دوري في "الثمن" ذكّرني بمرض والدتي.. وعشت لحظات صعبة مع "سارة"
ردود الفعل على دوري في "كيرة والجن" أبكتني
الاستعانة بالأعمال المقتبسة لا تعني أننا لا نقدم دراما جيدة.. والعرب يتمتعون بثقافة كبيرة
خطوات فنية مميزة ولافتة تتخذها الفنانة اللبنانية رزان جمال، في مشوارها الفني الذي حرصت من خلاله على أن تُقدم ما يترك بصمة مع الجمهور، لتبدأ طريقها الفني في الخارج من خلال المسلسل التلفزيوني "كارلوس" مع المخرج الفرنسي أوليفييه أساياس، تبعه أكثر من عمل فني، قبل أن تقرر استثمار موهبتها في وطنها العربي بتقديم أعمال ناجحة، بدأته بمسلسل "إمبراطورية مين"، ثم تبعته بالمسلسل المصري التاريخي "سرايا عابدين"، قبل أن تبدأ في التحقق بأعمال ومساحات أكبر مثل مسلسل"ما وراء الطبيعة" بطولة الفنان المصري أحمد أمين، وفيلم "كيرة والجن" للنجمين المصريين كريم عبد العزيز وأحمد عز، وأخيرًا مسلسل "الثمن" للفنان السوري باسل خياط.
وحول هذا التنوع الفني والتنقل بين الشخصيات المميزة التي تختارها بعناية تحدثت رزان جمال لموقع "القاهرة الإخبارية"، وكشفت عن تفاصيل آخر أدوارها، وطموحها الفني، والصعوبات التي واجهتها، وكانت أبرزها في تعلّم العربية، وتفاصيل أخرى في هذه السطور.
الثمن بين الابن والأم
تجربة جديدة تخوضها الفنانة رزان جمال من خلال مسلسل "الثمن" الذي يُعرض حاليًا، وتجسد فيه شخصية "سارة" التي تمر بالعديد من الظروف الصعبة في حياتها، وبأداء صادق ومُتقن نجحت الشخصية أن تلفت أنظار الجمهور وتحقق ردود فعل إيجابية تلقتها رزان من جميع أنحاء الوطن العربي سواء عبر الرسائل أو المكالمات الهاتفية أو الإشادة على مواقع التواصل الاجتماعي، وعن ذلك تقول: "حرصت على التركيز في كل تفاصيل الشخصية التي درستها بشكل دقيق والتحضير لها جيدًا، لا سيما أنها نموذج مختلف لم يسبق لي تقديمه من قبل، والمفاجأة أنني أحببت الشخصية وتعاطفت معها وأحسست بمعاناتها بعد أن وجدتها امرأة مسكينة".
تعاطف "رزان" مع الشخصية لم يتوقف عند هذا الحد، لكنها أشارت إلى وجود نقاط تشابه مشتركة بينها و"سارة" وتقول: "أحسست بقيمة وأهمية ما فعلته "سارة" في المسلسل، التي تواجه المستحيل من أجل إنقاذ ابنها، وهو نفس ما فعلته في الحقيقة لكن مع أمي المُصابة بمرض السرطان لكي تعيش، في وقت كانت مسألة شراء الأدوية في لبنان أمرًا صعبًا للغاية، إضافة إلى النفقات الكثيرة التي كنت أتكبدها في العلاج، ولهذا أرى أن كل الصعوبات التي عاشتها بطلة العمل تعرّضت لها في الواقع".
وتضيف: "هذه اللحظات الصعبة التي مرت بها الشخصية وتشابهنا في بعض النقاط مثّلت تحديًا كبيرًا بالنسبة لي، فرغم أنني لست أمًا في الحقيقة، لكنني أحببت هذا النوع من الحب لوالدتي، التي كانت قريبة مني للغاية، لدرجة أنني شعرت بأن الشخصية فتحت جرحًا كبيرًا في حياتي يتمثل في خسارة والدتي، لذا أبرزت تمسك البطلة بابنها الذي لم يعد لديها إلا هو في الحياة، وساهم هذا الجرح في أن أقدم شيئًا حقيقيًا للمشاهدين، وهو الأمر الذي أرهقني".
