لقرارات السياسيين في العالم تأثيرات واسعة ومتباينة على المجتمع، وأخيرًا أشعل الرئيس الأمريكي جو بايدن بقراره تزويد أوكرانيا بالذخائر العنقودية مخاوف جدية بشأن قدرة هذه الأسلحة على إيذاء المدنيين، ليأتي رد الفعل من النواب الديمقراطيين الذين يدعون إلى تقييد توريد الذخائر بسبب "الضرر العشوائي الذي تسببه".
وتُظهِر الأبحاث أن الهجمات الصاروخية بالذخائر العنقودية الأوكرانية خلال عام 2022 تسببت في العديد من الضحايا بين المدنيين الأوكرانيين، إذ يثير هذا القرار تساؤلات حول تأثيراته المستقبلية وما إذا كانت الأسلحة الفتاكة ستؤدي إلى نهاية الحرب أو تصعيدها.
أدان نواب ديمقراطيون قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بالسماح لأوكرانيا بتلقي ذخائر عنقودية بسبب مخاوف بشأن قدرة الأسلحة على إيذاء المدنيين، إذ وقّعت مجموعة من 19 عضوًا في مجلس النواب خطابًا يعارض قرار إدارة بايدن التي أعلنته أمس الجمعة بإعطاء الضوء الأخضر لتزويد كييف بهذا السلاح المحرم دوليًا.
ومع العلم بأن الذخائر العنقودية مصممة لتفريق قنابل صغيرة متفجرة بكميات يمكن أن تقذف أو تصيب أو تقتل المدنيين والقوات الصديقة أثناء النزاع وبعده بفترة طويلة، إلا أن الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا لم يكونوا من بين الـ123 دولة الموقعة على معاهدة 2008 لحظر استخدام هذا السلاح.
كما أصدرت الكتلة في مجلس النواب بقيادة براميلا جايابال بيانًا قالت فيه إن القرار يتعارض مع تحركات الكونجرس السابقة لتقييد توريد الذخائر ، بسبب "الضرر العشوائي الذي تسببه".
وقال البيان: "لا يوجد شيء اسمه قنبلة عنقودية آمنة" مضيفًا أن دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا "لا يتطلب تقويض قيادة الولايات المتحدة في الدفاع عن حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم."
قبل قرار بايدن ، وجدت الأبحاث التي أصدرتها هيومن رايتس ووتش أن الهجمات الصاروخية بالذخائر العنقودية الأوكرانية على المناطق التي تسيطر عليها روسيا في وحول مدينة إيزيوم في شرق أوكرانيا خلال عام 2022 تسببت في العديد من الضحايا بين المدنيين الأوكرانيين.
قالت ماري ويرهام، مديرة الأسلحة بالإنابة في هيومن رايتس ووتش، في بيان لمجلة "نيوزويك" الأمريكية، إن المجموعة دعت كلًا من روسيا وأوكرانيا إلى الكف عن استخدام الأسلحة التي "تقتل المدنيين الآن وستواصل فعل ذلك لسنوات عديدة".
بينما قال مسؤولون أمريكيون إن الذخائر العنقودية ستساعد أوكرانيا في محاربة التشكيلات الجماعية للقوات الروسية والأهداف المدرعة أو المنشأة مثل المطارات، كما أنها ستسمح لكييف بتركيز استخدامها للرؤوس الحربية الموحدة ضد أهداف روسية عالية القيمة.
وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الامريكي، أمس الجمعة، إن القرار اتخذ لأن أوكرانيا تنفد من المدفعية وتحتاج إلى "جسر من الإمدادات" مع زيادة الولايات المتحدة للإنتاج.
ومع ذلك، قالت جمعية "الحد من الأسلحة" إن فعالية الأسلحة "مبالغ فيها بشكل كبير" وأن الأخطار التي تشكلها على المدنيين هي سبب توقف وزارة الدفاع الأمريكية عن استخدامها في أفغانستان والعراق.
وقال داريل كيمبال، المدير التنفيذي لرابطة الحد من الأسلحة، في بيان نشرته شبكة السي أن أن: "بعض أنواع المساعدة العسكرية الفتاكة الأمريكية والأوروبية لأوكرانيا، بما في ذلك الذخائر العنقودية، ستكون تصعيدية وتأتي بنتائج عكسية".
وأضاف أنهم "سيزيدون فقط من المخاطر التي يتعرض لها المدنيون المحاصرون في مناطق القتال الذين سيعودون في يوم من الأيام إلى مدنهم وبلداتهم ومزارعهم".