الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الهجوم الأوكراني المضاد.. قلق غربي واعتراف بتقدم أبطأ من المتوقع

  • مشاركة :
post-title
بوتين وزيلينسكي

القاهرة الإخبارية - محمد صبحي

دخل الهجوم الأوكراني المضاد أسبوعه الرابع، لتستمر الحرب على الميدان وفي وسائل الإعلام، إذ يعلن كل طرف نجاحه بتحقيق الانتصارات، وفي ظل اعتراف أوكراني غربي بأن تقدم القوات الأوكرانية أبطأ من المتوقع، فيما تقول وسائل إعلام غربية، إن هناك قلقًا غربيًا، وإن المرحلة الرئيسية من الهجوم "لم تأت بعد"، فما هي آخر تطورات الهجوم المضاد؟. 

نقلت "رويترز"، عن أوليكسي دانيلوف، سكرتير مجلس الأمن والدفاع القومي الأوكراني، اليوم الثلاثاء، إن الهجوم المضاد، كان مثمرًا خلال الأيام الماضية، مؤكدًا أن القوات الأوكرانية تحقق المهام الرئيسية، في وقت لا تعترف فيه موسكو بأن أوكرانيا تحقق مكاسب. 

وأكد دانيلوف، على "تويتر" أن المرحلة الحالية من الهجوم المضاد، تشهد عمليات قتال مستمرة، مشيرًا إلى أن القوات الأوكرانية تركز حاليًا على مهمتها الأولى، وهي تدمير أكبر قدر من القوة البشرية ومستودعات الوقود والمركبات العسكرية، التابعة للجيش الروسي. 

ورغم أن المسؤول الأوكراني تحدث عن أن "الأيام القليلة الماضية كانت مثمرة"، إلا إنه لم يتحدث عن أي تفاصيل تخص ساحة القتال، في وقت تعلن فيه أوكرانيا استعادتها المزيد من الأراضي على الجبهتين الشرقية والجنوبية.

هانا ماليار
الوضع في الميدان

أعلنت هانا ماليار، نائبة وزير الدفاع الأوكراني، أن القوات الأوكرانية استعادت 37.4 كيلومتر مربع من الأراضي في قتال عنيف خلال أسبوع، أما أندريه كوفاليف، فقال إن أوكرانيا تواصل الضغط على الجيش الروسي، شمال وجنوب باخموت، وإنها تحقق نجاحات رغم المقاومة الروسية، التي وصفها بـ"الشرسة".

قلق غربي

وفي السياق ذاته، نشرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، تقريرًا عن الهجوم المُضاد، اليوم، قالت فيه إن حلفاء أوكرانيا الغربيين يشرعون بالقلق من حقيقة أن الهجوم المضاد يُقاس بالأمتار وليس بالكيلو متر، مشيرة إلى أن حلفاء كييف يدركون جيدًا أن أوكرانيا لا يمكنها هزيمة روسيا دون مساعدتهم.

وتحدثت الشبكة الأمريكية عن أن الوتيرة الأبطأ من المتوقع بالنسبة للهجوم المضاد، تعني أن دعمهم قد يصبح غير مستدام إذا استمر الصراع، لافتة إلى أن العديد من البلدات التي تدعم أوكرانيا تعاني ارتفاع معدلات التضخم وأسعار الفائدة وتباطؤ النمو، في وقت يواجه قادتهم انتخابات، العام المقبل، وبالتالي سيحتاجون إلى تبرير هذا الكم الهائل من الموارد التي ضخوها في أوكرانيا، وهو ما قد يكون صعبًا حال كانت النجاحات على ساحة المعركة ضعيفة.

وقالت "سي إن إن"، إن العديد من المسؤولين الأوكرانيين والغربيين اعترفوا بأن الهجوم المضاد فشل حتى الآن، إلا إنهم يحاولون تبرير البطئ في عملية التقدم، ويوضح تقييم أجراه معهد دراسة الحرب (ISW) ومقره واشنطن، فإن المواقع الاستراتيجية على خط المواجهة الأمامية محصنة بخطوط دفاعية متعددة، ما يجعل من الصعب على الأوكرانيين اختراقها.

مارك ميلي
حقول ألغام

قال الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، إن الوتيرة ليست مفاجئة، وإنهم يقدمون أكبر قدر ممكن للجنود الأوكران، إلا إنهم يهاجمون عبر حقول الألغام والخنادق.

وأضاف "ميلي" في تصريحات بنادي الصحافة الوطني، أنه بالتأكيد يتقدمون ببطء لكن هذه طبيعة الحرب، مشيرًا إلى أنه رغم تقدم القوات الأوكرانية عبر حقول الألغام الفتاكة على الأرض، فهي تتحرك في ظل تفوق جوي روسي، وتتعرض لهجمات متكررة من الجو.

