الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

القنابل العنقودية.. السلاح المحظور يعاود الظهور في الحرب الروسية الأوكرانية

  • مشاركة :
post-title
إسقاط القنابل العنقودية من الجو

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

من المتوقع أن تقدم الولايات المتحدة، حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا ستتضمن ذخائر عنقودية لأول مرة.

ويضغط المسؤولون الأوكرانيون على الولايات المتحدة لتقديم ذخائرها العنقودية منذ العام الماضي، للمساعدة في تضييق التفوق العددي لروسيا في المدفعية.

وتحتوي القنابل العنقودية على مئات أو آلاف من الذخائر الصغيرة التي تنتشر في مناطق واسعة. ويتم إطلاقها على مساحة تصل إلى حجم العديد من ملاعب كرة القدم. ويمكن إسقاطها من طائرة أو إطلاقها من الأرض أو البحر.

وعادة ما تستخدم هذه الأسلحة بادئ ينفجر حسب الارتفاع يجعل العبوة الرئيسية تنفجر في الهواء على ارتفاع محدد، مما يؤدي إلى انتشار الذخائر الصغيرة في منطقة كبيرة.

وتختلف أشكال وأحجام ووسائط تفجير الذخائر الصغيرة حسب نوع وغرض ومصدر القنبلة. فهناك قنابل عنقودية جوية تطلق من طائرات أو طائرات بدون طيار، وهناك قذائف عنقودية تطلق من المدافع أو المدافع المضادة للطائرات، وهناك صواريخ عنقودية تطلق من نظم إطلاق صاروخية.

والغرض الأساسي من هذه القنابل قتل جنود العدو أو تدمير معداته أو إضرام حرائق في المناطق المستهدفة. وتشكل هذه القنابل خطرًا كبيرًا على المدنيين، لأنها تستخدم بشكل عشوائي وغير مميز، ولأن نسبة كبيرة منها لا تنفجر فورًا، بل تبقى كألغام قاتلة لسنوات طويلة.

فحسب التقرير السنوي لمرصد الألغام الأرضية والذخائر، فإن المدنيين يشكلون 99 في المئة من ضحايا الذخائر العنقودية، سواء في وقت الهجمات أو بعد انتهاء النزاع كما أن هذه القنابل تجعل الأراضي الزراعية محظورة، مما يخلق حواجز أمام التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

ويقول تحالف الذخائر العنقودية، وهو مجموعة ناشطة تحاول منع الأسلحة في كل مكان، إن الذخائر العنقودية الصغيرة التي يحتمل أن تكون قاتلة لا تزال كامنة في لاوس وفيتنام بعد 50 عامًا من استخدامها.

وتمتلك الولايات المتحدة مخزونا من القنابل العنقودية تعرف باسم "الذخائر التقليدية المحسنة ثنائية الغرض" التي لم تعد تستخدمها بعد التخلص التدريجي منها في عام 2016.

ووفق مقال نشر على موقع" أيه أرمور" التابع للجيش الأمريكي، فإن القنابل العنقودية التي تعتزم الولايات المتحدة تزويد أوكرانيا بها، يتم إطلاقها من مدافع" هاوتزر عيار 155 ملم" مع كل عبوة تحمل 88 قنبلة صغيرة.

ويبلغ مدى كل قنبلة صغيرة قاتلة حول 10 أمتار مربعة، لذلك يمكن أن تغطي العلبة الواحدة مساحة تصل إلى 30 ألف متر مربع (حوالي 7.5 فدان)، وهذا يتوقف على الارتفاع الذي تطلقه القنابل الصغيرة.

وتطلق القنابل الصغيرة الموجودة في الذخائر الصغيرة والمتوسطة الحجم، شحنة تفجيرية قوية يمكنها تدمير دبابة أو عربة مصفحة.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان، اليوم الجمعة، إن كلا من أوكرانيا وروسيا قتلا مدنيين باستخدام ذخائر عنقودية في الحرب حتى الآن.

وتعتبر هذه القنابل محظورة دوليا بموجب اتفاقية حظر الذخائر العنقودية التي دخلت حيز التنفيذ في عام 2010. وعلى الرغم من أن 123 دولة قد انضمت إلى اتفاقية حظر الذخائر العنقودية، التي تحظر أيضًا تخزينها وإنتاجها ونقلها، إلا أن الولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا و71 دولة أخرى لم تنضم إليها.

وتلزم هذه الاتفاقية الدول الأطراف بالتخلص من مخزوناتها من هذه الأسلحة، وإزالة مخلفاتها من المناطق المتضررة، وتقديم المساعدة للضحايا.

واستخدام الذخائر لمهاجمة قوات أو مركبات العدو ليس غير قانوني بموجب القانون الدولي، لكن ضرب المدنيين بالأسلحة قد يرقى إلى جريمة حرب، بحسب "هيومان رايتس ووتش".

وتم استخدام الأسلحة العنقودية منذ زمن بعيد في الحرب العالمية الثانية وفي أكثر من ثلاثين صراعًا منذ ذلك الحين، وفقًا لتحالف الذخائر العنقودية، الذي يقول إن آخر مرة استخدمت فيها الولايات المتحدة هذه الأسلحة في العراق من 2003 إلى 2006.

وبدأت القوات الأمريكية في التخلص منها تدريجيًا في عام 2016 بسبب الخطر الذي تشكله على المدنيين، وفقًا لبيان صدر عام 2017 عن القيادة المركزية الأمريكية.