قدمت صورة للمرأة المغلوبة على أمرها
أشعر بصعوبة للعودة إلى شخصيتي الحقيقية
الظلم والقهر الذي تعرضت له البطلة كان صعبًا
اكتأبت بعد "حلاقة" شعري.. وعملت في مهن شاقة
أتمنى وجود قانون ينصف المرأة ويمنحها حقها في الميراث
كنت أخشى أن تكره ابنتي التمثيل بسبب دورها في المسلسل
تطور ملحوظ في أداء الممثلة المصرية روجينا ممزوجة بخبرة سنوات طويلة لم تتعجل فيها البطولة المطلقة، حتى صعدت في السنوات الأخيرة لمصاف النجمات أصحاب التجارب الدرامية البارزة من باب البطولة المطلقة، خصوصًا لما تتميز به بالبحث عن موضوعات من صميم المجتمع المصري، الأمر الذي تواصله في مسلسلها الرمضاني "ستهم" المنافس في دراما رمضان 2023.
تجسد روجينا في المسلسل الجديد دور امرأة صعيدية تدعى "ستهم" تتناول من خلاله قضية الثأر والميراث أحد أبرز الموضوعات الشائكة في صعيد مصر، ومن شدة تعايشها مع تفاصيل الشخصية أثرت عليها نفسيًا وجسديًا، خصوصًا أنها تتطلب مواصفات شكلية خاصة من أجل المصداقية، منها قص شعرها واسمرار بشرتها وشكل أسنانها، لتكشف في حوارها لموقع "القاهرة الإخبارية" عن كيفية تحضيرها لكل هذه التفاصيل، وأيضًا تحدثها باللهجة الصعيدية، وما إذا كانت هذه شخصية حقيقية أم لا؟، وسبب اختيارها لابنتها في العمل، وتفاصيل أخرى في هذه السطور:
ــ تفاصيل كثيرة تتعلق بشخصية "ستهم" سواء على مستوى الشكل أو الجهد البدني والذهني، كيف وصلتِ إليها؟
أعمل على هذه الشخصية منذ انتهاء شهر رمضان 2022، إذ حددنا تفاصيلها بدقة، ومنها ارتداء ملابس الرجال، وأن أظهر ببشرة شديدة السمار، لذا وضعت مادة تشبه الكحول أو spirito كما وضعنا مادة على أسناني لتبدو صفراء اللون، وبالتالي هذه معاناة كبيرة لأن هذه المواد أصابتني بالتهابات في وجهي أكثر من مرة، ما اضطرني إلى الذهاب لطبيب أمراض جلدية، وحذرني من خطورتها.
أما بالنسبة لشعري بالفعل حلقته بشكل كامل لالتقاط صور الدعاية، وبعدما انتهى السيناريست ناصر عبدالرحمن من كتابة سيناريو العمل أكدت له أنني لن أستطيع "حلاقة" شعري مرة أخرى خاصة بعدما نمى قليلًا، وكان يريد طوال التصوير عندما ينمو شعري أن أحلقه مثل الرجال وهذا رفضته، لأنني أُصبت بحالة نفسية سيئة ولم أستطع النظر لنفسي في المرآة وبالفعل إحساس سيئ للغاية ألا يكون لديّ شعر.
بعيدًا عن تفاصيل الشكل الخارجي، أجدتِ اللهجة الصعيدية بشكل واضح.. هل تدربت عليها؟
نعم، وأوجه الشكر لمصحح اللهجة حسن القناوي، الذي عقد معي العديد من جلسات العمل واستغرقت شهرًا ونصف الشهر، وحاول أن يبسطها لي حتى لا تكون عبئًا عليّ أثناء تجسيدي الشخصية.
ــ أشعر من حديثك عن "ستهم" أنها أصابتك بحالة نفسية سيئة.. صفي لنا ذلك؟
بالفعل الشخصية أجهدتني نفسيًا وجسديًا، لأن بجانب تغيير ملامح الشكل الخارجي، تضطر "ستهم" للعمل في مهن صعبة تتطلب جهدًا بدنيًا مثل الرجال، أما الأثر النفسي لم أتخلص منه حتى الآن، فحالة الظلم والقهر التي تعرضت لهما أثرت عليّ ولمستني، وحققت ردود فعل غير متوقعة لا تخصني كامرأة ولكنها تخص الرجال وبالتالي في الحقيقة أن الشخصية صعبة وليست متزنة بسببها، فكنت غير مؤهلة لكل ذلك، وبالتالي لدي صعوبة في العودة لشخصيتي الحقيقية مرة أخرى.
ــ مرت "ستهم" بالعديد من الأمور الصعبة ومنها وفاة ابنها وقتل زوجها.. أي من المشهدين أصعب؟
صورنا مشهد وفاة الزوج الذي كنت أعشقه وبكائي عليه وكنت أعتقد أنه لا يوجد أصعب من ذلك، لكن عندما صورت مشهد وفاة الابن، كانت صعوبته قاسية للغاية عليّ لأنه بعد انتهائي من تصويره سقطت على الأرض ولم يستطع أحد أن يوقفني وشعرت برعشة وبكاء غير طبيعي، وبعد هذين المشهدين اكتشفت أن حزن "ستهم" على ابنها أكبر مما شعرت به على زوجها.
