لن ألجأ لتجميد البويضات مثل بطلة العمل وسأنجب في الوقت المناسب
حولت الشخصية إلى لحم ودم وأضفت مشاعر إنسانية لكسر حدتها
تعرضت لظلم في حياتي.. والكثيرون يحكمون على ما لا يعرفونه
من نعم الله أنني لم أتعرض لصدمة في الأقرباء مني.. وربنا أخذ لي حقي ممن ظلموني
كل الأبطال ينالون مساحات أدوار كبيرة بأعمالي.. ولم أتمنى مستوى إخراج وتأليف أكثر من ذلك
اختياراتي أصبحت أكثر فهمًا وخبرة.. وراضية جدًا عن كل ما قدمته
كلام الناس لن يعطلني عن حياتي ومواصلة عملي
للموسم الدرامي الرمضاني الرابع على التوالي تحجز الفنانة ريهام حجاج مقعدها من بوابة البطولة المطلقة، متنقلة بين موضوعات عدة؛ لتصبح أحد الضيوف الدائمين على المائدة الدرامية الرمضانية، إذ يعرض لها حاليًا مسلسل "جميلة" مُحققًا نجاحًا لافتًا، من خلال قصة مشوقة تحمل الكثير من الألغاز حول عائلة "جميلة" والتي نسجها الكاتب أيمن سلامة، وأخرجها سامح عبد العزيز.
تكشف ريهام حجاج في حوارها لـ"موقع القاهرة الإخبارية"، كواليس اختيارها للعمل، ومدى تشابه (جميلة) مع شخصيتها الحقيقية، كما تحدثت عن واقعية القصة، وأنها موجودة في الكثير من البيوت المصرية، وتطرقت أيضًا إلى موقفها من تجميد البويضات مثلما فعلت بطلة العمل، والاختلاف ما بين أول بطولة مطلقة لها وتجربتها الفنية الجديدة، وغيرها من التفاصيل المهمة في هذا الحوار:
قدمتِ في مسلسل "جميلة" صورة للمرأة التي لا تحيد عن الحق.. حدثينا عن اختيارك للشخصية؟
الحقيقة أن مسلسل "جميلة" مُختلف عمّا قدمته من قبل، إذ أحرص دائمًا على التجديد، إذ جسدت من قبل دور مجرمة وقاتلة في مسلسل "لما كنا صغيرين"، والعام الماضي قدمت في مسلسل "يوتيرن" دور امرأة هوجاء، تخفي بعض الأمور عن زوجها الذي لا يعرف أنها كاذبة، فكانت مرتبكة في أحيان كثيرة، بينما "جميلة" مُختلفة عن كل ما قدمته، وهي شخصية منضبطة جدًا بحكم طبيعة عملها في النيابة الإدارية، وتناصر الحق، لكن تفاجئها الحياة بعد وفاة والدها ببعض الأمور الصادمة، وذلك في إطار دراما اجتماعية ومساحة أدوار مُتسعة لكل الشخصيات في العمل، وبها عمق أسري واجتماعي.
والمسلسل يكشف لنا تفاصيل علاقات الأصدقاء ببعض، وكيف أن الماديات تغير من النفوس، والعمل مغزول ومنسوج بالطريقة التي أحبها، إذ أميل للقضايا الاجتماعية والتشويقية.
ما اللمسات التي أضفتها للشخصية المكتوبة في السيناريو؟
الشخصية مكتوبة بشكل جيد في السيناريو، وعندما حولتها إلى لحم ودم وضعت كل التفاصيل الخارجية والداخلية، بداية من شكل جميلة وملابسها وتعاملاتها ونبرة صوتها واندفاعها وما إلى ذلك، حتى تكوين الشخصية الداخلي وأحاسيسها، إضافة إلى أنها مكتوبة بشكل واضح وعبقري من المؤلف أيمن سلامة، ويُعد ذلك ثالث عمل درامي لنا معًا.
والشخصية في السيناريو واضحة وصارمة، ولكن هناك لمسات أضعها لتضيف لها صفة الإنسانية مثل بعض مشاهدها مع والدتها سوسن بدر أو (شهيرة)، هذا الجانب الإنساني يتدرج ظهوره حسب الموقف وطبيعة الشخصية التي أمامها، وأحيانًا نراها قوية وتارة ضعيفة، وأكثر شيء استغرق مني وقتًا، هو أن أحول هذه الشخصية الحادة والصريحة إلى إنسانة لها أحاسيس ومشاعر.
