الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مصطفى متولي.. "شريك الزعيم" بدأ من المسرح ومات عليه

  • مشاركة :
post-title
الفنان المصري مصطفى متولي

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

 بأداء عبقري جسد أصعب الأدوار، وبتلقائية كسب محبة الجمهور، رغم حصره في أدوار الشر، إذ امتلك الفنان المصري مصطفى متولي شخصية قوية وكاريزما مختلفة ساعدته في أن يكون بطلاً حقيقيًا، وأهّلته ليكون مؤثرًا في كثير من الأعمال، فصنع بصمة خاصة على مدار 4 عقود من تاريخ الفن المصري.  

تفرد مصطفى متولي، الذي توفي في مثل هذا اليوم (5 أغسطس) من عام 2000، بتقديم الدور الثاني، ولكنه فرض ظهورًا طاغيًا وخطف الكاميرا بشخصيته المؤثرة، إذ وظف المخرجون مهاراته في أدوار شكلت علامة فارقة في مشواره، فكان "ندًا" للبطل في كثير من الأحيان، ودخل أمامه حلبة المنافسة فتفوق عليه في أحيان أخرى. 

انطلق من المسرح ومات عليه

من خشبة المسرح المدرسي بمدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ (شمالي مصر)، خرج "متولي" سعيًا وراء حلمه والتحق بمعهد الفنون المسرحية، فثمة غريزة فطرية ربطته بالمسرح فكان البذرة التي غرست بداخله حب الفن والتمثيل، وشكلت شخصيته وظل مخلصًا له لآخر نفس في حياته، حتى أن روحه صعدت أثناء اعتلاء خشبته. 

أدوار الشر

رغم ما حمله مصطفى متولي من قلب طيب بشهادة زملائه، ولكنه برع في تقديم الأدوار الشريرة فلا يمكن أن ننسى تجسيده دور زعيم العصابة في فيلم "بخيت وعديلة"، والمعلم الطماع بفيلم "سلام يا صاحبي"، و"رُمانه" تاجر المخدرات في فيلم "النمر والأنثى"، ورشاد في "حنفي الأبهة" وغيرها الكثير من الأعمال التي صنعت ثراءً فنيًا في مشواره.

شريك نجاح الزعيم

شكّل مصطفى متولي ثنائيا وشريك نجاح مع الفنان عادل إمام، الذي لا تجمعه به علاقة صداقة فحسب ولكن مصاهرة أيضًا فهو زوج شقيقة الزعيم، وعلى الرغم من شدة ارتباطهما بالواقع ولكنهما وقفا "ندًا" وأعداءً في غالبية الأعمال، فأحب الجمهور ظهورهما سويًا لما صنعاه من حالة متفردة.

أكثر من 17 عملاً، لم يكن هذا رقمًا مجردًا للأعمال التي جمعت الثنائي (الزعيم ومتولي)، ولكنه حمّل كثيرًا من الذكريات والمواقف على مدار أكثر من 30 عامًا، فكل فيلم من الأفلام التي قدماها سويًا تمثل حكاية يمكن سردها بمفردها، فكان من أفلامهما سويًا "جزيرة الشيطان، رمضان فوق البركان، عنتر شايل سيفه، النمر والأنثى، سلام يا صاحبي، شمس الزناتي، اللعب مع الكبار، مسجل خطر، المولد، حنفي الأبهة، الإرهابي، المنسي، بخيت وعديلة، رسالة إلى الوالي"، بخلاف مشاركتهما في عدد من الأعمال المسرحية، ويرى كثيرون أن نجومية مصطفى متولي استمدها من تعاونه مع الزعيم.

علّقَ مصطفى متولي على تكرار تعاونه مع الزعيم، في لقاء تليفزيوني سابق، قائلاً: "رغم أنني عملت مع فنانين كُثر ولكني أتمنى العمل مع الزعيم فقط، فهو يمكن تشبيهه بالصحيفة التي توزع مليون نسخة في اليوم، وإذا جاء لي دور جيد معه بالتأكيد سأسعى لتقديمه ولن أهرب منه، وأنا دائمًا أتمنى العمل معه مثل أي شخص يتمنى العمل معه، لأن له قاعدة جماهيرية كبيرة، فأي فنان يعمل معه بالتأكيد يستفيد من شعبيته".

لم يكن متولي يخاف من خوض المغامرة وتقديم أدوار مختلفة، حتى إن البعض رأى أن فيلم "رسالة إلى الوالي" أقرب للفانتازيا، التي تسرد قصة "حرفوش" الذي جاء من زمن بعيد يبحث عن كنزه الضائع، إلا أن مصطفى متولي أكد في لقاء تليفزيوني أن هذه الشخصية حقيقية وليست خيالاً، وكان يمتلك بيتًا في القاهرة وأنهم صوروا فيه، مضيفًا: "كنت معجبًا بفكرة الفيلم والتي تحمل تحذيرًا بوجود أخطار تحيط بمصر من قديم الأزل".

على الرغم من أن مصطفى متولي قدم للتليفزيون أكثر من 80 مسلسلًا، منها "رأفت الهجان" مع محمود عبد العزيز، ألف ليلة وليلة، أم كلثوم"، وغيرها إلا إن نجوميته الحقيقية كانت في السينما، وعدد من الأعمال المسرحية.

على خشبة المسرح، ضحك الزعيم مع صديقه مصطفى متولي في كثير من الأعمال، وتعاونا فيها مثل "الواد سيد الشغال، الزعيم، بودي جارد"، وعلى نفس الخشبة بكى بحرقة لفراق صديقه ورفيق دربه فجأة، بعد أن لفظ مصطفى متولي أنفاسه الأخيرة أثناء تقديمه مسرحية "بودي جارد"، فتسبب هذا الرحيل في صدمة وأزمة للزعيم، إذ كانت تذاكر العرض مباعة بالكامل مع حضور شخصيات، فاتخذ عادل إمام قرارًا باستكمال العرض والاستعانة بالفنان محمد أبو داود، ليرحل "متولي" عن عمر ناهز 50 عامًا بعد أن ملأ الحياة بالفن والإبداع، تاركًا إرثًا كبيرًا من الأعمال ومحبة الجمهور.