تشهد الولايات المتحدة الأمريكية حاليًا عدة تحديات اقتصادية تؤثر على البلاد بشكل عام، وعلى حملة الرئيس جو بايدن بشكل خاص.
ففي الأسابيع الأخيرة، شهدت البلاد تراجعًا في التصنيف الائتماني وتباطؤا في سوق العمل، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الغاز. وتعتبر هذه المشكلات الاقتصادية أمرًا يشغل بال الناخبين، ويمكن أن يؤثر على دعمهم للرئيس بايدن وحملته الانتخابية.
وبينما تحاول الإدارة الأمريكية الدفاع عن سجلها الاقتصادي وتقليل الأضرار الناجمة عن هذه التحديات الاقتصادية، فإن الناخبين يشعرون بالقلق بشأن قدرة الإدارة الحالية على التحكم في الاقتصاد بشكل فعّال.
تراجع التصنيف الائتماني
أعلنت وكالة التصنيف الائتماني "Fitch"، الأسبوع الماضي، عن تراجع تصنيف الولايات المتحدة من AAA إلى AA+، وهو ما أثار غضب الإدارة الأمريكية التي ألقت اللوم على الإدارة السابقة، وفقًا لما أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
ورغم أن التصنيف AA+ يعتبر مؤشرًا إيجابيًا على جدارة البلاد الائتمانية، إلا أن وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، اعتبرت القرار "تعسفيًا ومبنيًا على بيانات قديمة".
وتثير هذه النقطة قلق الناخبين حول مدى قدرة الإدارة الحالية على التحكم في الاقتصاد، وعلى الرغم من أن الإدارة تلقي اللوم على الإدارة السابقة، إلا أنه يظل بعض الناخبين يشعرون بالقلق بشأن القدرة على إدارة بايدن الاقتصاد بشكل فعّال.
تباطؤ سوق العمل
أظهر التقرير الشهري للوظائف في يوليو توسعًا أقل من المتوقع في الوظائف، إذ أضاف الاقتصاد الأمريكي 187,000 وظيفة فقط، ما يشير إلى بطئه. ورغم أن الرئيس جو بايدن رحّب بتقرير الوظائف، فإن الأرقام تشير إلى تباطؤ في النمو، بحسبة شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية.
وبلغ معدل البطالة في يوليو 3.5% مع 5.8 ملايين عاطل عن العمل في الولايات المتحدة، خاصة أن البطالة وفرص العمل تعد من ضمن القضايا الرئيسية للناخبين في الولايات المتحدة، إذ إن قلة الوظائف المتاحة وارتفاع البطالة، تجعلان الناخبين أقل عرضة للتصويت للرئيس الحالي.
ارتفاع أسعار الوقود
ارتفع متوسط سعر الوقود 30 سنتًا خلال الشهر الماضي وسط انقطاع في بعض مصافي التكرير الأمريكية بسبب الحرارة الشديدة جزئيًا.
ووفقًا لجمعية السيارات الأمريكية، بلغ متوسط سعر جالون النفط 3.83 دولار في أغسطس، وهو ما يزيد على 3.52 دولار في المتوسط خلال الشهر الماضي.
وبحسب ما تشير مجلة "نيوزويك" الأمريكية، فإن ارتفاع الأسعار يرتبط بالانقطاعات غير المخطط لها في ما لا يقل عن أربع مصاف للوقود في تكساس ولويزيانا، بسبب الحرارة الشديدة جزئيا، إذ توجد نصف طاقة التكرير في الولايات المتحدة في هاتين الولايتين.
أوضح المتحدث باسم مجموعة "مصنعي الوقود والبتروكيماويات الأمريكية" في بيان لصحيفة "بوليتيكو" الخميس الماضي، أن بعض المصافي في الولايات المتحدة تعرضت لانقطاعات بسبب الأحوال الجوية والصيانة غير المتوقعة بعد "فترات طويلة من الاستخدام المكثف".
وقال المتحدث: "بالنسبة للمرافق التي تشهد حرارة عالية، فإن العديد منها يملك أنظمة تبريد لمساعدتهم على مواجهة التحديات التشغيلية المرتبطة بالحرارة وحفظ سلامة العمال".
أفادت شبكة "CNN" الأسبوع الماضي أن البيت الأبيض كان يراقب أسعار الوقود "بعناية شديدة"، نقلًا عن مسؤول كبير في الإدارة لم يتم ذكر اسمه.
تزايد أسعار الوقود يمكن أن يكون له تأثيرات عميقة على حملة الرئيس جو بايدن الانتخابية في عام 2024، إذ إن الارتفاع المستمر لأسعار الوقود قد يثير قلق الناخبين الذين يعتبرون الأمور الاقتصادية عاملًا مهمًا في قراراتهم الانتخابية، فيما قد يعتبر البعض أن هذا الارتفاع في الأسعار يدل على عدم قدرة الإدارة الحالية على التحكم في الاقتصاد بشكل فعال، وهو ما قد يؤدي إلى تقليل دعمهم لبايدن.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الانقطاعات الحاصلة في مصافي التكرير الأمريكية قد تدفع الناخبين للتساؤل عن قدرة الإدارة على التعامل مع مثل هذه الأزمات وكفاءة البنية التحتية للطاقة في الولايات المتحدة. هذا الشك قد يعكس نظرتهم إلى القدرة القيادية للرئيس بايدن.
كما قد يتأثر دعم بايدن بارتفاع أسعار الوقود، إذ يمكن أن يمثل ذلك عبئًا كبيرًا على الأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط. إذا شعر الناخبون بأن الإدارة ليست قادرة على حماية مصالحهم الاقتصادية، فقد ينخفض دعمهم للرئيس بايدن.
محاولات إنقاذ الوضع
على الرغم من هذه الصعوبات، فإن الإدارة الأمريكية تحاول الدفاع عن سجلها الاقتصادي، مشيرة إلى أن هناك تحسنًا كبيرًا في معدل التضخم، وأنه تم إضافة ملايين الوظائف منذ تولي الرئيس الرئاسة، فيما يشير المتخصصون بحسب مجلة "نيوزويك"، أنه سيكون على حملة جو بايدن الانتخابية التأكيد على هذه النقاط الإيجابية ومحاولة تقليل الأضرار الناجمة عن هذه الإشارات التحذيرية.