من عالم الرياضيات والأرقام إلى أنغام الموسيقى وسحر الألحان، هكذا قرر الشاب المغربي أمين بودشار أن يتوقف مؤقتًا عن عمله كمهندس إحصاء ويتفرغ لمشروع موسيقي حول فيه الجمهور من مجرد متلقي إلى مطرب بامتياز.
وسطع نجم بوشار وفرقته أخيرًا في المغرب والعالم العربي بعد نجاح تجربته المعتمدة على تشارك الأداء مع الجمهور في الحفلات، إذ تعزف الفرقة الموسيقية ألحان الأغاني العربية والمغربية بتوزيع حديث، بينما يتحول الحاضرون إلى كورال يتغنى بالكلمات.
وقال بودشار في مقابلة مع وكالة "رويترز": اكتشفت بالصدفة أن الجمهور متعطش للموسيقى الطربية الجميلة، لم أبحث لأقارن بين موسيقى أمس والسائدة حاليًا في الأسواق، وجدت كما لو أن الجمهور كان يبحث عن شيء ضائع منه وهكذا حدث التجاوب بيني وبينه".
نشأ بودشار في المغرب وأكمل دراسته في فرنسا لكن الموسيقى كانت هي شغفه الدائم، خاصة أنه تربى في كنف عائلة مُغرمة بالألحان والأغاني الطربية الجميلة.
وعقب إتمام دراسته لم تمنعه المسؤوليات من مواصلة شغفه إلى جانب العمل فانضم إلى فرق موسيقية عربية بباريس كما نظم حفلات صغيرة.
وقال بودشار: "الفن معي منذ الصغر ولم أستطع العيش دونه، لكن حينما رأيت تفاعل الجمهور قررت التفرغ للموسيقى وأن أتوقف مؤقتًا عن العمل، خاصة أن الأمر في البداية لم يكن تحديًا، بل أردت فقط أن أقوم بشيء أحبه".
الجمهور شريك
يحظى مشترو بطاقات حضور حفلات أمين بودشار وفرقته بتجربة مميزة، إذ يحصلون قبل الحفل على البرنامج كاملًا ومعه كلمات الأغاني حتى يكون التفاعل بين الفرقة والجمهور في أتم صورة.
وقال إنه كان يتطلع إلى "تجاوز الحاجز" بينه والمتلقي، مضيفًا أن الفكرة كانت عبارة عن أن الحفلة جلسة موسيقية بين الأصدقاء لتأتي الأمور تلقائية".
ونفى تمامًا ما يردده البعض بوجود تدريب مسبق أو كورال وسط الجمهور يقود هذا الأخير ليغني بمنتهى الانسجام كما ظهر في أغنية (جانا الهوا) لعبدالحليم حافظ أو (عطشانة) للمغربية بهيجة إدريس، إذ قال بودشار: "لا نحتاج إلى أن نتمرن مع الجمهور أو نضع كورالًا وسطه، فالأمور تمر تلقائية، الاختيارات الموسيقية يتدخل فيها الجمهور بشكل كبير، لكن ليس بشكل فردي".
وأضاف "بحكم أن تذاكر حفلاتنا إلكترونية، نسأل الناس بعد كل حفل عبر بريدهم الإلكتروني ماذا يفضلون، ونأخذ بعين الاعتبار اقتراحاتهم، وبعد دراسة نختار ترشيحات الأغلبية بطريقة ديموقراطية".
وأشار الموسيقي المغربي الشاب - 33 عامًا - إلى أن "هناك أغانٍ يحبها الجمهور ويطلبها لكن لا تصلح أن تُغنى جماعة ومع ذلك نحاول إرضاء الأغلبية لأن الجمهور هو العنصر الأساسي في هذا المشروع".
وبعد النجاح الكبير الذي حققه بودشار في المغرب وبعض الدول العربية توالت عليه العروض والدعوات لتنظيم حفلات خارج المغرب.
وقال لـ"رويترز": "بغض النظر عن المغرب الذي قمنا فيه بجولات كثيرة ولا زالت مستمرة (نحو 25 حفلًا)، هنالك حفل خلال الأسبوعين المقبلين في مصر، وحفل في باريس، سبتمبر بمسرح الأولميبا، وآخر في كندا، نوفمبر، وحفل في دبي، ديسمبر".
وأضاف "في البداية كنا ننظم كل شيء بأنفسنا، لم يكن هناك دعم، كان مشروعًا شخصيًا بيني وفريق العمل، الآن دخل المنتجون على الخط بعد أن أعجبوا بالفكرة وبدأوا يتواصلون معنا".