الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بلينكن في الصين.. زيارة إذابة الجليد وتجنب الحسابات الخاطئة

  • مشاركة :
post-title
وزير الخارجية الأمريكي ونظيره الصيني

القاهرة الإخبارية - محمد صبحي

في أول زيارة لوزير خارجية أمريكي إلى بكين منذ 2018، يصل أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي إلى الصين، غدًا الأحد، وفقًا لما تم الاتفاق عليه بين البلدين، وتستمر الزيارة يومين (18 و19 يونيو)، بعد إلغاء زيارة سابقة، كانت مقررة مطلع فبراير الماضي، بسبب أزمة المنطاد الصيني، بحسب وزارة الخارجية الصينية، التي أكدت أن أبوابها مفتوحة دائمًا للحوار مع أمريكا. 

وقالت الخارجية الصينية، أمس الجمعة، إن باب الصين مفتوح دائمًا للحوار، وأن الاتصالات لم تتوقف بين البلدين، ولا تنتظر أمريكا حدوث انفراجة بعد الزيارة، ويقول جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن الولايات المتحدة لا تتوقع أي انفراجة في العلاقات بين البلدين. 

 وأضاف "سوليفان"، في تصريحات صحفية، أطلقها من اليابان، حيث يلتقى نظراءه من اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين، إن بلينكن سيشرح السياسة الأمريكية، في وقت تسعى فيه لإذابة الجليد في العلاقات الصينية الأمريكية. 

وتعقيبًا على تصريحات سوليفان، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، إنه يتعين على الصين والولايات المتحدة تطوير العلاقات على أساس الاحترام المتبادل والمساواة. 

ماذا قال بلينكن عن الزيارة؟
وزير الخارجية الأمريكي

ومن جانب وزير الخارجية الأمريكي، فقد صرّح، قبل مغادرته واشنطن، للصحفيين، بأن الزيارة تهدف إلى فتح خطوط اتصال مباشرة، مع الصين، حتى يتمكن البلدان من إدارة العلاقات بشكل مسؤول، لتجنب "الحسابات الخاطئة والرؤى السيئة".

وقال بلينكن، إنه يعتزم إبراز مصالح ومخاوف الولايات المتحدة، وقلقها حيال بعض الموضوعات بشكل مباشر وصريح، مشيرًا إلى أنه يهدف إلى "استطلاع إمكان التعاون"، مع بكين للتعامل مع التحديات العالمية مثل التغير المناخي ومكافحة المخدرات المصنعة.

وأضاف بلينكن، أن التنافس الشديد بين البلدين يتطلب دبلوماسية مكثفة، بهدف ضمان عدم تحول التنافس إلى "مواجهة أو نزاع"، مؤكدًا أن العالم ينتظر التعاون بين الولايات المتحدة والصين.

لقاء محتمل مع الرئيس الصيني

تستمر زيارة وزير الخارجية الأمريكي، إلى الصين، ليومين (الأحد والاثنين) وقالت مصادر إنه قد يلتقي الرئيس الصيني شي جين بينج، بحسب "رويترز".

كما يعقد بلينكن سلسلة من اللقاءت، ويلتقى كبار المسؤولين الصينين، وسيناقش أهمية إبقاء خطوات التواصل مفتوحة، ليمهد الطريق لسلسلة من اللقاءات الدبلوماسية الأخرى، بما في ذلك لقاء بين شي وبايدن هذا العام.

أزمة التجسس

أزمة التجسس

وتأتي زيارة بلينكن إلى الصين، بعد يومين من إعلان شركة تابعة لجوجل، بأن قراصنة صينيين شنوا أكبر هجوم إلكتروني منذ عام 2021، وقالت إن مجموعة مهاجمين سيبرانيين مرتبطين بشكل واضح بالصين، شنوا حملة تجسس معلوماتية واسعة النطاق، استهدفت بصورة خاصة وكالات حكومية في عدة دول توليها بكين اهتمامًا استراتيجيًا، بحسب ما نقلته وسائل إعلام عالمية.

ووصف مدير التقنية بشركة "مانديانت"، المتخصصة في الأمن السيبراني، العملية بأنها أكبر حملة تجسس إلكتروني معروفة تشنها مجموعة مرتبطة بالصين، منذ عملية القرصنة التي استهدفت "مايكروسوفت إكستشنج" أوائل 2021.

وقالت الشركة، في تقرير نٌشر على الإنترنت، إنها تعتقد -بدرجة عالية من الثقة- أن المجموعة المسؤولة عن الهجوم قامت بأنشطة التجسس لصالح الصين، وأن المهاجمين استهدفوا بيانات محددة، بغية تسريبها من الضحايا وهم في 16 دولة على الأقل، وأن الهجوم شمل منظمات في القطاعين العام والخاص، في كل أنحاء العالم.

رفض صيني

من جهتها؛ رفضت الحكومة الصينية، التقرير الصادر عن الشركة التابعة لجوجل، وقالت إنه "بعيد عن الواقع وغير احترافي"، وكرر متحدث باسم الخارجية الصينية الاتهامات أن واشنطن هي مَن ينفذ هجمات قرصنة، وشكا من أن صناعة الأمن السيبراني نادرًا ما تعرض تقارير عن الهجمات الأمريكية.

زيارة بلينكن في عيون مسؤولين أمريكيين

جيك سوليفان

بينما قال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، إن الولايات المتحدة لا تتوقع أي انفراجة في العلاقات بين البلدين، حسبما أفاد لصحفية من اليابان، حيث يلتقى نظراءه من اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين، إن بلينكن سيشرح السياسة الأمريكية، التي تسعى لإذابة الجليد في العلاقات الصينية الأمريكية.

والأربعاء الماضي، قال دانيال كريتنبرينك، كبير الدبلوماسيين في الخارجية الأمريكية لشؤون شرق آسيا، إن أمريكا ليست ذاهبة إلى بكين بنية "تحقيق نوع من الاختراق أو التحول في الطريقة التي نتعامل بها مع بعضنا البعض"، مضيفًا: "نحن قادمون إلى بكين بنهج واقعي وواثق ورغبة صادقة في إدارة منافستنا بأكثر الطرق مسؤولية ممكنة"، بحسب "رويترز".

وأشار الدبلوماسي الأمريكي، إلى أن الهدف الأساسي لوزير الخارجية الأمريكي، هو إجراء مناقشات "صريحة ومباشرة وبناءة" مع الصين، لكنه بدا حذرًا إزاء احتمال إحراز تقدم.

أما كورت كامبل، منسق البيت الأبيض في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، فقال إن الولايات المتحدة لديها مصلحة في إنشاء آلية للاتصالات خلال الأزمات لتقليل خطر اندلاع نزاع مع الصين، وأن الزيارة "لا تمثل نقطة تحول استراتيجية"، مشيرًا إلى أنه مع استمرار المنافسة، ستتخذ الصين خطوات أكثر استفزازية من مضيق تايوان إلى كوبا، موضحًا أن غرض زيارة بلينكن تجنب المخاطر مع الصين وليس الانفصال عنها.

وأضاف "كامبل"، إن أمريكا لن تتخلى عن حذرها فيما يتعلّق بمصالحها، وأنها لن تتوقف عن السعي للحصول على ميزة تنافسية مستدامة.