التقطت أذن الفنان الراحل طلعت زين الموسيقى منذ الصغر، فوالداه عشقا الفن ما زاد شغفه بهذا العالم مع تقدم عمره، فحقق حلمه وصار نجمًا في الموسيقى واتبعه بالتمثيل، ليقدم لجمهوره شكلًا مختلفًا في الغناء والموسيقى والأدوار الفنية.
امتلك زين ملامح مميزة حيث البشرة السمراء والضحكة الصافية والوجه الباسم، إلا انه تفرد بموسيقاه، وقدم ألوانًا جديدة ومختلفة على مسامع الجمهور المصري، إذ تربى على حب الموسيقى الغربية وقدم أشكالاً متنوعة منها.
تحوّل طلعت زين الذي ولد في الإسكندرية 21 فبراير عام 1955، الذي تحل اليوم ذكرى وفاته الـ12، من هاوٍ لمحترف، فبعدما كان بين صفوف الجمهور، من خلال حضوره حفلات الفرق التي تقدم الأغنيات الغربية مثل "البلاك كوتس، وليه بتي شاه" قدّم معها أغاني للنجم جيمس براون، كما التحق بعدد من الفرق الموسيقية منها فرقة الدريمز التي اشترك فيها مع عدد من الطلاب وأيضًا فرقة ترانزيت باك، حتى أصبح الفنان الذي يأتي له الجمهور ليسمعه.
امتلك طلعت زين موهبة وإحساسًا وقدرة على تحويل الكلمات المجردة إلى أغانٍ دافئة بصوته تؤثر في الوجدان وتؤجج المشاعر، وخير دليل على ذلك أغنية "العشق جنون" التي قدمها عام 1996، التي كان لها مفعول السحر في إصابته بنوبة بكاء أثناء غنائها، فأكد أنه لا يتمالك نفسه بسببها وهي من الأغنيات التي تلمس وجدانه، بحسب ما ذكره في لقاء تلفزيوني سابق.
لفت طلعت زين الأنظار إليه بموسيقاه وأغانيه المختلفة، إذ وقع الاختيار عليه من جانب الموسيقار عمر خيرت ليقف أمام الفنانة أنغام في أوبرت "100 سنة سينما"، كما قدم أشهر أغنية له "مكارينا" التي اقتبسها من أغنية إسبانية وحوّلها بمساعدة الشاعر عادل عمر لأغنية مصرية، ولا تزال أصداء هذه الأغنية خالدة حتى الآن، وإيقاعاتها تتردد على المسامع.
تعاون زين مع الهضبة عمرو دياب، وشاركه في أغنية "راجعين" كما سجلها كاملة بصوته وصورها فيديو كليب بعيدًا عن أغنية الهضبة، فلاقت نجاحًا كبيرًا بعد طرحها منفردة.
لم يكتف طلعت زين باقتحام مجال الموسيقى والغناء، لكنه دخل التمثيل فأصبح مطلوبًا في الكثير من الأعمال، فلا يمكن أن ينسى الجمهور دوره في أشهر أفلامه "أفريكانو" مع الفنانين أحمد السقا ومنى زكي، فاقتنع الجميع بصدق أدائه ما أهله للوجود في عدد من الأفلام مثل "جمال عبد الناصر، أحلام عمرنا ولحم رخيص".
رغم رحيل طلعت زين لكن أعماله باقية، فأغنية "مصطفى يا مصطفى أنا بحبك يا مصطفى"، التي حققت نجاحًا منقطع النظير، لا تزال تُغنى حتى الآن، كما دخل مجال الإنتاج الموسيقي بأغنية "تيكي تا" ليكون من الفنانين القلائل ممن جمعوا بين الغناء والتمثيل والإنتاج.
رغم البسمة التي رسمها طلعت زين على وجوه جمهوره، لكنه عانى وحيدًا إثر إصابته بمرض السرطان، الذي اكتشفه بالمصادفة، ليعيش سنواته الأخيرة يعاني ويلات المرض الذي أثر كثيرًا على حالته الصحية، ليفارق الحياة في مثل هذا اليوم عام 2011، تاركًا وراءه محبة الجمهور ورصيدًا من الأعمال ستبقى في ذاكرة الفن المصري.