فنان عاش بسلام ورحل في هدوء، هكذا يُمكن أن نصف حياة الفنان زكي فطين عبد الوهاب الذي تمر اليوم الذكرى الأولى على رحيله، إذ عشق الفن منذ الصغر متأثرًا بنشأته في بيئة فنية فوالده المخرج فطين عبد الوهاب ووالدته الفنانة الكبيرة ليلى مراد، وخاله الفنان منير مراد، الأمر الذي دفع هذا الطفل الصغير أن يُكمل مشوار عائلته ويصبح أحد النجوم المميزين على الساحة الفنية.
زكي فطين عبد الوهاب، الذي وُلِد عام 15 ديسمبر 1961، قرر الالتحاق بمعهد السينما دون علم والده، إذ يقول: "كان سيلقي بي من الشباك إذا علم بالتحاقي بمعهد السينما، وكان يرفض عملي في هذا المجال بشدة لعلمه بالصعوبات التي يمر بها كل من يعمل في تلك المهنة، فهي ليست سهلة كما يتخيل البعض، ويكفي ساعات التصوير الكبيرة التي يحتاجونها لتصوير أي عمل".
لم يترك "زكي" نفسه لمخاوف من حوله وسار في طريقه، إذ جاءت له الفرصة وهو في العام الثاني من المعهد للتدريب في عدد من الأعمال الفنية، بينها فيلم "أهل القمة" مع الفنانة الكبيرة سعاد حسني والمخرج علي بدرخان زوجها السابق، لكنه لم يخرج من الفيلم متدربًا فقط، بل خطفت سعاد حسني قلبه وتعلّق بها واتخذ قرارًا جرئيًا بالزواج من الفنانة الكبيرة فذهب إلى والدته ليخبرها بالأمر، لكنها لم توافق وتعجبت مما يقوله فكيف لطالب لا يعرف كيف يكسب قوت يومه أن يتزوج من نجمة كبيرة مثل سعاد حسني، ورفضت الزيجة رغم حبها الكبير لسعاد، لكن فطين يؤكد في لقاء تلفزيوني أنها لم تتدخل في اختياراته بل قالت له: "دائمًا تتعبني حتى في ولادتك كنت سأموت".
زكي فطين عبد الوهاب، الذي شارك في عدد من الأعمال الناجحة مثل "إسكندرية كمان وكمان، سكوت هنصور، ريش نعام، بحب السيما، الفاجومي، سمارة، أهل كايرو، المواطن إكس، على كف عفريت، طرف ثالث، وتفاحة آدم"، وغيرها، كان لديه عزة نفس في اختيار أعماله ولا يرضخ نهائيًا لما يقال عنها "ظروف السوق" بل كان يؤكد أنه لم يطلب يومًا من منتج أو مخرج دورًا في عمل فني، بل كان ينتظر أن يهاتفوه ليعرضوا عليه المشاركة ليختار الأدوار التي يراها مناسبة.
قرر زكي فطين عبد الوهاب خوض تجربة جديدة في مسيرته عام 1996، عندما أخرج تجربة سينمائية تحت اسم "رومانتيكا"، لكن بعدها قرر ألا يسلك هذا الطريق ويكتفي بمجال التمثيل.
حياة زكي فطين عبد الوهاب لم تكن سهلة، خاصة في نهايتها، وفي عام 2019 أعلن إصابته بمرض السرطان، وكان يتابع مع الجمهور تطورات صحته خطوة بخطوة حتى استطاع أن يقاومه ويتعافى منه، وفي العام الذي رحل فيه، أعلن إصابته مرة أخرى بالسرطان، لكنه لم يتمكن هذه المرة من هزيمته ورحل عن عالمنا تاركاً رصيداً يفخر به.
