هناك مخاوف تسود الائتلاف اليميني الحاكم في إسرائيل من احتمالية تفككه، بسبب "قانون التجنيد" الذي يعفي اليهود المتدينين من الخدمة العسكرية، في مقابل بقائهم في الائتلاف الحاكم، والذي سيسقط بانسحاب أحد أعضائه، بحسب القناة السابعة الإسرائيلية.
إنذار أخير
في غضون ذلك، سيتعين على بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، مواجهة معضلة جديدة، إلى جانب أزمة التعديلات القضائية التي لا تزال قائمة حتى الآن، وذلك بعد الإنذار الأخير الذي أطلقته الأحزاب المتشددة "الحريديم" لنتنياهو قبل الانفصال عن الائتلاف، بحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.
وأمهل حزب "يهودوت هاتوره" الذي يرأس الأحزاب المتدينة نتنياهو، ليل الجمعة، فرصة لتمرير القانون بقراءاته الثلاث ليصبح نافذًا في بداية الدورة الشتوية للكنيست، وهدد في اجتماعات مُغلقة بأن عدم تمريره سيدفعه إلى حل الحكومة، بحسب القناة الـ12 الإسرائيلية.
ويُشار إلى أن الضغوط التي تواجه نتنياهو لا تقتصر على حزب "يهودوت هتوراه"، إذ أعربا آرييه درعي، زعيم حزب "شاس" وإسحاق جولدكنوف، وزير الإسكان الذي يتزعم حزب "أجودات يسرائيل" الحريدي، عن تذمرهما من تأجيل البتّ في القانون مرارًا.
معركة سياسية
في ضوء ذلك، ذكرت قناة "كان" التابعة لهيئة البث الإسرائيلية، أن الحكومة بصدد التقدّم في قانون التجنيد، قبل الشروع في لجنة تعيين القضاة التي ستجري وسط معركة سياسية بين المعارضة والائتلاف الحاكم، في إشارة إلى استجابة بنيامين نتنياهو إلى تلك التهديدات.
ويُذكر أن مشروع قانون التجنيد مشمول في الاتفاقيات الائتلافية بين مركّبات الحكومة، بحيث وُعدت به أحزاب الحريديم، من أجل منع المحكمة العليا من إلغاء قانون الإعفاء من التجنيد بحقهم.
ويُذكر أنه في نهاية شهر يونيو الماضي، انتهى سريان قانون التجنيد المؤقت الذي يعفي الحريديم من الخدمة الإلزامية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، لكن الحكومة أصدرت تعليماتها للجيش الإسرائيلي بعدم تطبيق القانون حاليًا، وهو ما أثار غضب "أصحاب السبت".
أمهات الجنود
واستباقًا لتمرير قانون "التجنيد"، تظاهرت نحو ألف أم لمجندين جدد، أمس الأحد، ضد الحكومة الإسرائيلية التي تعتزم إعفاء المتدينين من الخدمة، بينما ترسل أبناءهم للخدمة في الجيش، ما ينذر بتصاعد الاحتجاجات التي اندلعت في تل أبيب منذ أشهر.
وفي إبريل الماضي، هاجم يائير لابيد، زعيم المعارضة في إسرائيل، إعفاء "الحريديم" في مقابل تعويض مالي للجنود الآخرين.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، قال "لابيد": "إن مشروع التجنيد الإجباري الجديد الذي تفرضه الحكومة له معنى واحد وهو نهاية الجيش الإسرائيلي".
وأضاف لابيد: "فقط أبناؤنا سينضمون إلى الجيش، وسيخاطرون بحياتهم".
أصحاب السبت
و"الحريديم" هي طائفة يهودية متشددة، تطبق الطقوس الدينية وتعيش حياتها اليومية بحسب التفاصيل الدقيقة للشريعة اليهودية، ويوم السبت هو يوم عبادتهم، يبدأ من منتصف نهار الجمعة وينتهي نهاية نهار يوم السبت، ويرون أن الأعمال المحرمة عليهم حرمت بسبب أنها تشتت أذهانهم عن العبادة.
وفي يوم السبت، لا يركب المتدين السيارة، ولا يستخدم الكهرباء إطلاقًا، ويستبدل الكهرباء بالشموع، لا تلفاز، ولا أنوار، ولا أجهزة إلكترونية.
وكثيرًا ما شكلت مسألة تشغيل الخدمات في يوم السبت بما في ذلك حركة القطار والمواصلات العامة خلافًا بين "الحريديم" و"العلمانيين" في إسرائيل.
وبموجب الاتفاقيات الائتلافية، وعد بنيامين نتنياهو الحريديم بتنفيذ حزمة من مطالبهم مقابل الانضمام إليه، من بين هذه المطالب: إلغاء حركة القطارات يوم السبت، فصل النساء عن الرجال في مناطق التنزه، وتعليم "التلمود" في المدارس العلمانية، وهو أحد مصادر التشريع اليهودية، بالإضافة إلى تخصيص ميزانيات للمدارس الخاصة بهم.
ومع ذلك، لم ينفذ نتنياهو أيًا من هذه المطالب، ما دفعهم للتهديد مرارًا بالانسحاب من الحكومة.