بعيون باكية وملامح يملأها الحزن، ظهرت سيران رياك، ملكة جمال جنوب السودان السابقة على بوستر فيلم "وداعًا جوليا"، وكأن تلك النظرة كانت تُعبر بها عن حالة "جوليا" الشخصية التي تجسدها في العمل بشكلٍ خاصٍ، والوضع الصعب الذي يعيشه بلدها بشكل عام.
ورغم الحزن الغالب على وجهها، فإنها استطاعت هي ومن شاركها بالفيلم أن ترسم البهجة على وجوه أبناء بلدها في السودان، باقتناص جائزة الحرية في مسابقة "نظرة ما" في الدورة المنقضية من مهرجان كان السينمائي.
مجرد المشاركة في مهرجان كان قبل الحصول على الجائزة، كان أحد أحلام فريق عمل الفيلم، ومنهم "سيران" التي سعدت بهذا الاختيار، وأن من سيشاهد فيلمها عدد كبير من نجوم وصنّاع السينما في العالم، إذ تقول في تصريحات لـ"موقع القاهرة الإخبارية": جرى استقبالنا بشكل رائع جدًا، فأنا وفريق العمل فخورون بأننا جزء من صناعة التاريخ ووضع السودان على الخريطة السينمائية العالمية، ولفت الانتباه إلى السينما السودانية وتسليط الضوء على الوضع الحالي في البلاد، وكنت أتوقع أن يفوز الفيلم بجائزة فهو عمل رائع للمخرج محمد كردفاني والمنتج أمجد أبو العلاء وطاقم الممثلين الموهوبين، فالفريق كله مذهل.
تدور أحداث الفيلم في الخرطوم قبل الانفصال، إذ يتناول العمل قصة امرأة من الشمال تعيش مع زوجها، وتُعين جوليا خادمة في منزلها، حيث اتسمت الأخيرة بالذكاء والرومانسية.
وحول التحضير لهذه الشخصية تقول سيران: "كنت أذهب للسوق المحلية يوميًا لمدة شهرين؛ لأتمكن من تفاصيل الشخصية وأقدم مشاعرها بصدق، وبصراحة كان ذلك أمرًا مرهقًا بالنسبة لي، ولكن رد الفعل الذي تلقيته هوّن كل تلك الصعوبات".
اختيار "سيران" للتواجد في الفيلم لم يكن محض صدفة، إذ قامت بتجربة أداء عبر موقع إنستجرام، وفوجئت في مايو 2022 بأن مخرج العمل محمد كردفاني يتواصل معها، وعن ذلك تقول: "أرسل لي المخرج رسالة نصية ثم سافر إلى دبي، وحينما عاد خضعت مرة أخرى إلى تجربة أداء جديدة وبعدها بدأنا تصوير الفيلم على الفور".
تشيد "سيران" بالمخرج محمد كردفاني الذي منحها تلك الفرصة، إذ قالت عنه: "مخرج ذكي وموهوب للغاية، والعمل معه سهل، وأتمنى أن تجمعنا معًا أعمال أخرى في الفترة المقبلة.
من حُسن الحظ أن القائمين على الفيلم استطاعوا تصويره قبل الحرب، حسبما روت لنا "سيران"، إذ قالت: "كان كل شيء مدروسًا ومنظمًا للغاية، وفريقنا المذهل جعل الأمر سلسًا وسهل التنفيذ، حيث صورنا في السودان بين مدينتي الخرطوم وكوستي في ذلك الوقت، وكانت هاتان المدينتان بحالة جيدة".
تُؤكد "سيران" أن الفيلم نقطة نور في ظل الوضع الذي تمر به الأفلام السودانية، إذ تقول: "هذا العمل فتح الباب لظهور مزيد من المواهب وصانعي الأفلام الجدد، وعرض إبداعهم، فالأمر لم يعد حلمًا بعد الآن، فهي فرصة لكل السودانيين، لكنها في الوقت نفسه تتطلب طموحًا قويًا وعقلية متفتحة، وأنا متحمسة للمستقبل، وأحسّن من نفسي، وأستعد لما هو قادم.
وحرصت سيران على أن توجه أمانيها إلى بلدها السودان، إذ قالت: "أدعو الله أن تنتهي الحرب، فالسودان لديه الكثير ليقدمه وعرضه للعالم، وأعتقد أن فيلم "وداعًا جوليا" ما هو إلا بداية للسينما السودانية؛ لتأخذ مكانها في صناعة السينما العالمية".