لجأت جميلة لتجميد البويضات لتستطيع الإنجاب في الوقت الذي تحدده، هل يمكن أن تفكري مثلها؟
لا أعتقد أن ألجأ لتجميد البويضات، إذ لم أضع سنًا معينة للإنجاب، ومن يخضع لهذه العمليات له دوافعه، وأنا لا أريد أن أنجب في سن كبيرة، وتجميد البويضات تلجأ له المرأة إذا كانت تؤجل الإنجاب إلى ما بعد سن الأربعين، وبالنسبة لـ"جميلة" اضطرت إلى ذلك؛ لأن هناك سببًا دراميًا، إذ أخبرها الطبيب بأن التبويض لديها ليس نشطًا.
لكن إلى أي مدى ترين أن هناك تشابهًا بين شخصيتك وجميلة؟
"جميلة" تشبهني في الحق؛ لأنني لا أحب الظلم نهائيًا، فهي قريبة مني في المنطقة التي تتعلق بنصرة المظلوم.
هل تعرضتِ للظلم في حياتك؟
بالطبع نعم، ولا يوجد أحد لم يتعرض للظلم في حياته، ولكن الحمد لله الظلم لم يكن من الناس القريبين مني، ولذلك لم يترك أثرًا نفسيًا صعبًا لديّ، فإذا خذلني أحد ليس قريبًا مني لا أتأثر كثيرًا.
ونحن في النهاية بشر لنا أخطاؤنا، لكن للأسف أصبح الكثيرون يحكمون على ما لا يعرفونه، وهذه أصبحت سمة عامة، لم تعد تضايقني، وليس من حقي توجيه أحدًا لما يصح أن يفعله، فمن يسير في الخطأ فهو حر، وربنا سيحاسبنا في النهاية، فأنا لن أحاسب أحدًا.
لكن كيف تأخذين حقك إذن ممن ظلموك؟
لم يضرني أحد، إلا وأخذ الله لي حقي منه بطريقتين، أولاهما أن ربنا يقدم لي الخير وينصرني في أشياء كثيرة، وثانيهما أن المؤذيين تحدث لهم كوارث.
أفراد عائلة جميلة سيئون للغاية.. هل قابلت شخصيات مؤذية في حياتك بالواقع؟
بنعمة من الله لم أتعرض لصدمة في شخص قريب مني، سواء أهلًا أو أصدقاءً في دائرتي الصغيرة، بينما على مستوى المعارف قابلت أشخاصًا مؤذيين وصُدمت كثيرًا، وأقول إنني أكثر واحدة في الدنيا رأت أشياء مؤذية وسيئة من المعارف، بينما أهلي وأصدقائي لم أر منهم سوى الخير.
حرم الأب أسرته من الميراث وكتب أملاكه باسم جميلة، بما لا يتوافق مع تعاليم الدين.. ما تعليقك؟
لنتفق أن والد جميلة ليس شيخًا أو ملاكًا، هو مجرد إنسان عادي حرم أسرته من الميراث لأسباب قد تكون صحيحة أو خاطئة، فهذا ما سنراه في المسلسل، نحن لا نقدم مسلسلًا دينيًا لكي نتوقف عند ذلك الأمر، فطالما نقدم قصصًا لبشر عاديين فليست هناك معايير ثابتة، فلدينا الصراع بين الخير والشر، وبالتأكيد الخير سينتصر في النهاية.
عانيت من إصدار البعض لأحكام خاطئة عليك الفترة الماضية ولكن استطعت تجاوزها، فما تعليقك؟
إصدار الناس أحكامًا خاطئة على لم يؤذيني في شيء، ويكفي أن أجلس في البيت وآخذ حسنات لكلامهم عني، فمن يحكم على غيره أحكامًا مطلقة ويقول عنه ما ليس فيه بالتأكيد ربنا سيحاسبه، وقتها لن ينفع التبرير، وفي النهاية كلام الناس لن يوقفني عن شغلي وحياتي.
