الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تسليح أوكرانيا.. بين مطرقة الحرب وسندان الأسلحة المحظورة

  • مشاركة :
post-title
قنابل عنقودية - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تتزايد وتيرة الحرب في أوكرانيا بعد أن قررت إدارة بايدن تسليح كييف بأسلحة فتاكة محظورة دوليًا، ما أثار غضب موسكو التي ردت بإصرار أن الغرب يقرب العالم من حرب عالمية جديدة.

أعلنت الولايات المتحدة أمس الجمعة عن حزمة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا تتضمن قذائف عنقودية للمرة الأولى، إذ تمثل هذه الأسلحة مخاطر على المدنيين، بسبب معدلات فشلها العالية التي يُمكن أن تترك ذخائر غير منفجرة تقتل وتشوه لسنوات.

ومع ذلك، جادلت الولايات المتحدة بأن أوكرانيا التزمت بإزالة أي ذخائر غير منفجرة بعد انتهاء النزاع للحد من الضرر على المدنيين.

شنت روسيا هجومًا حادًا على قرار الولايات المتحدة، إذ اعتبر سفيرها لدى واشنطن أن ما أقدمت عليه الولايات المتحدة عمل يائس يقرب البشرية من الدخول في حرب عالمية جديدة، كما حذّر، دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي من أن لتزويد أوكرانيا بأسلحة متطورة مخاطر عالية جدًا.

في المقابل، شكر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الولايات المتحدة على حزمة المساعدات الجديدة التي تشمل عربات برادلي المدرعة، وأنظمة صواريخ هيمارس إلى جانب القنابل العنقودية، ليبلغ الدعم العسكري الأمريكي الشامل لأوكرانيا منذ بدء الحرب 41 مليار دولار.

ذكر مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكي أن التحصينات التي بنتها روسيا خلال الأشهر الستة الماضية، هي السبب الرئيسي وراء بطء تقدم الهجوم الأوكراني المضاد، في حين قال الرئيس بايدن إن قرار تزويد القنابل العنقودية، جاء بعد توصية البنتاجون والتشاور مع حلفائه والكونجرس.

وقعت أكثر من 120 دولة على معاهدة دولية تحظر هذا النوع من القذائف، والتي عادة ما تنثر أعدادًا كبيرة من القنابل الصغيرة على مساحات كبيرة، ويمكن أن تقتل أو تشوه المدنيين، إلا أن كلًا من روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة رفضت التوقيع على هذه المعاهدة.

ردًا على ذلك، أعربت فرنسا عن التزامها بعدم إنتاج أو استخدام أسلحة فتاكة، معربة عن تفهمها قرار الولايات المتحدة، بينما أعربت ألمانيا عن اعتراضها على توريد القنابل العنقودية إلى أوكرانيا.

تعتبر القنابل العنقودية التي ستوفرها واشنطن لكييف لأول مرة هي قذائف هاويتزر، تزن كل منها 430 كيلوجرامًا وتحمل 88 شحنة ناسفة صغيرة.

ويُمكن أن تغطي مساحة تصل إلى 30 ألف متر مربع حسب ارتفاع إطلاق القنابل الصغيرة.

تم تصميم هذه الرؤوس الصاروخية لضرب وتدمير أو على الأقل تعطيل الدبابات والعربات المدرعة، كما أنها تتصف بمعدلات عالية من عدم الدقة التصويبية، ويُمكن للقنابل التي لا تنفجر أن تقتل وتشوه المدنيين عند انفجارها بعد سنوات أو عقود حتى.

استخدمت الولايات المتحدة هذه الذخائر في غزوها للعراق عام 2003، وإن روسيا وأوكرانيا استخدمتا هذه الذخائر في الحرب الجارية، وفقًا لشبكة "سي إن إن".

في المقابل، دعا الرئيس الأوكراني اليوم من العاصمة التشيكية براغ إلى انضمام أوكرانيا بسرعة إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

وانتقد زيلينسكي عدم وجود توافق في آراء أعضاء حلف الناتو حول عضوية بلاده والسويد للحلف، محذّرًا من أن ذلك يهدد الأمن الدولي.

كما قال إن القوات الأوكرانية لا يُمكن أن تشن هجومها المضاد دون سلاح هجومي متطور، بما في ذلك الصواريخ طويلة المدى.

في واشنطن، أكد جون كيربي، منسق الاتصال الاستراتيجي بالمجلس الأمني القومي الأمريكي، أن أوكرانيا لا تلبي متطلبات عضوية حلف شمال الأطلسي.

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، إنه في حين لن تنضم أوكرانيا للحلف بعد القمة المقبلة في ليتوانيا، إلا أن الدول الأعضاء ستبحث الخطوات اللازمة لتأهيل كييف للعضوية.

وذكر أمين عام حلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرج، أن قادة الحلف سيعملون خلال القمة المقبلة على أن تنضم أوكرانيا إلى عضوية الحلف.

وأضاف في مؤتمر صحفي ببروكسل أن أعضاء الحلف يعملون على تقريب أوكرانيا من متطلبات العضوية، إذ يحددون موقفًا مشتركًا حول الضمانات الأمنية ودعوة أوكرانيا للانضمام في المستقبل.