توفي الممثل الكوميدي اللبناني عبد الله حمصي، اليوم الثلاثاء، عن عمر ناهز 86 عامًا، ومن المقرر أن يُشيّع جثمان الفنان الراحل في مسقط رأسه في مدينة طرابلس بشمال لبنان غدًا الأربعاء.
اشتهر الراحل بشخصية "دويك" في مسلسل "دويك يا دويك"، كما قدّم مع الفنان صلاح تيزاني أشهر فرقة كوميدية تلفزيونية حملت اسم فرقة "أبو سليم الطبل".
وبعد أكثر من أربعين عامًا على مسلسل "دويك يا دويك" ظهر حمصي في الفيلم الوثائقي "بونجور بيروت" للإعلامي جورج صليبي عام 2016 وشارك في ثلاثة مشاهد فيه.
قال صليبي: "طلبت من حمصي المشاركة بشخصية "دويك" التي قدمها في مسلسل تلفزيوني في مطلع السبعينيات وكانت تعبر عن رجل القرية الطيب الذي تفاجأ ببيروت وناسها والحياة فيها وقرر تركها والعودة إلى القرية" حسبما صرّح لـ"رويترز".
أضاف صليبي: "استحضرت تلك الشخصية برمزيتها بعد أكثر من أربعين عامًا للدلالة على المفاجأة التي شعر بها عندما رأى بيروت بعدما خسرت بيوتها وطابعها العمراني العريق، فيومها أمضى يومًا كاملا في تصوير المشاهد وتنقلنا بين ثلاثة أحياء في بيروت وتحت أشعة الشمس وهو بثيابه التراثية والشروال واللبادة على رأسه، وأعدنا تصوير اللقطات أكثر من مرة، فلم يعترض أو يتأفف ولم يشعر بالتعب أو الملل وكان مثالا للفنان الملتزم والعريق بمهنته والتزامه وبالتالي يبقى عنوانا من عناوين الزمن الجميل في عالم التمثيل والشاشة الصغيرة".
يشار إلى أن حمصي من مواليد طرابلس شمال لبنان عام 1937 واحترف الفن من خلال القناة السابعة على تلفزيون لبنان الرسمي وأطل على المشاهدين بشخصية القروي الذي وصل إلى المدينة جاهلًا تقنياتها الحديثة وتطورها وكان يردد في كل حلقة عبارة "صبحك بونجور ستنا بيروت" التي أصبحت جملة شائعة لعقود.
جسّد حمصي أدوارًا بارزة في أكثر من 15 فيلمًا منها فيلما الأخوين رحباني والفنانة فيروز "سفر برلك" و"بنت الحارس".
قبل التمثيل كان حمصي بطلًا في رياضة كمال الأجسام وفاز ببطولة الشمال عام 1955 كما قام بتأسيس "فرقة الفنون الشعبية" التي قدمت نُخبة من المواهب الشابة عام 1960.
قدم حمصي ما يزيد على 1700 ساعة تلفزيونية أبرزها كانت مع فرقة "أبو سليم الطبل"، وقدم شخصية "أسعد النعسان"، بينما قدم العديد من المسرحيات خصوصًا للأطفال، بالإضافة إلى الحلقات الإذاعية، فيما شكّل مسلسل "دويك يا دويك" التلفزيوني بابًا للشهرة للراحل، إذ كان يناقش التناقض بين عادات الريف والمدينة، وينتقد الكذب والرياء والسرقة والخداع في المدينة، بينما حياة الريف تتمتع بشيء من المصداقية.