الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

اللبنانية تقلا شمعون: لديّ كثيرا من مي زيادة.. وتستهويني شخصية المرأة المناضلة

  • مشاركة :
post-title
الممثلة اللبنانية تقلا شمعون

القاهرة الإخبارية - نورا سمير

◄| "عروس بيروت" و"روبي" حققا لي انتشارًا عربيًا واسعًا
◄| فخورة بطلاب المسرح اللبناني وسعيهم للتعبير عن آرائهم رغم الظروف المحيطة بهم
◄| دوري في "قدر" ليس شريرًا.. والفيلم مستوحى من أحداث واقعية

أكثر من 50 عملًا في رصيد الممثلة اللبنانية تقلا شمعون، عبر أكثر من 3 عقود، لتصبح واحدة من أبرز نجمات الدراما اللبنانية، إذ لم تخطف بأدائها قلوب الجمهور والنقاد فقط بل أيضًا زملاء المهنة، إذ تخلق من كل دور تجسده روحًا للشخصيات، وتجعل السيناريو واقعًا مُعاشًا.

نقطة التحول للفنانة اللبنانية تقلا شمعون جاءت عن طريق خطوة دون حسابات كثيرة، لكنها أضاءت مسيرتها المهنية، إذ التحقت بكلية الإعلام بالجامعة اللبنانية، وشاركت في إحدى المسرحيات من باب خوض تجربة جديدة فقط لتكتشف من خلالها شعورًا جديدًا بداخلها، وعادت في حوارها لـ"القاهرة الإخبارية" بذكرياتها مع هذه الليالي التي لا تسقط من ذاكرتها مهما تقدم الزمن، لما لها من تأثير بالغ على حياتها التي اتخذت منحنى ربما لم يكن يخطر ببالها.

النجاح اللافت للنظر للتجربة الأولى التي خاضتها من باب الهواة، ليس فقط ما شجع الممثلة اللبنانية على المضي قدمًا في مهنة التمثيل، وأوضحت: "أحببت فكرة تقمص ولعب أدوار مختلفة بعيدًا عن حياتي الخاصة، هذه التجربة التي عشتها في سن الشباب مع كل ليلة أصعد فيها على خشبة المسرح لألمس روح شخصيات مغايرة بمشاعر مختلفة، مما جعلني في حالة عشق للتمثيل".

وتلقت بطلة مسلسل "عروس بيروت" كلمات إعجاب من قبل زملائها وفريق عمل المسرحية، وسمعت أذناها كلمات الإشادة المختلفة، منها أنها صاحبة موهبة عالية ويجب أن تدخل مجال التمثيل على الفور، وعلى الفور اتبعت حدسها، لتمر السنوات وتتألق في عالم التمثيل، وتتوج بالعديد من الجوائز، منها جائزة أفضل ممثلة عن دورها في مسرحية "ما يشبه قصة حب"، وعن ذلك قالت: "لدي دائمًا علامات مميزة في مشواري الفني وأبحث في كل دور أجسده عما يضيف لمسيرتي ويترك أثرًا".

مع امتداد مسيرة تقلا شمعون الفنية عاشت شخصيات لم تختبرها على أرض الواقع، زاد من إحساسها بها صدقها الملاحظ في أدائها، الأمر الذي عبرت عنه بأن كل الأدوار التي جسدتها لا تشبهها، وأنها تقمصت شخوص لم تعشها في الواقع مثل شخصية الأم، وأيضًا نجحت في تجسيد الفتاة الأرستقراطية، رغم أنها من جذور ريفية.

الممثلة اللبنانية تقلا شمعون
روبي وعروس بيروت

يعد مسلسل "عروس بيروت" علامة مميزة ونقطة فاصلة في مشوار تقلا شمعون الفني، وقالت عن ذلك: "ليس فقط عروس بيروت، ولكن لديّ عدة محطات وعلامات أعتبرها نقاط تحول في حياتي وأبرزها تجربتي في مسلسل "روبي" عام 2012، فهو من العلامات الفارقة في مشواري الفني".

وأضافت الفنانة اللبنانية أن "عروس بيروت" و"روبي" حققا لها شهرة وانتشارًا واسعًا على مستوى الوطن العربي، إذ انهالت العروض والأعمال الفنية العربية المهمة عليها بعد نجاحها بمسلسل "روبي"، لتشارك في مسلسلات ذات بُعدٍ عربي منها "جذور" و"اتهام"، وجسدت فيها أدوارًا تركت أثرًا لدى الجمهور العربي.

الممثلة اللبنانية تقلا شمعون
خلق الإبداع

لدى تقلا شمعون منهج خاص تتبعه عند التصدي لتجسيد أي شخصية، كشفت عنها قائلة: "يجب على كل فنان أن يمتلك قدرًا من العلم والثقافة وأن يشارك الكاتب والمخرج وجهة نظره واقتراحاته من خلال قراءته للشخصية، ويتبادل النقاش إلى أن يتوصل الجميع إلى الأنسب وما يصب في صالح الدور أو العمل، وهذا ما يسمى بالمشاركة في خلق عملية الإبداع، فإذا لم يشارك الفنان مع المخرج والكاتب في خلق الشخصية لن يكن هناك إبداع وفن".

