"تأثر الأدب الروسي بالثقافة والأدب العربي وعلمائه" موضوع طرحه للنقاش عدد من الأكاديميين والباحثين ضمن ندوة تضمنتهافعاليات معرض تونس الدولي للكتاب في دورته الـ37، والذي تزامن ذلك مع الاحتفاء باليوم الثقافي الروسي، ضمن سلسلة الأيام الثقافية الدولية للمعرض.
كشفت الدكتورة هيفاء الطرابلسي، أستاذة اللغة الروسية في المعهد العالي للغات بتونس، عن علاقة الأدب الروسي بالأدب العربي، مؤكدة تأثر الروس بالثقافة العربية، لتقول عن ذلك: "أول تواصل بين العرب والروس يعود إلى سنة 921 ميلادية، وكان التأثر الروسي بالقرآن أولًا ثم بالثقافة والحضارة والأدب".
أكدت الطرابلسي، انبهار أدباء روس بالأدب العربي وأنه كان مُلهمًا لهم في الكتابة والإبداع، وهو ما دفعهم لزيارة دول عربية للتعرف عن كثب على الثقافة العربية، مستشهدة بالكاتب الروسي إيفان بونين، الذي لم يفارقه القرآن، بل وكتب عن فلسطين ومصر والمغرب، وألف قصائد كثيرة في الغزل بمميزات فنية عربية كالبلاغة وكثافة الصور الشعرية.
وأكد وناس الحفيان، أستاذ جامعي بالمعهد العالي للغات بتونس، حضور الأدب الروسي في الثقافة العربية من خلال أعمال "دوستويفسكي"، الذي يعد أكثر الكتّاب الروس قراءة الجمهور لأعماله في العالم، وقد مرّت على ولادته 200 سنة.
واستهل الأستاذ وناس الحفيان، مداخلته بالحديث عن السيرة الذاتية لدوستويفسكي والبيئة التي ترعرع فيها فساعدت في بلوغه أعلى مراتب الكتّاب الروس شهرة وكتابة، والذي نشأ في حي فقير يقع على أطراف موسكو، إذ كان والده يعمل طبيبًا في مستشفى للفقراء، ليؤكد "الحفيان" ترجمة الكاتب كل ذلك في أعماله الأدبية، منها رواية "الفقراء" التي دفعت به إلى الواجهة في الأدب الروسي.
حضرت الندوة زهية جويرو رئيسة لجنة تنظيم الدورة، وسفير روسيا الاتحادية بتونس إلكسندر يوريفيتش زولتوف، الذي توجه بالشكر لتونس على الاحتفاء بالثقافة الروسية في معرض الكتاب، مؤكدًا أن تونس وروسيا تجمعهما علاقات متينة وتاريخية في جميع المجالات.