تتطلع المخرجة الإماراتية نايلة الخاجة للوصول للعالمية، من خلال فيلمها الروائي الطويل "ثلاثة"، الذي تدور أحداثه في إطار الرعب والتشويق، حول "مريم" والدة الطفل الصغير "أحمد"، الذي ترى أن تصرفاته غربية بشكل كبير، ما يدفعها للاعتقاد بأن قوى شديدة تتملكه، ومع تصاعد الأحداث، تتسابق الأم مع الزمن للحصول على مساعدة من دكتور بريطاني وأطباء آخرين في محاولة لإنقاذ ابنها، وهو من تأليف بن وليامز، وبطولة الممثل البريطاني جيفرسون هول، فاتن أحمد.
وحول هذه التجربة، كشفت المخرجة الإماراتية نايلة الخاجة لـ موقع "القاهرة الإخبارية"، عن كواليس فيلم "ثلاثة"، والتحديات التي واجهتها في العمل، والتعاون مع الممثل البريطاني جيفرسون هول، وموقف مشاركة العمل في المهرجانات العالمية:
قضية حساسة
تؤكد نايلة الخاجة، أن "ثلاثة"، يُعد التجربة الإخراجية الأولى لها في عالم الأفلام الروائية الطويلة، وحول سبب حماسها لاختيار فكرة الصحة العقلية، تقول: "الفيلم يناقش قضية مهمة للغاية تتمحور حول مدى مجازفة الأم بحياتها لإنقاذ طفلها؛ رغم كل الظروف الصعبة التي تمر بها".
وتضيف: "قد لا يتطرق الكثيرون إلى هذه النوعية من القضايا لكونها حساسة للغاية، وهذا ما نتناوله في الفيلم، إذ يصرح الطبيب عن مرض الطفل النفسي، وحاجته للمعالجة، وهذا يخالف تقاليدنا في العالم، من حيث رفض الأهل اللجوء إلى الطبيب النفسي، في مثل هذه الحالات؛ خوفًا من اعتباره مجنونًا، فأردت تسليط الضوء على ذلك وأهمية العلاج النفسي".
التحديات
حول التحضير لفيلم "ثلاثة"، تُشير نايلة الخاجة، إلى أن تصوير العمل استمر 24 يومًا بين تايلاند والإمارات العربية، وحول أبرز التحديات التي واجهتها في العمل، تقول: "من أبرز التحديات التي واجهتنا هو الحصول على مبلغ تمويل الفيلم من المستثمرين بالكامل، إذ إنه دائمًا ما يواجه المخرج في أولى مراحل إخراجه للأفلام الطويلة صعوبة في توفير المبلغ الكافي لإنتاج الفيلم بصورة راقية، وهذه العملية في البحث عن مستثمرين لتمويل الفيلم، تتطلب مني العمل لأكثر من سنة ونصف السنة لإنتاج هذا الفيلم".
وتضيف: "التحدي الثاني كان في إيجاد عدد كبير من الممثلين الإماراتيين، وتحديدًا الممثلات الإماراتيات؛ إذ إن عدد المتخصصين في مجال السينما قليل جدًا."
أما التحدي الأخير فتمثل في عملية ما بعد التصوير "الإنتاج" والعمل على تجزئة وتقطيع اللقطات، إذ إن الحصول على أشخاص مختصين من ذوي الخبرة شكّل تحديًا كبيرًا لاسيما هؤلاء الذين يستطيعون رفع مستوى الفيلم، وتعلمت من خلال هذه التجربة البحث عن ممولين لإنتاج هذا الفيلم الطويل، أكثر مما تعلمت خلال خبرتي في إنتاج الأفلام القصيرة، والتي تصل إلى أكثر من عشرين عامًا".
اختيار جيفرسون هول
تُشير نايلة الخاجة، إلى أن السبب الرئيسي وراء اختيارها الفنان البريطاني جيفرسون هول، يعود إلى إعجابها الشديد بأعماله الفنية، مثل "بيت التنين"، "هالاوين"، الذي قدّم فيه دور الطبيب، فرأت أنه المناسب للقيام بشخصية الطبيب، وحول كواليس اختياره تقول: "قمنا بالتواصل معه ووافق على العرض، وكانت التجربة مميزة للغاية وكان لوجود جيفرسون، دافع قوي في تحفيز الممثلين الإماراتيين للعمل بجهد على ترقية أدائهم بحرفية عالية للوصول إلى مستوى رفيع من التمثيل والأداء السينمائي الهادئ".
المشاركة العالمية
توضح مخرجة فيلم "ثلاثة"، أنها تتطلع للوصول إلى العالمية من خلال فيلمها، إذ تقول: "نستطيع تأليف قصص تولد من الخيال لتحريك المشاعر وتسليط الضوء عليها عالميًا، وهذا ما أحرص دومًا على عمله وهو وضع بصمتي في مجال السينما الإماراتية والعالمية".
وتضيف: "أتوقع المشاركة في عدد من المهرجانات الدولية هذا العام، وهذا ما أطمح له بأن أصل بأعمالي إلى العالمية، والعمل مع عدد من الممثلين الكبار مثل الممثل دانيال دي لويس".
المواهب الشابة
تعتمد المخرجة نايلة الخاجة، على عدد كبير من المواهب الشابة في العمل، وحول سبب اعتمادها على العنصر الشبابي، تقول: "لدينا مواهب رائعة في الوطن العربي وقد كان لديّ فرصة لاكتشاف عدد منها لاسيما بطل هذا الفيلم سعود الزرعوني، نورة العابد وفاتن أحمد، بالتعاون مع الممثل الكبير مرعي الحليان".
وتضيف: "أما رسالة الفيلم، فهي ترتكز حول كيفية تضحية المرأة أو الأم من أجل أطفالها، وإبراز التحديات الكبيرة التي تواجهها في سبيلهم، ولا يقتصر هذا على الأم الإماراتية أو العربية فقط، إنما يشمل جميع الأمهات حول العالم، فمعظم الأمهات يضحين لتقديم أفضل ما يستطعن لأولادهن، وهذه رسالة عالمية، رغبت في تسلّيط الضوء عليها وبلورتها بأسلوب وصورة عربية".