وعلقت تقلا شمعون على حصرها في دور الأم: "شخصيات الأم التي جسدتها مختلفة، فهي ليست نمطًا واحدًا فقط، وبطبيعة الحال عندما يصل الفنان إلى سن معين يلحقه دور الأم، واعترف بعمري ولم أغير في طبيعة وجهي وملامحي وانتقي أدوار الأم جيدًا".

جسدت الفنانة اللبنانية أدوارًا كثيرة ولكنها يظل لديها أعمال أخرى لم تجسدها بعد، أوضحت: "أحب تجسيد دور أم أو امرأة بسيطة تعيش حياة قوية مع أرضها ونضالها، وتجسيد دور المرأة اللبنانية المناضلة، مثل الأديبة مي زيادة وأشعر أن لدي كثيرًا منها وهي من الشخصيات التي مرت على تاريخ مصر ولبنان وتستهويني أدوار الشخصيات التاريخية".

لدى الممثلة اللبنانية تقلا شمعون معايير في اختيار أدوارها إذ تهتم في المقام الأول بنص العمل وكتابته، وفي الوقت نفسه الدور الذي تجسده من حيث حجمه بالمسلسل ومدى تأثيره على سير الأحداث والقصة، بالإضافة إلى تميز عناصر الإنتاج والإخراج، وأيضًا يجب أن يكون الدور إضافة لمسيرتها الفنية.

الممثلة اللبنانية تقلا شمعون

مشوار تقلا شمعون الفني يزخر بالاعتراف والتقدير المهني من جهات مختلفة، إذ حصلت صاحبة المواهب المتعددة على شهادة تقدير عن مشوارها الفني من جامعة كونكورديا الكندية، إحدى أهم الجامعات في العالم، وكُرّمت أيضًا من السفارة اللبنانية بكندا، وحصلت على شهادة تقدير من الحكومة الكندية، وأيضًا منحت جامعة أوتاوا الكندية مساعدة من الصليب الأحمر الدولي إلى لبنان باسم تقلا شمعون.

وكُرمت الممثلة اللبنانية أخيرًا بمهرجان الفيلم اللبناني في جامعة كونكورديا بمدينة مونتريال في كندا، رفقة زوجها طوني فرج، وذلك عن مجمل أعمالها ومسيرتها الفنية، بالإضافة إلى دورها بفيلم وثائقي بعنوان "قدر"، الذي افتتح الدورة، وهو إنتاج تونسي أردني ويعرض حاليًا في العديد من البلدان العربية.

 وقالت تقلا شمعون عن تجربتها السينمائية الصادرة حديثا "قدر": "يحاكي الفيلم الناس الذين يمرون بظروف معيشية صعبة، واستغلال الأنظمة للفقراء من أجل أغراض سياسية، والفيلم مشتق من أحداث واقعية للمخرجة التونسية إيمان بن حسين".

ورغم أن تقلا شمعون تجسد في الفيلم المستوحى من الواقع شخصية "كاتيا" التي تنتمي لإحدى المنظمات التي تدرب الأشخاص وتستغلهم في عمليات تخدم مصالح المنظمة، لا تصنف الممثلة اللبنانية هذا الدور في فئة الشخصيات الشريرة: "هذا ما قد يعتقده المشاهد في البداية، لكن المخرجة خلقت فيه جانبًا إنسانيًا مما حفزني لتجسيد الشخصية".

ولا ترى تقلا شمعون أزمة في تعريب إنتاجات أجنبية: "لدي تجربة في هذا الإطار تتمثل في مسلسل عروس بيروت، وأنا لست ضد المسلسلات المعربة تمامًا". 

وعن تجربة التمثيل في مصر، قالت الممثلة اللبنانية: "كانت لدي تجارب عدة في مصر، وأسعى إلى المشاركة في أعمال فنية مصرية بالفعل، خصوصًا أنه وصلني أن هناك إعجاب بشخصيتي كممثلة وهذا ما حمسني للتمثيل في مصر ولكن حاليا لا توجد عروض محددة".

الممثلة اللبنانية تقلا شمعون
المسرح اللبناني

ولأن بداية تقلا شمعون جاءت من خلال المسرح، تراقب دائمًا حركة "أبو الفنون" في لبنان، الذي يشهد في الآونة الأخيرة نشاطًا واضحًا، رغم جميع الظروف التي تحيط به، وقالت عن ذلك: "أفخر بالطلاب الذين التحقوا بالدراسة في المسرح لأنهم ما زالوا يؤمنون بهذه الوسيلة ليعبروا عن آرائهم ومشاعرهم، لذا نرى نصوصًا ليست مقتبسة ولكنها من نسج خيال الطالب المسرحي أو العاملين به، وتوجد أيضًا مساحة من الحرية تسمح للشباب بالتعبير عما بداخلهم".