استمرارًا لحالات النزوح السوداني على نطاق واسع بسبب الصراع الدائر كشف تقرير أن أعداد النازحين خلال العشرة أسابيع الماضية تعادل أعدادهم خلال العشر سنوات الماضية، وفق تقرير دولي لشبكة رصد النزوح الداخلي الذي نشره مكتب الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة "أوتشا".
وكشف التقرير أنه خلال 10 أسابيع من النزاع في السودان تم تسجيل ما يقرب من مليونين ونصف المليون حالة نزوح، وهو عدد حالات النزوح الداخلي نفسها تقريبًا بسبب النزاع والعنف في البلاد خلال السنوات العشر السابقة والتي بلغت مليونين و246 ألف نازح.
وأضاف التقرير أن هذا العدد هو الأعلى الذي تم تسجيله في السودان بسبب الصراع والعنف منذ عام 2008، ووفق تقديرات التقرير فمن المرجح أن يصل هذا الرقم إلى مستويات أعلى بكثير بنهاية هذا العام، بسبب الصراع المستمر على نطاق واسع. لافتًا إلى أن قيود الوصول لجهود جمع البيانات الحالية لا تسمح بالكشف الكامل عن عدد الأشخاص النازحين حديثًا مقابل عدد الأشخاص الذين نزحوا لأكثر من مرة.
من جانبه أكد مارتن جريفيث، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، أنه منذ بدء النزاع فر أكثر من 3 ملايين شخص في السودان، نصفهم من الأطفال، لافتًا إلى أن نصف الأطفال الباقين في السودان، وعددهم نحو 13.6 مليون، بحاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية.
وقال المسؤول الأممي إنه على مدى ثلاثة أشهر حتى الآن، عانى شعب السودان معاناة لا توصف وسط أعمال عنف تمزق بلادهم، مضيفًا أنه مع دخول النزاع شهره الرابع، تزداد خطوط القتال تشددًا، ما يزيد من صعوبة الوصول إلى ملايين الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
وأوضح المسؤول الأممي أن السودان يعد الآن أحد أصعب الأماكن في العالم لعمل العاملين في المجال الإنساني، قائلًا: "نبذل قصارى جهدنا لتقديم الإمدادات المنقذة للحياة، لكن لا يمكننا تجديد مخازن الطعام والماء والأدوية إذا استمر النهب لهذه المخزونات، و لا يمكننا التسليم إذا مُنع موظفونا من الوصول إلى المحتاجين".