ساد الظلام العديد من استوديوهات البرامج بشبكات التلفزيون الأمريكية، والمحطات المختلفة والأفلام السينمائية، بعد دخول أعضاء نقابة الكتّاب الأمريكية WGA في إضراب كان متوقعًا منذ فترة، للحفاظ على حقوق الكتّاب وحصصهم في الأعمال التي يكتبونها ويعرضونها على القنوات والمنصات الرقمية منذ سنوات طويلة، لتتعطل البرامج والأفلام، وتظهر العديد من التساؤلات حول حجم الخسائر المتعلقة، والفترة التي قد يستغرقها، ومدى الضرر المحتمل.
اضطر الكتّاب للدخول في الإضراب ليسجّلوا اعتراضهم على ما يحدث في النقابة من تقليل الأجور على الرغم من ارتفاع نسب أرباح شبكات وقنوات التلفزيون، ليعتصم بعضهم في الاستوديو وتتوقف العديد من المشروعات التي ستظل مُظلمة بسبب الإضراب، ما جعل العديد من المراقبين يتوقعون إغلاقًا تامًا لاستوديوهات هوليوود الأمر الذي لم تشهده منذ جائحة كورونا.
يتضح حجم الضرر مع الكشف عن رقم الكتّاب المشاركين في الإضراب إذ وصل إلى 11 ألفًا و500 كاتب، وظهر التأثير الفوري للإضراب في برامج العروض الليلية، والتي تتم كتابتها يوميًا للتركيز على الأحداث الجارية، ومنها The Late Show على قناة CBS، و Jimmy Kimmel Liveعلى ABC، و The Tonight Show على NBC ، وLate Night على NBC، وThe Daily Show، ومن المقرر أن تعرض حلقات قديمة من هذه البرامج في الفترة غير المعلنة حتى الآن التي يستمر فيها الإضراب.
وذكرت تقارير صحفية أن برنامج Saturday night live على شبكة NBC لن يتمكن من بث الحلقات الثلاث الأخيرة من موسمه، بدءًا من حلقة 6 مايو الجاري، فيما لن تختفي جميع العروض التي تُعرض في وقت متأخر من الليل، حسبما يؤكد مسؤولو "فوكس نيوز"، وأن برنامج "جوتفيلد" سيظل قائمًا لأن فريق كتابته ليسوا أعضاء في WGA. فيما من غير المؤكد درجة تأثر البرامج الحوارية أثناء النهار، لأنها تتجه أكثر إلى الدردشات، حسبما يؤكد موقع "cbsnews".
أما عن الضرر المادي والتكلفة التي ستتحملها استوديوهات هوليوود، يتوقف الأمر على حسب عدد الأيام التي يستغرقها الإضراب، ليبقى حجم الخسائر التي ستلوح نتيجة الإضراب القائم مجهولًا، خصوصًا أنها تهدد الأعمال الفنية على المنصات، وكذلك الأفلام التي يجري الإعداد لها، بسبب العدد الضخم من الكتاب الذين يشاركون في كتابة هذه الأعمال، كما أن الإضراب يعد الأول منذ 2007-2008 في الوقت الذي لم تكن فيه المنصات منتشرة بهذا الشكل.
وفي محاولة لفهم المستقبل وقراءته، سلطت العديد من المواقع والصحف الأجنبية الضوء على إضراب 2007 المماثل، والذي اندلع في إطار حملة ضد المنتجين اعتراضًا على أجر العمال، إذ تسبب هذا الإضراب في خسائر قُدّرت بـ 2 مليار دولار، واستمر نحو 100 يوم.
يذكر أن الإضراب سعى إلى زيادة أجر الكتّاب، مقارنة بأرباح الاستوديوهات الأكبر، واستهدف تحالف منتجي الأفلام والتلفزيون، وهي جمعية تجارية تمثّل مصالح 397 من منتجي الأفلام والتلفزيون الأمريكية، وتضم العديد من الشركات أكثرهم تأثيرًا CBS وMGM و Lionsgate وparamountpictures وغيرها، وتوصل المفاوضون إلى اتفاق بتصويت بنسبة 93% من أعضاء النقابة.
في المقابل، فإن الإضراب السابق في عام 1988، يعد الأطول في تاريخ النقابة، واستمر 153 يومًا، متجاوزًا إضراب عام 1960 بأسبوع واحد، وخلّف خسائر قدرت بـ 500 مليون دولار.
"الإضرابات الأكثر نجاحًا هي الأقصر مدة"، هكذا ترى إيلين أ. ديفولت، أستاذ متخصص في تاريخ الطبقات العاملة والحركة العمالية في جامعة كورنيل، إذ قالت في تصريحات لصحيفة فارايتي: الكتابة التلفزيونية تعمل على جدول زمني أطول من معظم الصناعات، وكلما طالت فترة الإضراب، قل احتمالية نجاحها".
الذكاء الاصطناعي
ومن جانبها، قالت الممثلة والكاتبة الأمريكية سارة مكارون، عبر حسابها بموقع فيسبوك: اقترحت النقابة عددًا من البنود المعقولة، والتي قوبلت من قبل الاستوديوهات برفض التفاوض، إذ انخفض متوسط أجر الكاتب العامل رغم ارتفاع أرباح الشركات بشكل كبير.
وأضافت: طالبنا بالشفافية في نسبة مشاهدة المحتوى الذي ننشئه، ومقاييس النجاح المتناسبة، بالإضافة إلى تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي واستبعاده عن التدخل في المشاريع الأدبية، كما لا يمكن استخدامه كمصادر، لكن الاستوديوهات رفضت الاقتراح والرد.
وهاجمت الكاتبة استوديوهات هوليوود قائلة: هدفهم التقليل من قيمة العمل بشكل استراتيجي، هذا ليس مجرد كفاح من أجل عمل الكتاب، إنه صراع من أجل تقييم كل العمل البشري.