في قلب القاهرة امتزجت لوحات فن تشكيلي تبحث عن أسس الحياة مع منحوتات تمحي الحد الفاصل بين الواقع والخيال، في معرض مشترك بجاليري تاون هاوس، حرص على حضور افتتاحه عدد من مشاهير الفن أبرزهم "يسرا، حسين فهمي، صدقي صخر، كريم قاسم، والمخرج أمير رمسيس"، وغيرهم من المهتمين بالفنون.
تحمل اللوحات توقيع الفنان المصري حسام ضرار، وتصطف حول عنوان "غير مرئي"، إذ كشف لموقع "القاهرة الإخبارية"، أنه يُعبر عن الأشياء التي لا نراها، وبدأ العمل على هذه الفكرة فور أن طرأت على عقله ليرسم طاقات وعلاقات مع بعضها، ومنها الأمواج والذبذبات التي تخلق معًا عدة قوانين وقواعد لمعنى الحياة، وردود فعل الإنسان المرئية تجاه هذه الطاقات غير المرئية، لكنها تمثل أسس الحياة.
وحول فكرة عمل معرض مشترك بين اللوحات والمنحوتات، قال حسام ضرار: "إن الفن عبارة عن فكرة وعندما قابل الفنان ماهر دياب لأول مرة استشعر بأن أفكارهما متماثلة، لذا قررا توحيدها في معرض مشترك".
وأضاف: "هذا ليس أول معرض لي، لكنني شاركت في أكثر من معرض داخل مصر وفي أوروبا، إذ أشارك في المعارض منذ عام 2011، وهذا المعرض يضم أكبر عدد من لوحاتي، هي "25 لوحة كبيرة و70 صغيرة مرسومة على ورق"، موضحًا أن هذه اللوحات تحمل أفكارًا جديدة بدأ يُشكلها منذ عام 2020 وقت جائحة كورونا، التي جعلته يفكر بشكل جديد وخلقت له أفكارًا جديدة، واستغرق تجهيز هذه اللوحات نحو 3 أعوام".
وقال عن إحدى اللوحات المميزة والأقرب له: "إن فكرتها عبارة عن قلب لأنه هو الذي يخزن جميع المشاعر التي نعيشها ويخرج على ظاهرنا بعد ذلك".
فيما تحمل المنحوتات بصمات الفنان اللبناني من أصل كندي ماهر دياب، وجاءت تحت عنوان "ما بين النوم واليقظة"، إذ قال عنها: "إنه في الأساس رسام وليس نحاتًا، لكنه فوجئ عندما عرض بعض منحوتاته مع زملائه بجاليري في معرض، أكتوبر الماضي، لاقت إقبالًا شديدًا، والتقيت حسام شريكي في اللوحات بالمعرض، وقررنا العمل على فكرة مشتركة بمساحة حرة، لأننا استأجرنا مكانًا بإرادتنا الخاصة وتكفلنا بكل الأشياء، لكي يتمتعا بحرية التعبير دون قيود.
أما عن فكرة المنحوتات التي يقدمها المعرض، فقال إنه يبرز من اسمها ما بين النوم واليقظة، إذ يحاول أن يقول من خلالها إن كل الأشياء التي نحلم بها مأخوذة من اللا وعي الخاص بنا، لذا فإن المنحوتات كلها عبارة عن رأس بشري وعقول، لأن كل الأحلام تحدث فيه، وهو لا يستطيع أن يصل إلى اللا وعي، لكن يحاول أن يصل لنقطة قريبة منه.
وتابع: المعرض الحالي به 40 منحوتة بدأت العمل عليها منذ سبتمبر الماضي، كنت أعمل عليها بجانب عملي الخاص، وكان الأمر بمثابة مجهود آخر يريحني قليلًا، لذا اخترت هذا المكان لكي أعبر فيه عن منحوتاتي بحرية دون مسؤوليات وقيود مفروض.
وأضاف: "بذلت في لوحاتي مجهودًا كبيرًا، وبعض المنحوتات مزجت بها التكنولوجيا في شكل جديد وأفكار مختلفة".
وحول حرصها على حضور المعرض، قالت الفنانة يسرا لـ"القاهرة الإخبارية": إن مثل هذه المعارض تعد أرقى أنواع الفنون، وإنها سعيدة بكل اللوحات والمنحوتات التي شاهدتها في المعرض، مشيرة إلى أنها حرصت أيضًا على حضور معرض المصور الفوتوغرافي الراحل فاروق إبراهيم، إذ ترى أن الصور تخلّد لحظات تمر علينا في حياتنا.
ويقام المعرض في مكان أشبه بمخزن تم تحويله ليكون شاهدًا على فنون راقية وتحف يضمها المعرض، حسبما قال النجم حسين فهمي، موضحًا أنه من المهم تواجد مثل هذه الأماكن بوسط القاهرة.
وأشاد بطل فيلم "خلي بالك من زوزو" بالأفكار المختلفة التي يحتضنها المعرض، التي يقدمها فنانون تجمعه بهم علاقة صداقة، مشيرًا إلى أنه كان قديمًا يمارس هواية الرسم، قبل أن يسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليدرس الإخراج.