كشفت تقارير عدة عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى بكين الشهر الجاري، في محاولة لخلق حالة من الاستقرار في علاقات البلدين، في ظل تزايد التوتر بينهما، من المقرر أن يلتقى خلالها مسؤولين صينين بارزين.
وبدأ بلينكن زيارة إلى السعودية، في 6 يونيو الجاري، وأكد خلال تصريحاته بمؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السعودي، في ختام الزيارة، أن الولايات المتحدة لا تطلب من أحد الاختيار بينها وبين الصين.
وأكد "بلينكن"، في تصريحاته أنه ببساطة يحاول إظهار فوائد الشراكة بين البلدين، وتأتي تصريحات بلينكن من البلد الذي شهد لعب دور صيني بارز في الشرق الأوسط، وتحديدًا في شهر مارس الماضي، عندما رعت اتفاقًا غير متوقع بين الرياض وطهران.
وتحاول أمريكا التأكد من أن التقارب الصيني مع دول الشرق الأوسط، لن يضر بمصالحها في المنطقة.
زيارة مرتقبة إلى الصين
وقال جون كيربي، المتحدث باسم البيت الأبيض، الثلاثاء، إن زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى الصين، هدفها إبقاء قنوات التواصل مفتوحة.
وأضاف كيربي، أن الولايات المتحدة تسعى لخلق حالة من الشفافية بين القوتين العظميين في يتعلق بالتحركات العسكرية، مشيرًا إلى رفض الصين لقاء وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، نظيره الصيني الأسبوع الماضي.
لقاء مع الرئيس الصيني
صحيفة وول ستريت جورنال، قالت إن الولايات المتحدة تنسق مع الصين لزيارة وزير الخارجية، في وقت لاحق من الشهر الجاري، إذ من المتوقع أن يلتقى بلينكن مع الرئيس الصيني شي جين بينج.
ومن المتوقع أن تشمل زيارة بلينكن لقاءات مع مسؤولين صينيين بارزين، بينهم رئيس لجنة الشؤون الخارجية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وانج يي، ووزير الخارجية الصيني تشين جانج.
إذابة الجليد
وتهدف واشنطن لأن تكون الزيارة المرتقبة، خطوة نحو ما وصفه الرئيس الأمريكي جو بايدن بـ"ذوبان الجليد" في العلاقات بين القوتين العظميين.
وكشف مسؤولون أمريكيون أن زيارة بلينكن تهدف أيضًا إلى خفض التصعيد، وتخفيف حدة التوتر التي اشتعلت بعد رصد السلطات الأمريكية منطادًا صينيًا فوق أراضيها، وقالت إنه لأغراض التجسس، في الوقت الذي قالت فيه الصين أنه ببساطة "ضلّ طريقه".
ولم يتم تحديد موعد زيارة بلينكن بالتأكيد حتى الآن، الذي قال الخميس، إنه إذا كان بوسع الدول -وبينها الصين- أن تلعب دورًا إيجابيًا في دفع عجلية السلام، فالولايات المتحدة ترى أن هذا أمرًا إيجابيًا.
زيارة ملغاة
وفي فبراير الماضي، ألغى وزير الخارجية الأمريكي زيارة إلى الصين، بعد رصد المنطاد، وهو ما قللت منه بكين وقتها، قائلة إنها "لم تعلن قط رسميًا عن أي زيارة".
وكان هدف الزيارة التي تم إلغاؤها في فبراير، خفض التوتر بين القوتين العظميين، إلا إن أزمة المنطاد تسببت في تأجيلها لنحو 4 أشهر.
زيارة سرية
وفي سياق الخطوات المتتابعة لإذابة جليد العلاقات بين البلدين، زار ويليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، العاصمة الصينية بكين، الشهر الماضي، سرًا، وهو واحد من أبرز المساعدين الموثوقين للرئيس جو بايدن، ومن المعروف أنه يعهد إليه بالأمور الحساسة، بحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز".
وقالت الصحيفة، إن زيارة "بيرنز" إلى الصين تمثل علامة على قلق البيت الأبيض بشأن تدهور العلاقات بين بكين وواشنطن، وأنه سافر إلى الصين للحديث مع المسؤولين هناك.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي قوله إن زيارة بيرنز، شهدت لقاءات مع مسؤولين صينيين، للتأكيد على أهمية إبقاء خطوط التواصل مفتوحة بين القنوات الاستخباراتية.