، ويحصد عددًا من الجوائز، قبل أن يسافر العرض للمشاركة في الأردن ضمن فعاليات مهرجان الزرقاء للمونودراما، ليحوز على إعجاب الحاضرين والمتخصصين ويقتنص جائزة أفضل سينوغرافيا في المهرجان، الذي اختتمت فعالياته مساء أمس الجمعة.
موقع "القاهرة الإخبارية" حاور "عايدة" التي كشفت تحضيراتها لتجسيد هذا العرض الصعب، والمدة التي استغرقتها، وكيفية استقبال الجمهور للعرض، خاصة أنها ليست المرة الأولى التي توجد بها في الأردن بـ"فريدة"، وخططها لتقديم العرض المسرحي في مهرجانات أخرى.
تصف عايدة فهمي مشاركتها بمهرجان الزرقاء بالأردن بفخر، وتقول: "مسؤولية كبيرة عليّ أن أمثل مصر أم الدنيا والفن والمسرح، وهذا شيء كبير بالنسبة لي، بعد ما تلقينا ردود فعل واسعة من الجمهور الأردني وسعيدة أننا كنا قادرين على حصد جائزة من المهرجان، خاصة أن المنافسة لم تكن سهلة".
لا تعد هذه المرة الأولى التي تشارك فيها عايدة فهمي بعرض "فريدة" في الأردن، فقد وجدت في فعالية أربد عاصمة الثقافة لعام 2022، وعن ردود الفعل التي استقبلتها قالت: "جمهور الأردن استقبلني بشكل عظيم، فهم يقدرون المسرح الجيد، وكنت سعيدة بما قالوه عني، وكتبته الصحافة الأردنية عن العرض، وأتمنى دائمًا أن أكون على قدر المسؤولية".
تعد عروض المونودراما الأصعب في مجال المسرح، الأمر الذي يجعل مقدمي هذا اللون المسرحي قليلين، وهو ما تؤيده عايدة فهمي، كما كشفت عن أسباب صعوبة هذا اللون وقالت: "ليس أي فنان قادر على الوقوف على المسرح، ومواجهة الجمهور لمدة ساعة، هذا أمر يحتاج إلى فنان بقدرات خاصة، ويستطيع أن يصنع علاقة بينه والجمهور حتى لا يمل منه، وهناك فنانون مميزون، لكن ليس جميعهم قادرون على هذا اللون".
وعن تحضيراتها للعرض قالت: "استغرق شهر تحضير مع المخرج أكرم مصطفى وأخذناه عن نص أغنية النهاية، بناء على اقتراح مني، إذ تمنيت تجسيد الدور، وأعجب المخرج بالفكرة وعمل عليها، والحقيقة أنه أخرج النص بشكل جيد، خاصة أنه مخرج مميز ومثقف وتلاقت أفكارنا وعرفنا كيف نعمل سويًا، ولاقى نجاحًا جماهيريًا ونقديًا أسعدنا، وأتمنى أن تجمعنا أعمال أخرى قريبًا".
تؤكد عايدة فهمي أنها لم تواجه صعوبات خلال التحضير للعرض، وقالت: "أنا ابنة المسرح وأعشقه ولا تواجهني أي صعوبة، لكنني لم أكن أتخيل رد الفعل الكبير من الجمهور العادي والمثقفين والنقاد، وأطلق عليّ بسببه "فريدة المسرح"، وهو لقب حمّلني مسؤولية الاجتهاد وتنمية مواهبي".
تشير عايدة فهمي إلى أن نهاية رحلة فريدة على المسارح العربية والدولية لم تتوقف، وتقول: "هناك العديد من المهرجانات التي سنشارك بها، بالإضافة إلى إعادة عرضه في القاهرة والإسكندرية".