استنكر منتدى "كوهيليت" للسياسات، وهو مركز أبحاث إسرائيلي قوي، التقارير الإعلامية التي تفيد باجتماع أعضاء المنتدى مع بنيامين نتنياهو، للتشاور في إمكانية التراجع عن حزمة "التعديلات القضائية" التي سعت حكومته المُتشددة لتمريرها خلال الأشهر الماضية، ما يؤكد الأنباء التي تفيد بدور سري لها في صناعة القرار، بحسب صحيفة "جيروزاليم بوست".
جهود سرية
ونفى "كوهيليت"، ما تداوله الإعلام الإسرائيلي عن اجتماع أعضاء المنتدى مع أعضاء الائتلاف للتشاور حول إرجاء "التعديلات القضائية"، حسبما ذكرت المنظمة لصحيفة "جيروزاليم بوست"، اليوم الاثنين.
وجاء تعليق "كوهيليت" في أعقاب تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي في مقابلة مع صحيفة "بلومبرج"، أمس الأحد، قال فيه إن هناك مجالًا لإجراء تغيير في "لجنة تعيين القضاة" التي يتوقع أن تُجرى وسط معركة سياسية شرسة بين الائتلاف والمعارضة.
ويُعتبر "كوهيليت" الذي تأسس قبل تسع سنوات، واحدًا من أكبر منتديات اليمين الإسرائيلي وأكثرها تأثيرًا على صناع القرار في تل أبيب، وسط شواهد على جهوده السرية لتمرير قانون "الإصلاح القضائي" المثير للجدل في إسرائيل، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
خطط لإصلاح القضاء
ورغم الحديث عن وقوف "نتنياهو" وراء التعديلات القضائية، صرح أعضاء في حزب "الليكود" الحاكم بأن نتنياهو عندما عاد إلى السلطة في نوفمبر الماضي، لم يذكر قط خططًا لإصلاح القضاء، لكن مؤسسة فكرية غير معروفة في القدس المحتلة كانت تستعد لهذه اللحظة منذ سنوات.
وأفادت "كاتي شيتريت" في مقابلة مع القناة الـ13 الإسرائيلية بأن حزب نتنياهو لم يناقش داخليًا أبدًا مشروعات "التعديلات القضائية"، مؤكدة أن منتدى كوهيليت للسياسات هو مَن أعدها، مضيفة أنه يقدم مواد للسياسيين اليمينيين منذ سنوات.
تمكين المعارضة
ولكن مع تصاعد الاحتجاجات ضد "التعديلات القضائية"، أعلنت "كوهيليت" في منتصف مارس أنه لابد من التوصل إلى حل وسط بشأن العديد من القضايا، من بينها منح المعارضة المزيد من السُلطة في لجنة اختيار القضاة، مع وجوب منح امتيازات أكثر للائتلاف اليميني الحاكم.
بدوره، انتقد ياريف ليفين، وزير القضاء الإسرائيلي، "كوهيليت" لمعارضته الأنشطة التشريعية الحالية، والتي ترفضها شريحة كبيرة من الجمهور الإسرائيلي.
في ضوء ذلك، أعلن آرثر دانتشيك، وهو أحد المتبرعين المركزيين لكوهيليت، أنه سيوقف مساهماته في المنتدى ومؤسسات بحثية أخرى؛ بسبب الاضطرابات والانقسام في إسرائيل، حسبما ذكرت صحيفة "كالكاليست" الإسرائيلية يوم الجمعة.
وراء الكواليس
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" يُعد المنتدى أول مركز فكري سياسي على النمط الأمريكي في إسرائيل، ويعمل به 160 باحثًا يتعاملون مع السياسيين أصحاب التفكير المماثل من خلال الأبحاث ومشاريع القوانين والدعوات لحضور المؤتمرات.
ووفقًا للصحيفة، صاغ المنتدى اليميني المتشدد بعض التغييرات القانونية الأكثر إثارة للجدل في إسرائيل في السنوات الأخيرة، من وراء الكواليس، بينما ظل بعيدًا عن عيون الجمهور.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على نشاط المنتدى، أنه يجلب تكتيكاته من "الكابيتول هيل" الأمريكي، وهو مقر المجلس التشريعي لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضحت الصحيفة أن مؤسس المنتدى هو الأمريكي الإسرائيلي موشيه كوبيل، وهو باحث في التلمود وانتقل من نيويورك إلى إسرائيل في عام 1980 ويعيش الآن في مستوطنة "إفرات"، جنوب القدس المحتلة بالضفة الغربية المحتلة.