يدخل الصراع في السودان شهره الثالث على التوالي، ولم يكن أمام الملايين من السودانيين غير الفرار إلى المجهول، في محاولة للوصول إلى ملاذ آمن في ولايات أخرى بعيدة عن أعمال العنف أو إلى حدود أي من البلاد المجاورة، أملًا في ملاذ آمن لهم ولعائلاتهم.
أمس، حذر أنطونيو جوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، من أن الصراع المستمر سيدفع السودان إلى السقوط في حرب أهلية، ما يتسبب في زعزعة استقرار المنطقة، إذ تسبب استمرار أعمال العنف واسعة النطاق في دارفور عن سقوط 22 ضحية مساء أمس السبت.
و دعا "جوتيريش" جميع الأطراف الالتزام بالقانون الإنساني الدولي، بهدف حماية المدنيين وتمكين العمل الإنساني، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة تعمل بالتنسيق مع الاتحاد الإفريقي، من أجل استمرار الجهود الدولية لإنهاء الصراع.
2.2 مليون نازح داخلي
تعمل المنظمات الإنسانية الدولية على دعم الفارين من الصراع في السودان، إذ نزح الآلاف من الأسر داخل الولايات المختلفة بالسودان لأكثر من مرة، ووصل أعداد النازحين داخليًا 2.2 مليون نازح.
وتشير الأرقام إلى أن حركة النزوح الأكبر كانت من الخرطوم بنسبة 67%، ثم دارفور بـ33%، والولاية الشمالية بنسبة 16%، تليها ولاية نهر النيل بـ14%، وغرب دارفور بنسبة 7% من إجمالي النازحين.
وأفادت المنظمة الدولية للهجرة، في بيان، بأنه لا يزال هناك نقص شديد في الوصول إلى الغذاء والخدمات الصحية ومواد الإغاثة الأساسية. وبينما يعيش معظم النازحين داخليًا مع المجتمعات المضيفة، يعيش أكثر من 280 ألف منهم حاليًا في ملاجئ الملاذ الأخير مثل المخيمات والمباني العامة والملاجئ.
الدعم الدولي الإنساني للفارين
أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، عن 8 ملايين دولار من الصندوق الإنساني لجنوب السودان، لمساعدة اللاجئين والعائدين من السودان، الذين يبحثون عن مأوى في جنوب السودان، وفق الأمم المتحدة.
سيعمل الدعم المقدم من الأمم المتحدة في توفير الغذاء والماء والمأوى والرعاية الطبية للمتضررين من العنف المستمر، وتم تسجيل وصول نحو 150 ألف شخص إلى جنوب السودان، منذ بدء الصراع في السودان، 15 أبريل الماضي، ومن المتوقع أن يزداد هذا العدد مع استمرار الأزمة.
في غضون ذلك، أعلن مارتن جريفيث، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، تخصيص 5 ملايين دولار من الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ (CERF)، لدعم الوافدين الجدد إلى إثيوبيا، بهدف مساعدة 100 ألف شخص لمدة 6 أشهر.
وخصص الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ 76 مليون دولار، لدعم الاستجابة الإنسانية في السودان والدول المجاورة المستضيفة للاجئين في تشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان، كما خصص صندوق السودان الإنساني 40 مليون دولار، لجهود الإغاثة داخل البلاد.