أقيم أمس العرض الأول لمسرحية "تحت الحصار"، بالجزائر العاصمة، ذلك العرض الذي يشمل مشهدًا تاريخيًا وثوريًا يبرز صمود الشعب الجزائري في وجه الاستعمار الفرنسي.
المسرحية التي أخرجها محيى الدين بشطارزي عُرضت على المسرح الوطني في إطار "شهر المسرح" الذي نُظم إحياءً لستينية استقلال الجزائر، ومأخوذ عن نص "لا وجود للصدفة" (1973) للراحل جمال عمراني، وهو عبارة عن معالجة درامية لسعيد بولمرقة واقتباس وترجمة لحبيب سايح.
وعلى مدار 65 دقيقة تمجد مسرحية "تحت الحصار" من خلال صورة مصغرة للمجتمع الجزائري ممثلة بأسرة الدكتور مقران، الشعور بهذه القناعة الراسخة التي سكنت الشعب الجزائري برمته باحتضان القضية الوطنية إبان حرب التحرير، حيث عاش هذا الموقف النضالي الذي كشف عن عظمة الجزائريين في عمق كل فرد من أفراد عائلة الدكتور مقران الذين انضموا جميعًا، على انفراد، إلى صفوف المقاومة كحصار داخلي يتجاوز ذاك الذي فرضه الاستعمار، إذ تولدت القناعة بالمشاركة روحًا وجسدًا في نضال عادل والعزم على خدمة الوطن مهما كان الثمن لأن الأمر يتعلق بمشاعر إنسانية.
كان الدكتور مقران الذي أخفى بأنه أب لأسرة من الفدائيين، يحظى باحترام جميع أعيان المدينة ومن الضباط العسكريين و عمال الإدارة الاستعمارية، بعد أن أقسم كل فرد من أفراد هذه العائلة على الدفاع عن وطنه العزيز، إلا أن مشاركتهم في إحدى العمليات أجبرتهم على الكشف عن أنفسهم، وأن الدكتور مقران كان في الحقيقة هو العقل المدبر لهؤلاء الفدائيين.
نجح في أداء الأدوار على خشبة المسرح كل من صابر عميور، سعيد بولمرقة، رؤوف بوغناز، كمال توريش، فيصل بن جمعة، الطيب شيدوح، رشا سعد الله، جوهرة دراغلة، حسينة نقاب، سهام مبيروك، وناصر سيف الدين بن ضيف.