تؤكد "رزان" أن الانسجام الذي حدث مع الشخصية التي تجسدها جعل الجمهور يشعر بأنه أمام قصة حقيقية، لذلك جاءت ردود الفعل مفاجئة ومميزة بالنسبة لها، خاصة أن المُشاهد تفاعل مع العمل منذ الحلقة الأولى له.
كواليس
بناء شخصية "سارة" أمر لم يحدث بين ليلة وضحاها لكنه تطلّب العديد من التحضيرات للوقوف على أداء وشكل محدد يتجاوب معه الجمهور، إضافة إلى الأحداث التي يتضمنها العمل ما أدى إلى أن يستغرق تصويره فترة طويلة بذل فيه نجوم العمل جهدً كبيرًا، وتقول رزان: "وجود مشاهد قوية ومليئة بالأحاسيس كانت أحد الأسباب وراء حاجتنا للتحضير لها جيدًا والتركيز فيها حتى تخرج بالشكل المطلوب، لذا تطلب التصوير مدة طويلة وصلت إلى 7 أشهر حتى تكون كما شاهدناها، ورغم هذه الصعوبات التي واجهها فريق العمل على مستوى التحضير والتصوير، إلا أن الأمر كان مُختلفًا على مستوى الكواليس، حيث اجتمع فريق العمل على الحب والود".
تضيف: "أيضًا بطل العمل الفنان باسل خياط ممثل مجتهد وكريم وذكي، وهو الأمر الذي سهّل عليّ العديد من المشاهد التي جمعتنا، وكل منا تعلم من الآخر، وأيضًا الفنان رفيق علي أحمد الذي كنت أحرص على حضور مسرحياته وأنا صغيرة، وسعدت بالوقوف أمامه، خاصة أن هناك مشاهد قوية جمعت بيننا، وهكذا الفنان نيقولا معوض الذي جمعني به مشاهد لايت، حتى الطفل الذي جسّد شخصية ابني فرغم أنها أول تجربة تمثيلية له إلا أنه قدمها بحرفية، وكل ممثل تعاونت معه في العمل أخرج مني شيئًا مختلفًا في أدائي".
وحول العمل مع الأطفال قالت رزان: "تصوير المشاهد مع الأطفال صعبة، لكنني أرى أن الصعوبات التي نواجهها دائمًا لابد أن تتحول إلى نقاط قوة، لا سيما أنه طفل صغير يرى عالمًا جديدًا للمرة الأولى كان يتعلّم منه، كما أن عفويته في تقديم المشاهد ساعدتنا على إضفاء المزيد من المصداقية في العمل".
"ويبقى الحب"
شهدت الآونة الأخيرة إقبالًا واسعًا على تنفيذ أعمال بفورمات مأخوذة من بعض الأعمال الأجنبية لما تحققه من نسبة مشاهدة مرتفعة، ويتم استغلال هذا النجاح لتقديمه برؤية جديدة للجمهور العربي، وهو ما حدث في مسلسل "الثمن" المأخوذ من النسخة التركية لمسلسل "ويبقى الحب" ما يضع الأعمال في مقارنة مع النسخة الأصلية، لكن كان للفنانة رزان جمال رأي آخر، عبرت عنه قائلة: "لا أخشى المقارنة مع العمل الأصلي خاصة أنه عند اختياري لأي عمل يكون بناء على قصته والشخصية التي سيتم تأديتها، ومدى تناسبها معي، ومن هو المخرج والمؤلف وفريق العمل، كما أن فكرة الفورمات ليس معناها أننا في الوطن العربي لا نقدم دراما جيدة، بل بالعكس نحن نملك أفكارًا كثيرة ومميزة".
أوضحت: "يحرص الجمهور العربي على متابعة الدراما التركية المُدبّلجة للغة العربية، وبالتالي ما المانع أن نقدم هذه الأعمال ونضيف لمستنا العربية عليها، فرغم أن القصة مستوحاة من العمل الأصلي، لكن هناك تغييرات عديدة يتم مراعاتها في النسخة العربية حسب عاداتنا وتقاليدنا، إضافة إلى بعض التغييرات الأخرى في الأحداث".
