تجربة جديدة يخوضها المخرج المصري محمد أمين، تحمل اسم "أصل الحكاية" بطولة خالد الصاوي، يستكمل فيها التطرق إلى عدد من القضايا الاجتماعية، في إطار من الكوميديا السوداء الجريئة، ليعود بها إلى السينما بعد عامين من عرض آخر أعماله "200 جنيه".
ما يقرب من عام ونصف العام قضاها المخرج المصري في التحضير لتجربته الجديدة، قبل أن يبدأ التصوير نهاية مايو الماضي، حرص خلالها على طرح قضية جديدة حول ردود فعل الإنسان العربي تجاه الغرائز الأساسية عند الإنسان بشكل كوميدي، وما هي تصرفاته وأزماته وكيفية علاجها.
التحديات
يتبع محمد أمين مدرسة المخرج المؤلف، لحرصه في أغلب أعماله على كتابتها بنفسه واضعًا من خلالها رؤيته الفنية، لكنه في المقابل يرى أن الموضوع مرهق بعض الشيء، ويقول لموقع "القاهرة الإخبارية": "مسؤولية تأليف وإخراج العمل في وقت واحد تحمل إيجابيات، منها أن المخرج يعرف الموضوع كاملًا، وفي وقت كتابته يكون على علم بطريقة إخراجه سريعًا، أما السلبيات فهي أن الكتابة تتطلب من المؤلف جهدًا كبيرًا للغاية وبالتالي عندما يبدأ التصوير ويخوض مهمة الإخراج يشعر وكأنه مستهلك بشكل كبير بسبب الكتابة ومجهودها، خاصة في هذا الفيلم الذي استغرقت كتابته خمسة أشهر".
التحديات التي واجهها مخرج" ليلة سقوط بغداد" لم تتوقف عند الكتابة فحسب، لكن أيضًا كيفية تنسيق مواعيد تصوير 11 بطلًا، حسبما أكد المخرج قائلًا: "كانت هناك صعوبة في تنسيق المواعيد بين النجوم حتى وصلنا إلى توقيت مناسب للجميع، بالإضافة إلى توليفة جمع كل هؤلاء الفنانين في عمل واحد التي مثّلت صعوبة، لكنهم وافقوا رغم صغر مساحة الدور، خاصة أن كل فنان بطل في دوره".
كوميديا وجرأة
يحرص محمد أمين على تقديم قضايا أعماله بصبغة الكوميديا السوداء دون أن يقصد، ويقول: "لا أشترط أن يتضمن العمل الكوميديا "الفارص ـ الإيفهات"، لكنه يكون اجتماعيًا لايت، وبالتالي لا يجوز معالجته إلا بهذه الطريقة الكوميدية الطريفة، والأمر نفسه بالنسبة للجرأة في مناقشة الأعمال، ومن بينها فكرة فيلم "أصل الحكاية" التي تحمل تناولًا جريئًا إلى حد ما، لكن جرى تحضيره بطريقة يتم استيعابها من قِبل الجمهور، لا سيما أنه يطرح موضوعًا اجتماعيًا مهمًا".
بيومي فؤاد في تحد جديد
يشارك في العمل عدد من الفنانين بينهم الفنان المصري بيومي فؤاد، الذي أكد أن ما جذبه للعمل هو المؤلف والمخرج محمد أمين، بعد ما وجد السيناريو مختلفًا عن أعماله السابقة التي قدمها، بالإضافة إلى اختلاف دوره أيضًا، الذي تم كتابته بطريقة مميزة، ويقول: "لمست أن المخرج لم يتعجل في كتابة السيناريو وتأنى في كل التفاصيل، وهو ما يظهر أيضًا في اختياراته للممثلين في الفيلم؛ لأن كل شخص منهم ملائم لدوره، وأجسد شخصية "صلاح" وهو كبير العائلة ولديه ابنة يحبها ويخاف عليها كثيرًا، كما يحب أشقاءه إذ تربطه بعائلته علاقة وطيدة".
تناول مختلف يقدمه الفنان بيومي فؤاد في تقديمه للكوميديا، يقول عنه: "لماذا كل الأفلام والمسلسلات الاجتماعية لا يوجد فيها مواقف مضحكة، أنا ضد الضحك الذي يتم حشوه في المشاهد الجادة أو التراجيدية واعتبره استخفافًا بعقل المشاهد، وهناك مواقف كوميدية في حياتنا ولا نقول الإفيهات فيها، وبالتالي أدعم الكوميديا التي تصنعها الحالة نفسها".
أما بالنسبة للتحديات التي يراها في هذا الفيلم فقال: "التحدي في الفيلم يكمن في جمع أربعة ممثلين كبار في عمل واحد، وكيفية أن يكون كل واحد فيهم مختلفًا عن الآخر".
تحمس للتجربة
تجسد الفنانة المصرية شيري عادل شخصية فتاة على استعداد لخسارة أي شيء مقابل الحفاظ على أفكارها التي تؤمن بها وتنفذها، حتى وإن كانت خاطئة ويعترض عليها مَن حولها.
عوامل عدة جذبت الفنانة شيري عادل للفيلم، حسبما أوضحت، ومنها أنه من تأليف وإخراج محمد أمين لتتحمس للتجربة دون تردد، وزاد حماسها عندما قرأت السيناريو ونال إعجابها، وتقول: القضية المطروحة يتم تناولها بطريقة كوميدية ومختلفة برؤية ووجهة نظر جديدة، وأرى أن التحدي الأكبر هو تحدي نفسي في أي دور جديد.
أما بالنسبة لجرأة المخرج محمد أمين في مناقشة أعماله، فأكدت "شيري" أن محمد أمين لا يقدم شيئًا جارحًا، فهو يطرح قضايا مهمة تثير جدلًا، وبوجهات نظر مختلفة في تناولها، إذ ينفذها بطريقة كوميدية، ويعرف كيفية طرح القضية وألا يجعل مَن يشاهد أفلامه يشعر بالملل، وهو ما يجذبها لأفلامه.