تحدثت عن المجهود البدني الذي بذلتيه وعملك في مهن تناسب الرجال فقط.. كيف كانت كواليس هذه المشاهد؟
الحقيقة أنني لأول مرة أعمل في هذه المهن، وعلى سبيل المثال صورت مشهدًا أضرب فيه رجلًا أثناء العمل في الجبل، ومن شدة تقمصي للدور أصيب في رأسه وتعرض لحالة إغماء بالفعل، وشعرت بالخوف أثناء عملي بهذه المهن، وضمن أحداث المسلسل وجدت نفسي أعمل في مهن البناء وسط الأسمنت والرمال، وأصبت في يدي بحروق بسبب ذلك الأمر، وحتى عندما كنت أحمل الطوب أسطوانة الغاز أشعر بالمعاناة، فكلها مهن صعبة، وربنا يعين السيدات اللاتي يعلمن بها في الحقيقة لأنني في النهاية ممثلة فما بالنا بالواقع.
عقب كل هذا المجهود.. ما ردود الفعل على شخصية "ستهم"؟
سعيدة للغاية بردود الفعل والإشادة بالدور الذي جسدته، خصوصًا أنني بذلت مجهودًا كبيرًا في المسلسل رفقة كل فريق العمل، والنجاح الذي حققناه أكبر دليل على أن لكل مجتهد نصيب، كما أن الجمهور متأثر بها كثيرا لأنها شخصية حقيقية من المجتمع، وصورة للمرأة المصرية المغلوبة على أمرها، التي اضطرتها الظروف لارتداء ثوب الرجال، وأعتبرها رحلة صعبة على أي امرأة لتخوضها.
يسلّط العمل الضوء على عدد من قضايا الصعيد وهي الثأر والميراث.. لكن هل يطرح حلولًا لها؟
نتناول قضيتين مهمتين، هما الثأر والميراث، ونحن نحضّر العمل اكتشفت أن المرأة لا تورث في الصعيد، ولأن "ستهم" لم تحصل على ميراثها من والدها حتى تستريح اضطرت للعمل في مهن الرجال، والمشكلة ليس لها حل حتى الآن، وأتمنى وجود قانون ينصف المرأة، ويعطيها حقها في الميراث الذي شرعه الله لها، وفي المسلسل حاولنا أن نقدم الحل لهذه المشكلة بطريقة ما.
ـتعاونك مع المخرج رؤوف عبدالعزيز ينتج عنه دومًا عمل مميز.. حدثينا عن كواليس العمل بينكما؟
شخصية "ستهم" ليست اختياري، لكن تم ترشيحي لها من المخرج رؤوف عبدالعزيز وأعجبتني كثيرًا، فالدور صعب للغاية، وهو كان واثقًا في إمكاناتي، كما أوجه الشكر للسيناريست ناصر عبدالرحمن الذي قدّم عملًا فنيًا عبارة عن ملحمة درامية قوية ستعيش مع الجمهور، وفي قلوبهم، فهو مسلسل قريب من الناس، بالإضافة إلى فريق العمل الذين بذلوا جهدًا كبيرًا فيه ودعموني وتحملوا مشقة التصوير.
ـ تشاركك في العمل لأول مرة ابنتك مريم.. كيف جاء ترشيحها للمسلسل؟
رشحها لهذا الدور المخرج رؤوف عبدالعزيز، وكنت سعيدة بهذا الاختيار وعلى الرغم من أن دورها صغير ولكنه صعب، وبه شقاء، فهي طالبة في الجامعة الأمريكية سنة أولى قسم تمثيل، وهذه أول مرة لها أمام الكاميرا وبالتالي وقت تنفيذ المشاهد الصعبة كنت أخشى أن تكره التمثيل، وهناك مشاهد بذلت فيها مجهودًا كبيرًا، وأيضًا أماكن التصوير أجهدتها، لكنني سعيدة بردود الفعل عليها لتلقائيتها الشديدة، وذاكرت معها في البداية، لكن المخرج طلب منها أن تتعايش مع الشخصية وأن تكون مذاكرتها بمفردها.
ــ تردد أن العمل سيرة ذاتية لإحدى السيدات.. هل هذا صحيحًا؟
أؤكد لك أنني لا أقدم سيرة ذاتية لأحد، ولا تقليد لأي شخصية، لكنه مسلسل شامل لكل امرأة مصرية شعرت بالمعاناة من الظلم وارتدت ثوب الرجال، والدليل على ذلك أنني في العمل لا أعمل مهنة واحدة.
كيف ترين المنافسة هذا العام في الموسم الرمضاني، خاصة مع المسلسلات التي تناقش قضايا المرأة؟
بالتأكيد تسعدني المنافسة هذا العام ومناقشة قضايا المرأة، ومعاناتها وعذابها وألمها وبالتالي السعادة هنا ستكون للمرأة المصرية والعربية بشكل عام، وسعيدة أيضًا بمشاركة العديد من النجمات في هذه الأعمال ومنهم منى زكي صديقتي، كما أرى أن مصر ولادة بالمواهب والنجمات اللائي يعبرن عن المرأة المصرية وهذا ثراء للدراما المصرية ولكل قضايا المرأة.
ــ لكن قضية الميراث والثأر سبق مناقشتها في أكثر من عمل هذا العام.. ألم يقلقك ذلك؟
إطلاقا، لأن التيمة موجودة منذ القدم بمعالجات درامية مختلفة، وكل عمل له بيئته الخاصة وإطارها الدرامي المختلف.