تؤكد "رزان" أنها تميل إلى فكرة التبادل الثقافي ليتعلم كل من الآخر، وليس نحن فقط من نأخذ منهم، فالعرب يتمتعون بثقافة كبيرة ودراما متنوعة ومن الجيد الترابط بين الثقافات، وتقول: "عندما عُرض عليّ الدور أخبرني القائمون عليه أنه مستوحى من نسخة تركية، فحرصت على مشاهدة الحلقات الأولى من النسخة الأصلية، للتعرّف على طبيعة الدور الذي أُسند إليّ، ووجدتني أفكر في شخصية "سارة" وتعلقت بها، وكنت حريصة على أن أقدّم هذا الدور، وتمنيت أن يُعجب الجمهور في الوطن العربي بأدائي للشخصية ويتعلق بها، مثلما تعلّقوا بالشخصية الأصلية رغم مرور سنوات طويلة على عرض العمل، وهو ما كان سببًا لأن أتحدى نفسي في هذا الدور".
"كيرة والجن"
تمثل مصر "هوليوود الشرق" وحلم العمل بها طموح لأي فنان عربي مهما حقق من شهرة خارجها، وهو ما حدث مع الفنانة اللبنانية رزان جمال التي بدأت حياتها بعدد من الأعمال العالمية والعربية، لكن العمل في مصر كان له مذاق آخر، لذا لم تضع الفرصة في المشاركة بعدد من الأعمال المصرية المهمة، حيث شهد مسلسل "إمبراطورية مين" بطولة هند صبري، انطلاقتها في الوطن العربي، كما شاركت في فيلم "كيرة والجن" بطولة أحمد عز وكريم عبد العزيز وإخراج مروان حامد، وهو أحد أهم الأعمال السينمائية الوطنية التي قُدمت في الآونة الأخيرة خاصة بعدما حقق إيرادات كبيرة قاربت الـ120 مليون جنيه في مصر فقط، وجسّدت فيه رزان شخصية "إيملي".
تؤكد "رزان" أنها لم تتوقع أن يحب الجمهور شخصيتها بهذه الدرجة، ويتعاطف معها، وهو ما فاجأها بعد أن لمست ردود الفعل التي تلقتها من جميع الفئات، ما أثر عليها لدرجة البكاء، وتقول: "التعاون مع الثلاثي المميز مروان حامد وأحمد عز وكريم عبد العزيز، وكذلك باقي فريق العمل مثل هند صبري ولارا إسكندر وأحمد مالك وسيد رجب، كان إضافة كبيرة لي، لذا أعتبر مشاركتي به شرف كبير".
وتضيف: "الفيلم ملئ بالأحداث المهمة والمؤثرة، وعندما عُرض عليّ الدور درسته جيدًا، وقرأت العديد عن الأحداث، وتعايشت مع جميع التفاصيل، وعقدت جلسات عمل كثيرة مع مروان حامد كل ذلك ساعدني في العمل، كما أن الجمهور تفاعل مع مشاهدي أمام الفنان كريم عبد العزيز".
اللهجة المصرية
شكّلت اللهجة المصرية عائقًا أمام مشاركة الفنانة رزان جمال في الأعمال المصرية، وعن ذلك قالت: "كنت أعيش في نيويورك وأعمل هناك، إلى أن عُرض عليّ أول عمل لي في الوطن العربي مسلسل "إمبراطورية مين"، لكنني وجدت أن لهجتي العربية ضعيفة وتحتاج إلى دراسة، وحرصت على تعلمها جيدًا، وخلال هذه الفترة أتقنت اللهجة المصرية أيضًا من خلال بعض أفراد عائلتي الذين يعيشون في مصر، والاحتكاك مع الشعب المصري في تعاملاتي، وبعيدًا عن اللهجة لمست في تعاملي مدى رقي واحترام الجمهور المصري، الذي كان أيضًا أول من دعمني في أعمالي المصرية لذا فإنه له مكانة خاصة في قلبي".