رغم تصدرك البطولة، لكنك حريصة على أن يأخذ كل الممثلين مساحتهم الكبيرة، فحديثنا عن هذا الأمر؟
أتبع هذه الطريقة منذ أول بطولة لي في دراما رمضان من خلال مسلسل "لما كنا صغيرين" مع الفنان محمود حميدة وخالد النبوي ونسرين أمين وكريم قاسم ومحمود حجازي، فمنذ أول بطولة وكل الأدوار تأخذ مساحة كبيرة، كما أن رانيا يوسف وعمرو عبد الجليل كانوا أبطال المرحلة الأولى من مسلسل "وكل ما نفترق"، والعام الماضي كان معي النجم توفيق عبد الحميد وصفاء الطوخي وأيمن قيسوني، وجسدوا أدوارًا كبيرة للغاية، وكررت التعاون مع كريم قاسم ونبيل عيسى مرة أخرى، فمن يعمل معي مرة يكرر التجربة أكثر من مرة.
استطعت تكوين ثلاثي ناجح مع المخرج سامح عبد العزيز والمؤلف أيمن سلامة، فهل تنوين تكرار العمل معهم؟
أتمنى للغاية، فهناك كيمياء مُشتركة مع أيمن سلامة وحالة من التفاهم بيننا، وكيمياء رهيبة مع سامح عبد العزيز وهو يفهمني من نظرة عين، وأنا أيضًا كذلك، ولم أكن أتمنى مستوى إخراج وتأليف متميزًا أكثر مما كان في "يوتيرن" و"جميلة".
حجزتِ مقعدك من الدراما الرمضانية للعام الرابع، ما تقييمك لأول بطولة مطلقة والبطولة الحالية؟
بالتأكيد اختياراتي أصبحت أكثر فهمًا وخبرة، وعلى مستوى الأعمال أنا راضية وسعيدة جدًا بكل ما قدمته، وهذه رابع بطولة لي في رمضان، والـ3 أعمال "لما كنا صغيرين" و"يوتيرن" و"جميلة" حققت نجاحًا باهرًا، بينما "وكل ما نفترق" حقق نجاحًا أقل، وهذا أراه إنجازًا كبيرًا لي، خاصة أنني ما زلت في بداية الطريق.
إلى أي مدى يتماس مسلسل "جميلة" مع الواقع؟
بالتأكيد قضية الميراث موجودة عند غالبية العائلات، ونحن طرحنا موضوعات اجتماعية قريبة من الناس، والشخوص واقعية ومنها المرأة التي تطارد طليقها ولا تتركه وبينهما مشكلات، أو انفصال زوجين بطريقة غير متحضرة، واستخدام الأبناء في المكائد، وموضوع الميراث وأخطاء الأهل، أو أن يدفع أحد أفراد العائلة ثمن خطيئة واحد من الأسرة، فكل هذه الموضوعات تحدث في كل عائلة، وتلمس بيوتًا كثيرة جدًا.
ما أصعب مشاهدك في العمل؟
أصعب مشاهد هي آخر حلقات من المسلسل، وتحديدًا الثلث الأخير من العمل، إذ سيرى المشاهد أحداثًا متصاعدة بشكل كبير ومتشعبة وندخل في موضوعات أخرى مؤلمة، فالأحداث ستنقلب رأسًا على عقب في الحلقات الأخيرة من المسلسل.
لماذا أصبحت تكتفين بمسلسل واحد في العام، مع ابتعادك عن دراما خارج الموسم الرمضاني وأيضا السينما والمسرح؟
مسلسلي في رمضان يستغرق وقتًا طويلًا من التحضير؛ لكي ينال إعجاب الناس، وابدأ التفكير في فكرة مسلسلي المقبل بعد انتهاء موسم رمضان، وما يتضمن ذلك من تجهيزات لاحقة تتعلق بعمل المعالجة وكتابة الحلقات الأولى، واختيار فريق العمل، ثم بناء الديكور والتصوير.
وتقديم مسلسل من 30 حلقة بدون تطويل ويعتمد على الأحداث السريعة والشخصيات الكثيرة يستغرق مجهودًا كبيرًا، حتى يخرج للجمهور بطريقة مُرضية على الجانب الآخر، لديّ حياة شخصية وبيت والتزامات عائلية وواجبات تجاه أهلي وزوجي، وأحب أن أهتم بهم ولا أركز في شيء على حساب الآخر.