سجلت السينما المصرية حضورًا على فترات متباعدة في عالم أفلام الرعب والإثارة، عبر إنتاجات تراوحت في قيمتها الفنية ومستوى الصورة ومدى اعتمادها على التكنولوجيا، لتشهد حاليًا تجربة جديدة من خلال فيلم "يوم 13" بطولة أحمد داود ودينا الشربيني وشريف منير وأروى جودة، ومن تأليف وإخراج وائل عبد الله.
ورغم المنافسة الشديدة في موسم أفلام عيد الفطر 2023، نجح الفيلم في جذب الجمهور لمشاهدة تجربة الرعب الجديدة الصادرة بتقنية 3D (ثلاثي الأبعاد) ليحقق إيرادات قدرت بـأكثر من 14 مليون جنيه بعد 9 أيام من عرضه، ليحتل المركز الثاني في ترتيب إيرادات أفلام الموسم وسط 6 أفلام أخرى.
وينتمي الشريط السينمائي الصادر حديثًا إلى قائمة ممتدة من أفلام الرعب التي تعتمد على بث مشاعر الخوف لدى المشاهدين عبر عالم الأرواح والأضواء الخافتة، إذ يدخل بطل العمل إلى قصر مجهول ليواجه الكثير من المخاطر والأمور المبهمة.
اللافت للنظر أن بطل الفيلم أحمد داود كانت له تجربة سينمائية منذ نحو 4 سنوات، دخل فيها أيضًا إلى عالم التشويق والإثارة من خلال فيلم "122" مع أمينة خليل وطارق لطفي وأحمد الفيشاوي، تأليف صلاح الجهيني وإخراج ياسر الياسري، وبلغت إيراداته وقتها نحو 25 مليون جنيه.
قوة غامضة
يعد فيلم "الفيل الأزرق" بطولة كريم عبد العزيز بجزأيه الأول والثاني من أبرز التجارب السينمائية المصرية التي تعتمد في سردها السينمائي على القوة الغامضة لإطلاق العنان لمخيلة المشاهد، والمحققة لإيرادات مرتفعة، بل إن الجزء الثاني يحتل المرتبة الثانية في قائمة أعلى الأفلام إيرادات في تاريخ السينما المصرية محققًا 103 ملايين جنيه مصري.
وكما هو الحال في العديد من أفلام العرب العالمية نجد أن القصص والحبكات الدرامية للإصدارات المصرية تتعلق بمنزل أو مكان مهجور تقع في حوادث غامضة، ومنها فيلم النجمة التونسية درة "جدران" الصادر في يوليو 2022، الذي يحكي عن منزل غامض تحدث داخله ظواهر مخيفة لا تفسير لها.
لكن النجاح الجماهيري لأفلام الرعب العربية لا يصادف كل الإنتاجات، ومنها فيلم "خط دم" بطولة نيللي كريم وظافر العابدين، والصادر عام 2020، وكذلك فيلم "وردة" الذي حقق إيرادات قدرت بنحو مليون و100 ألف جنيه فقط، و"خان تيولا" الذي حقق رقمًا مماثلًا، وأيضًا فيلم "ريما" الذي تدور أحداثه حول فتاة لديها قدرة خارقة لمعرفة المستقبل.
رعب الثمانينيات والتسعينيات
وشهدت دور العرض السينمائية المصرية في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، تجارب بارزة في عالم أفلام الرعب، رغم عدم توافر الإمكانيات والتطور التكنولوجي الراهن، وحققت نجاحًا كبيرًا ومازالت في إعادة عرضها التليفزيوني حاليًا، ومنها فيلم "الإنس والجن" بطولة عادل إمام ويسرا، وتدور أحداثه حول "جلال سلطان" من عالم الجن يقع في عشق "فاطمة إسماعيل" ويطاردها، وعُرض الفيلم عام 1985، لتعود يسرا بعدها بعامين مع عزت العلايلي في تجربة أخرى بعنوان "التعويذة" تأليف وإخراج محمد شبل، صاحب الـ4 تجارب سينمائية 3 منها تندرج تحت تصنيف سينما الرعب.
أما في النصف الأول من التسعينيات فصدر فيلم "الرقص مع الشيطان" بطولة نور الشريف، ويميزه أنه يدور في عوالم غامضة بفكرة فلسفية حول القدر وتدخلاته، من خلال طبيب يعثر على زهرة يستخلص منها عقارًا يعيده بالزمن إلى الوراء، كما ينقله إلى المستقبل.
أفلام الأبيض والأسود
ولا تخلو سينما الأبيض والأسود من أفلام الرعب وأبرزها فيلم "سفير جهنم" بطولة وتأليف وإخراج يوسف وهبي، الصادر عام 1945، ويجسد فيه دور شيطان ينجح في غواية أسرة كاملة ليدمر حياتها بعد إغراءات بنعيم زائف.
وبعيدًا عن الدراما الجادة لسينما يوسف وهبي، دخل النجم إسماعيل ياسين عالم أفلام الرعب أيضًا بتجربة سينمائية تتماهي مع نوعية الأفلام الكوميدية التي برع فيها بعمل يحمل عنوان "حرام عليك"، مستلهمًا الشخصية الخيالية فرانكشتاين في رواية الكاتبة الإنجليزية الشهيرة ماري شيلي، التي تروي قصة عالم شاب يصنع مخلوقًا مخيفًا.