استعداد جيد

ونقلت "سي إن إن"، عن قائد أوكراني، إن روسيا كانت تعلم أن هذا المكان سيحدث فيه الهجوم الرئيسي، وبالتالي استعدوا جيدًا، فلديهم المدفعية والطيران، مضيفًا: "يبدو أنهم يجهزون لهذه اللحظة منذ شهور".

استنزاف روسيا

ومن جانبه؛ أعلن أوليسكي دانيلوف، سكرتير مجلس الأمن والدفاع القومي الأوكراني، تغيير استراتيجية الجيش الأوكراني في الهجوم المضاد إلى مجرد استنزاف روسيا.

وأضاف بحسب وكالة "نوفوستي" الروسية، أنه في هذه المرحلة تقوم قوات أوكرانيا بتحقيق أقصى قدر من التدمير للقوى الروسية ومخازن الوقود والمعدات الروسية وقوات الدفاع الجوي، مشيرًا إلى أن الهدف الرئيسي الآن لن يكون التقدم للأمام وإنما "استنزاف الجيش الروسي".

المرحلة الرئيسية لم تأت بعد

قال حنا ماليار، نائب وزير الدفاع الأوكراني، إن "الضربة الرئيسية لم تأت بعد، ولا تزال في المستقبل".

وبحسب معهد دراسة الحرب "isw"، تشير المعلومات التي نشرها المدونون العسكريون الروس، إن الوضع على طول خط المواجهة يشير إلى أن القوات الأوكرانية لا تحاول القيام بعمليات واسعة النطاق، ويشنون هجمات أصغر في اتجاهات مختلفة على طول خط المواجهة، في محاولة لاستنفاد الاحتياطات الروسية قبل شن "الهجوم الكبير".

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي
تبرير أوكراني

وبرر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بطء تقدم القوات الأوكرانية، قائلًا إنه يريد أن يكون استراتيجيًا، لأن كل متر يكلف الأرواح، وإن الحقل مُلغم على الأرض، وبالتالي فهم حريصون للغاية لأن "الجنود كنزنا"، بحسب تعبيره.

وقال زيلينسكي، أمس الإثنين، إنه رغم أن الأسبوع كان صعبًا على القوات على خطوط المواجهة الأمامية، فهم يحققون تقدمًا ويمضون قدمًا "خطوة بخطوة".

هجوم بالطائرات المسيّرة

وفي تطور للأحداث، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الثلاثاء، تصديها لهجوم بخمس طائرات مسيّرة على العاصمة موسكو والمنطقة المحيطة بها، وأنها دمرت 4 طائرات، فيما اعترضت الخامسة قبل أن تسقط، مؤكدة أن الهجوم الذي وصفته بـ"الإرهابي" لم يسفر عن وقوع إصابات أو أضرار.

وقالت الخارجية الروسية، إن الهجوم بالطائرات المسيّرة على موسكو، لم يكن ممكنا لولا مساعدة "الناتو" لـكييف، ما يجعل واشنطن وأتباعها متواطئين في إعداد وتنفيذ أعمال إرهابية مخططة من قبل كييف بأموال وأسلحة غربية.

سيرجي شويجو
تدمير جميع دبابات ليوبارد

في المقابل؛ تقول موسكو إنها تتصدى لكل محاولات كييف، وإنها تقف بثبات في وجه الهجوم المضاد، وفي السياق ذاته، أعلن سيرجي شويجو، وزير الدفاع الروسي، أمس الإثنين، نجاح القوات الروسية في تدمير جميع دبابات ليوبارد، التي تسلمتها كييف من بولندا والبرتغال لاستخدامها في الهجوم المضاد.

وأضاف "شويجو" ـن الجيش الروسي دمر 920 عربة مدرعة، خلال الشهر الأخير، في منطقتي دونباس وزابوريجيا، بينها 15 مقاتلة و3 مروحيات، وأن أوكرانيا تكبدت خسائر بنحو 2.5 ألف وحدة من مختلف الأسلحة في جميع محاور القتال.

وقال وزير الدفاع الروسي، إن أوكرانيا لم تحقق أي هدف من أهداف الهجوم المضاد، وما يحدث يؤكد مهارة مقاتلي روسيا، مُتهمًا كييف بمحاولة التغطية على عجزها عن ضمان النجاح على الأرض، من خلال الهجمات الإرهابية على الأهداف المدنية لتحقق تأثيرًا دعائيًا.

وكشف أن وحدات الدفاع الجوي الروسية نجحت في التصدي لـ158 صاروخًا من طراز"هيمارس" و25 صاروخًا من طراز "ستورم شادو" كروز و386 طائرة دون طيار.