الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

فرصة ممكنة.. هل تستفيد إفريقيا من انعقاد "كوب 27" في مصر؟

  • مشاركة :
post-title
تداعيات تغير المناخ في أفريقيا

القاهرة الإخبارية - محمود جمال

يُولِّي العالم وجهه نحو إفريقيا في السادس من نوفمبر؛ حيث مدينة شرم الشيخ المصرية التي ستحتضن فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP27). ويُعول القادة الأفارقة كثيرًا على مخرجات القمة باعتبارها القمة الثانية التي تستضيفها القارة، والأولى التي تستضيفها القاهرة كممثل عن دول القارة. ويُعتبر المؤتمر قُبلة الحياة للقارة الإفريقية، كما يُطلق عليها بعض مراكز الفكر الإفريقية باعتباره أكبر تجمع عالمي يجمع القادة الحكوميين، وممولي التنمية، ونشطاء البيئة من مختلف دول العالم. 

نحاول في هذا التقرير رصد تضررات القارة من أزمة تغير المناخ، وكذا أوجه الاستفادة التي يُمكن أن تعود على دول القارة الإفريقية من قمة المناخ (COP27).

تأثيرات تغير المناخ على إفريقيا:

رغم أن إفريقيا تحتضن ما يُقارب 17 في المئة من سكان الكرة الأرضية، إلا أنها تُسهم بنسبة أقل من 3 في المئة من الانبعاثات الكربونية، وهو ما يطرح تساؤلات عميقة تتعلق بتأثر القارة الفقيرة من هذه التغيرات التي انعكست سلبًا على مواردها مثل حالات الجفاف الشديد التي أصابت دول القرن الإفريقي التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي، والأعاصير التي دمرت سواحل مدغشقر ومالاوي وموزمبيق وغيرها، إضافة إلى الكوارث الطبيعية، والتصحر. ويعتبر البنك الإفريقي للتنمية، أن القارة السمراء، هي الأقل استعدادًا لتغير المناخ، كما أنها تخسر ما بين 5 إلى 15 في المئة من نصيب الفرد الإفريقي من النمو الاقتصادي نتيجة التداعيات السلبية لتغير المناخ ونقص التمويل، كما أنه من المتوقع تراجع الناتج المحلي الإجمالي لإفريقيا بمعدل 3 في بحلول عام 2050.

تأثير تغير المناخ على أفريقيا
توقعات القارة السمراء من القمة:

تُمثل قمة المناخ (COP27) فرصة تاريخية للقارة السمراء لعرض قضاياها على العالم، بشقيه الرسمي (الحكومات)، وغير الرسمي (نشطاء البيئة والممولون)؛ حيث يكتسب (COP27) أهميته كونه يتصادف مع تفاقم أزمة الطاقة عالميًا، وتراجع بعض الدول الصناعية الكبرى عن وعودها لتحقيق الحياد الكربوني، وكذلك لاعتبارات ترى أن القارة تُعد الأكثر تضررًا بتغيرات المناخ، والأقل تسببًا في الانبعاثات الكربونية. لذا يرى البعض أن الحضور الدولي المتوقع في القمة سيكون بمثابة فرصة جديدة للعالم للتعاون نحو الحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وفرصة للبناء نحو المستقبل لا سيما أن مصر باعتبارها الدولة المستضيفة للقمة تعمل على حشد الجهود لتنفيذ الدول الصناعية الكبرى وعودها للوفاء بالتزاماتها تجاه مساعدة القارة للتكيف مع أوضاع تغير المناخ. 

وسنبرز فيما يلي أبرز الطموحات التي تعقدها إفريقيا على قمة شرم الشيخ (COP27):

(*) فرصة تسويقية لقضايا القارة: ينظر القادة الأفارقة إلى قمة شرم الشيخ باعتبارها فرصة أمام الأفارقة ليعبروا عن قضاياهم بأنفسهم لا سيما أنها بمثابة حوار مباشر بين العالم والأفارقة على أرضٍ إفريقية في ظل أزمة طاقة عالمية نتج عنها العودة إلى تشغيل المفاعلات النووية كما فعلت بعض الدول الأوربية، وتزايد استخدام الفحم في توليد الكهرباء. تجدر الإشارة إلى أن القارة تحمل من الملفات الكثير لعرضه على القادة العالميين وشركاء التنمية مثل ارتفاع نسب الفقر، ونقص الغذاء. ستدفع مصر بشكلٍ أساسي لضرورة وفاء الشركاء الدوليين بالتزاماتهم نحو الدول النامية بشكلٍ عام والقارة الإفريقية على وجه الخصوص إضافة إلى الضرورة الحتمية للتوجه نحو التمويل الأخضر، والاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، والاستثمار في وسائل النقل الذكية، وستعمل نيجيريا من خلال القمة على تسويق التأثيرات السلبية للتصحر على القارة بهدف جذب الممولين، والمسئولين العالميين البارزين، فيما ستعرض غانا فيلمًا وثائقيًا من إنتاج مجموعة من شبابها لتسليط الضوء على المجتمعات الساحلية التى تضررت من أمواج المد وارتفاع مناسيب مياه البحر، وستركز كينيا على قضايا الأمن الغذائي، والجفاف.

(*) جذب التمويل الدولي: رغم أن الدول النامية المتضررة من تغيرات المناخ وُعدت بالحصول على تمويلات بمبالغ تتجاوز 100 مليار دولار في قمة كوبنهاجن عام 2009، إلا أن إفريقيا حصلت فقط على 5.5 في المئة مما هو مقرر من هذا التمويل الذي سينتهي في عام 2025، فيما تواجه القارة عجزًا يقترب من 1.3 تريليون دولار في تمويل قضايا المناخ للفترة من 2020 إلى 2030. ويثير هذا العجز سخط القادة الأفارقة، فيما تنصب جهود الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي" باعتبار أن بلاده المستضيفة للقمة كممثل للقارة على حشد الجهود الدبلوماسية للاستفادة من القمة للضغط على الدول المانحة للوفاء بالتزاماتها تجاه القارة، وهو ما ظهر جليًا في اجتماع الدورة الثامنة عشرة لمؤتمر وزراء البيئة الأفارقة AMCEN الذي عُقد في السنغال بهدف تنسيق المواقف قُبيل قمة المناخ.

(*) تمويل جهود التكيف: تهدف مصر بشكلٍ أساسي من القمة إلى لفت انتباه العالم نحو احتياجات الدول النامية ومتوسطة الدخل، وفي القلب منهم الدول الإفريقية، التي لم تتلق دعمًا ماليًا وقروضًا كافية من جهات التمويل العالمية لمساعدتها في إجراء التكيف مع التغيرات المناخية، والتحول الأخضر.

فرص أفريقيا في كوب 27

في الختام، ستكون قمة شرم الشيخ (Cop 27) فرصة أمام العالم للتعاون، واستعادة الثقة بين الدول النامية، والدول المتقدمة خاصة أن موضوعاتها ستركز بشكلٍ أساسي على قضايا بيئية تهم الكرة الأرضية برمتها مثل معالجة انبعثات الكربون وصولًا للحياد الكربوني، وبحث إجراءات التكيف، ونقص المياه، والتنوع البيولوجي.

وسوم :