تشهد تركيا، اليوم الأحد، انتخابات رئاسية وبرلمانية حاسمة، ويتوجه الناخبون الأتراك إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جمهورية جديد، في منافسة شرسة بين الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان، وزعيم تحالف المعارضة كمال كليتشيدار أوغلو، وسط توقعات لاستطلاعات الرأي بخسارة أردوغان لانخفاض شعبيته.
الناخبون الجدد سيحدثون فارقًا في الانتخابات، خاصة أن الشباب يصل عددهم 5 ملايين ناخب، هم الشريحة التي عاشت خلال فترة حكم حزب العدالة والتنمية، وتبحث الآن عن التغيير.
وقال بشير عبدالفتاح، كاتب وباحث سياسي، من القاهرة، تعليقًا على الانتخابات، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية خاضا أكثر من 15 استحقاقًا انتخابيًا منذ عام 2002، تتراوح بين الانتخابات الرئاسية والبلدية والمحلية والاستفتاءات الدستورية، واقتنصا أكبر عدد من الأصوات، لكن هذه المرة الوضع مختلف تمامًا، لأن الانتخابات تجرى بالتزامن مع الانتخابات البرلمانية.
100 عام على تأسيس الجمهورية التركية
وأضاف "عبدالفتاح"، في تصريحات لقناة "القاهرة الإخبارية"، أن الانتخابات تأتي بعد مرور 100 عام على تأسيس الجمهورية التركية، ويتطلع أردوغان في حال فوزه بالانتخابات، إلى إعلان جمهورية ثانية، لذلك وضع شعار حملته الانتخابية "القرن التركي الجديد".
وأشار إلى أن المعارضة حشدت عددًا من الناخبين لن تشهده السياسة التركية من قبل، وهناك 6 أحزاب رئيسية، بالإضافة إلى أحزاب معاونة هدفها الإطاحة بالرئيس التركي من رئاسة الدولة، بتحالف الجمهور الحاكم والعودة بالبلاد إلى النظام البرلماني الذي كان سائدًا منذ 1950 وحتى عام 2017، قبل أن يُدخل أردوغان تعديلات دستورية لتعديل نظام الحكم من برلماني إلى رئاسي.
الفاعلون الجدد في الانتخابات التركية
وأوضح أن الانتخابات تأتي في ظروف سياسية واجتماعية واقتصادية غاية في الصعوبة، خاصة بعد أحداث الزلزال الأخيرة، التي راح ضحيتها الكثير من الأتراك، بالإضافة إلى الفاعلين الجدد في الانتخابات، وهم مصوتون جدد من فئة الشباب، التي تنحصر أعمارها من 18 إلى 25 عامًا، فهم منذ 2002 لم يشاهدوا سوى حزب الحرية والتنمية.
المرأة التركية تشكل 51% من الناخبين
وأكد أن الشباب يبحثون عن التغيير، اليوم، وأردوغان لن ينجح في التواصل مع هذا الجيل كما فعل منافسه كليتشيدار أوغلو، الذي أنشأ منصات للتواصل معهم للحوار والتفاعل معهم، واجتذب 70% من هذا الجيل، للتصويت لصالحه، و20% لأردوغان و10% مترددين، وفق استطلاعات للرأي، مضيفًا أن المرأة التركية تشكل 51% من الناخبين الذين يبلغ عددهم 64 مليون ناخب، وكان هناك دعم كبير من أردوغان تجاه المرأة، خلال فترة حكمه نتيجة الإجراءات والقرارات التي اتخذها لصالحهم وعدم التمييز.
إقبال كبير من الناخبين لصناديق الاقتراع
أكد طه عودة أوغلو، الكاتب والباحث السياسي، من إسطنبول، إن هناك إقبالًا كبيرًا من الناخبين لصناديق الاقتراع التي فُتحت صباح اليوم، وتشهد تركيا انتخابات هي الأصعب في تاريخها الحديث وعلى الرئيس أردوغان، الذي لم يخسر منذ وصوله للرئاسة عام 2002.
وأضاف "عودة"، في تصريحات "القاهرة الإخبارية"، أن هناك استقطابًا واحتدامًا في المنافسة بين أردوغان وأغلو زعيم المعارضة، وشهدت تركيا الأيام القليلة الماضية، العديد من المؤتمرات الانتخابية الضخمة، وسط اتحاد من المعارضة، والتجمع تحت مظلة واحدة وهدف واحد، هو إزاحة أردوغان من المشهد السياسي التركي.
وأشار إلى أن العامل الأساسي الذي يواجه أردوغان، هو العامل الاقتصادي الذي له تأثير بشكل كبير على المنافسة ضد أردوغان، وهناك عامل آخر، هو شريحة الشباب، وأن 5 ملايين شاب ينتخبون لأول مرة ويبحثون عن التغيير، وهناك صعوبة بالتكهن حتى هذه اللحظة وننتظر مفاجآت في نتيجة الانتخابات.