الاحتفاء بالرموز الفنية المصرية في مجال الغناء التي تربت على حناجرها وتفاعلت مع موسيقاها أجيال عدة، دور مهم تقوم به دار الأوبرا المصرية منذ تأسيسها وإعادة بنائها مرة أخرى في الثمانينيات من القرن الماضي، إذ تشهد مسارح وفعاليات الأوبرا العديد من الحفلات والمهرجانات التي يعيد فيها نجوم الطرب الحاليون أغاني فناني الزمن الجميل.
وعلى مدار تاريخ دار الأوبرا المصرية أقيمت العديد من المناسبات والحفلات التي تُقدّم شهريًا بمسارحها المُختلفة للاحتفاء بتراث أم كلثوم، وترفع شعار كامل العدد، سواء في أوبرا القاهرة أو الإسكندرية ودمنهور أيضًا، تحييها فرق الأوبرا المُختلفة ومنها أوبرا الإسكندرية للموسيقي والغناء العربي، وفرقة عبد الحليم نويرة للموسيقى العربية، وبأصوات موهوبين "كلثومية" منهم نهاد فتحي، ورحاب عمر، ومي فاروق ورحاب مطاوع ومروة حمدي وغيرهم من المطربين.
وعبر استخدام وسائل تكنولوجية حديثة تقيم دار الأوبرا حفلات لأم كلثوم بتقنية التصوير التجسيمي (هولوجرام)؛ ليستمتع الجمهور بصورة مجسمة لكوكب الشرق في وسط المسرح الكبير، ويتذكر الكبار تلك اللحظات التي سبق أن عاشوها مع أم كلثوم في حفلات قديمة، ويشعر الجيل الجديد ومن لم يعاصرها بأجواء طالما سمعوا عنها من آبائهم وأجدادهم.
ومنذ شهور سابقة احتفلت دار الأوبرا المصرية بمرور 34 عامًا على افتتاحها، واستعرضت فرقة عبد الحليم نويرة للموسيقى العربية ملامح من تاريخ الطرب، خلال حفل تناوب على قيادته صلاح غباشى وأحمد عامر.
وهابيات
وتحت سلسلة بعنوان "وهابيات" تحتفل دار الأوبر المصرية عبر حفلات عدة بموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، ليستمتع الجمهور بأغنيات "يا مسافر وحدك"، "خطوة حبيبى"، "فكروني"، و"لا مش أنا اللى أبكى"، وغيرها من روائع موسيقار الأجيال.
وتهدف دار الأوبرا من هذه الحفلات إلى تنمية التذوق الفني من ناحية وتعريف الأجيال الجديدة بالتراث الفني من ناحية أخرى، وأيضًا ترسيخ الهوية والحفاظ على التراث، واللافت أنها تلقى إقبالًا جماهيريًا كبيرًا وتجاوبًا من مُختلف الفئات العمرية.
نجوم الموسيقى
كثيرًا ما تفاعل جمهور الأوبرا مع ليالي عزفت فيها موسيقى الراحلين بليغ حمدي، محمد القصبجي، محمد الموجي، منير مراد، مرسي جميل عزيز، وغيرهم في إطار إحياء ذكرى رموز أعلام الموسيقى العربية، وإعادة تقديم موشحات ومنولوجات وطقاطيق وأدوار وغيرها من أشكال الموسيقى والغناء التراثية.
نجوم الأوبرا
أفرزت جدران ومسارح دار الأوبرا المصرية نجومًا وأصواتًا شابة، أخذت مكانها بعد ذلك على الساحة العربية، بل يشكّل حضورها علامة فارقة في مهرجانات وحفلات تُقام على مسارح عربية عدة للاحتفال برموز الغناء والموسيقى، منهم مي فاروق، مروة ناجي، وريهام عبد الحكيم.