الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وسط تلويح بلينكن بشروط لـ"سلام حقيقي".. بوتين يتوعد "المتآمرين"

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

لقي مدنيان مصرعيهما وأُصيب اثنان آخران، أمس الجمعة، في تفجيرات استهدفت منطقة بيلجورود الروسية على الحدود الأوكرانية، حيث تعرضت عاصمة المنطقة لموجة من الهجمات الصاروخية لليوم السادس على التوالي، فيما تواصل قصف المواقع الروسية على جبهتي خيرسون وزابوروجيا في جنوب البلاد.

منذ أيام أصبحت منطقة بيلجورود هدفًا لهجمات مُكثفة غير مسبوقة على الأراضي الروسية منذ اندلاع الحرب، وأعلن حاكم المنطقة الروسية أن قذائف مدفعية أطلقتها أوكرانيا سقطت بالقرب من المدينة، التي تبعد 10 كيلومترات عن الحدود الأوكرانية، وتُقصف بشكل مُتواصل.

وأوضح فياتشيسلاف جلادكوف، حاكم بيلجورود، في رسالة على تطبيق تيليجرام أن شظية من المقذوفة أصابت سيارات عابرة، ما أسفر عن مقتل سيدتين.

وأضاف "جلادكوف" إن رجلين في سيارة أخرى قد أصيبا ونقلا إلى المستشفى في حالة خطيرة، مُؤكدًا أن الاستهداف أحدث فوضى في مدن أخرى دون وقوع إصابات.

قالت وزارة الدفاع البريطانية أمس الجمعة، إن القادة الروس واجهوا "معضلة حادة" بعد تعرض المناطق الحدودية للهجوم للمرة الثانية خلال عشرة أيام.

بيلجورود تحت القصف

اشتدت الهجمات على بيلجورود في الأيام الأخيرة، بينما أكدت كييف أنها تستعد لشن هجوم كبير على مناطق القوات الروسية في أوكرانيا، في حين قال الجيش الروسي يوم الخميس إنه صد محاولة أوكرانية لـ"غزو" بيلجورود بالمدفعية والقوة الجوية، في عملية توغل مباغتة قام بها مسلحون.

وأعلن فيلق متطوعي روسيا الذي يقاتل في الجيش الأوكراني مسؤوليته عن الهجمات على الأراضي الروسية، في حين نفت السُلطات الأوكرانية أي تورط لها.

منذ أوائل مايو، صعدت روسيا هجمات الطائرات المُسيرة والصواريخ على كييف، معظمها في الليل، والتي تقول أوكرانيا إنها تهدف إلى تخويف المدنيين، إذ لقي ثلاثة أشخاص بينهم طفل مصرعهم في إحدى الهجمات على كييف يوم الخميس الماضي.

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الجمعة، في اجتماع لمجلس الأمن الروسي إن "المتآمرين" يحاولون بشكل مُتزايد زعزعة استقرار روسيا ويجب منع ذلك.

وأضاف الرئيس الروسي خلال اجتماع مع المسؤولين الروس "يجب أن نبذل قصارى جهدنا لضمان عدم تمكنهم من القيام بذلك تحت أي ظرف من الظروف".

"سلام حقيقي" وليس وهميًا

وصف وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أمس الجمعة، الحرب في أوكرانيا بأنها "فشل استراتيجي" لروسيا، نتج عنه تقليل كبير في نفوذها العسكري والاقتصادي والدبلوماسي ونفوذها لسنوات مقبلة.

في خطاب ألقاه بهلسنكي، أشار "بلينكن" إلى خسائر روسيا في ساحة المعركة، والسوق الأوروبية، ودخول فنلندا إلى الناتو، مُشددًا على الحاجة إلى تعزيز قوة أوكرانيا وسط الدعوات المتزايدة لإجراء محادثات، قبل التوصل إلى أي اتفاق سلام مع بوتين، محذرًا من الأوهام والسلام الزائف الذي يمكن أن تخلقه هدنة محتملة، بحسب ما أشار.

ويتوقع بلينكن أن تتزايد الدعوات لوقف إطلاق النار أو اتفاق سلام بعد أن شنت القوات الأوكرانية هجومًا مضادًا.

وقال وزير الخارجية الأمريكي "نعتقد أن شرط أي دبلوماسية ذات مغزى وأي سلام حقيقي هو أن تكون أوكرانيا أقوى يمكنها ردع أي عدوان آخر والدفاع عن نفسها"، مُضيفًا أن "الاستثمار في القوة الأوكرانية لا يأتي على حساب الدبلوماسية، بل يمهد لها الطريق"، مُعتبرًا أن أي هدنة تحافظ على مكاسب روسيا سلام وهمي.

وأضاف أن الولايات المتحدة تعمل مع أوكرانيا وحلفاء آخرين للاتفاق على ركائز "سلام عادل ودائم" لإنهاء الحرب مع روسيا.

وذكر بوضوح أن واشنطن ستشجع أيضًا مبادرات الدول الأخرى، مثل البرازيل والصين، لإنهاء الصراع، طالما يتم احترام ميثاق الأمم المتحدة وسيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية واستقلالها.

جهود صينية

وفي هذا السياق، قال لي هوى، المبعوث الصيني الخاص للشؤون الأوراسية، إنه لا يعتقد أن روسيا وأوكرانيا أغلقتا "بالكامل" الباب أمام المحادثات بشأن حل الأزمة، رغم صعوبات تواجه عقد المفاوضات في الوقت الحالي.

أكد "لي" في مؤتمر صحفي الشهر الماضي، أثناء زيارته لأوروبا، أن روسيا تقدر بشدة رغبة الصين وجهودها لحل الأزمة الأوكرانية سلميًا.

في مايو، شرع المبعوثون الصينيون في جولة في أوروبا استمرت 12 يومًا، حيث قاموا بزيارة كييف ووارسو وباريس وبرلين وبروكسل وموسكو، في محاولة لإيجاد أرضية مشتركة على أمل التوصل في نهاية المطاف إلى حل سياسي للحرب.

وأشار المبعوث الصيني إلى أن: "خطر تصعيد الحرب بين روسيا وأوكرانيا لا يزال مُرتفعًا، إذ يجب على جميع الأطراف اتخاذ خطوات ملموسة لتهدئة الوضع وضمان سلامة المنشآت النووية".

وتأتي زيارة المبعوث الصيني قبيل هجوم أوكراني مُضاد مُتوقع لاستعادة السيطرة على منطقة تسيطر عليها روسيا.

أوكرانيا في العمق الروسي

ووقع عدد من الهجمات داخل الأراضي الروسية في الأسابيع الأخيرة.

في 3 مايو، تحطمت طائرتان بدون طيار في الكرملين في موسكو، صباح الثلاثاء الماضي، ألقت روسيا باللوم على أوكرانيا في هجوم واسع النطاق بطائرات مسيرة على موسكو، مُضيفة أن ثماني طائرات مسيرة على الأقل تسببت في أضرار طفيفة، إلا أن أوكرانيا قد نفت مسؤوليتها عن الهجمات.