الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

السينما المصرية تدخل منطقة البطل الخارق بإنتاجات طموحة

  • مشاركة :
post-title
السينما المصرية تدخل منطقة البطل الخارق

القاهرة الإخبارية - محمود ترك

شخصيات الأبطال الخارقة أو ما يعرف بـ"السوبر هيرو" منطقة ظلت لسنوات حكرًا على السينما الأمريكية، لتصدّر للعالم نموذجًا للبطل الأمريكي القادر على أن يتصدى للأشرار ويساعد المسالمين، الذي يتجاوز أيضًا حدود الكرة الأرضية ويحمي الكوكب من أطماع الغزاة والراغبين في تدميره، ليرتبط الجمهور في أنحاء العالم المختلفة بشخصيات، منها "سوبرمان، باتمان، الرجل العنكبوت، وكابتن أمريكا" وغيرها.

هذه النماذج المتعددة من شخصيات الـ"Super Hero" لم تجد معادلًا مصريًا أو عربيًا قويًا في المواجهة، لتظل الإنتاجات السينمائية والدرامية التلفزيونية غير قادرة على وضع قدم في هذا العالم المحبب للجمهور خصوصًا الشباب والأطفال، رغم أهميته الشديدة باعتباره يشكّل جزءًا كبيرًا من وعي المشاهد، الذي يجد على شاشة السينما أن نموذج البطل الأمريكي هو القادر على حل أي مشكلة والحامي للكوكب، حتى ظهرت مؤخرًا محاولات جادة من هوليوود الشرق لإصدار أفلام بشخصيات أبطال خارقين مصرية خالصة.

أحمد فهمي في مسلسل الرجل العناب
الرجل العناب

أحدث هذه الأعمال التي تم الإعلان عنها، فيلم للممثل أحمد فهمي بعنوان "الرجل العناب"، الذي ظهرت فكرته منذ نحو 10 سنوات، بعد النجاح الكبير الذي حققه مسلسل تلفزيوني يحمل الاسم نفسه من بطولة الثلاثي أحمد فهمي وهشام ماجد وشيكو- قبل انفصالهم فنيًا- ودارت أحداثه حول شاب مهووس بالتجارب العلمية يكتشف مصادفة تركيبة سحرية تحوله إلى بطل خارق يقدم يد المساعدة لكل من يحتاج إليها.

وتسعى الشركة المنتجة إلى الاستعانة بتقنيات جرافيك حديثة وعناصر خبرة في هذا المجال حتى يخرج بشكل جيد، خصوصًا أن شخصية "الرجل العناب" تعلّق بها الجمهور منذ تقديمها بالمسلسل الصادر عام 2013، إذ استطاع المسلسل الكوميدي الخيالي أن يخلق لنفسه قاعدة جماهيرية، حاول وقتها صنّاع العمل الاستفادة من هذا النجاح وإنتاج فيلم سينمائي، استكمالًا للشخصية خصوصًا أن هذا كان هدفهم منذ البداية لكن التوفيق لم يحالفهم.

ويعود أحمد فهمي بعد سنوات عدة ويجهز لارتداء زي الشخصية المميز بإحدى درجات اللون البنفسجي، إذ كشف مساء اليوم، عن أنه تعاقد بالفعل على تقديم الشخصية مرة أخرى في فيلم، مؤكدًا أنه أول سوبر هيرو مصري يتم تقديمه سينمائيًا، ومن المقرر أن يتم تصوير بعض مشاهده في إحدى الدول الأوروبية.

ووسط تأكيدات أن السينما المصرية قادرة على أن تدخل عالم الأبطال الخارقين الذي تسيطر عليه شركة مارفل العالمية، أعلنت شركة "سينرجي فيلمز" إنتاجها سلسلة أفلام عن "السوبر هيرو" تنافس الإنتاجات العالمية المماثلة، مُستعينة بأحدث طرق التصوير وتقنيات الجرافيكس.

وأشار منشور لشركة سينرجي فيلمز، عبر حسابها على موقع "فيس بوك"، إلى أنه في ظل التطور السينمائي العالمي الهائل، قررنا إنتاج أول سلسة لأفلام الـ"Super hero"، مما يعد تقديمًا لأول بطل عربي خارق في السينما العربية، ودون تفاصيل أكثر أعلنت الشركة أنه سيقدم الفيلم فنان قريب لقلوب الأطفال والأسرة العربية، ويتمتع بخفة ظل فائقة.

مي القلماوي في شخصية ليلى الفولي من مسلسل moon knight
ليلى الفولي

هذه المشروعات السينمائية التي يتم التجهيز لها، سبقها نجاح كبير حققه المخرج المصري محمد دياب، في تقديم أول شخصية بطلة خارقة مصرية، من خلال مسلسل Moon knight أو "فارس الظلام"، في أول حضور لمخرج مصري، وتعاون مع شركة مارفل، ونالت شخصية "ليلى الفولي" التي جسدتها مي القلماوي إعجاب قطاع عريض من الجمهور المُتابع للمسلسل.

لدى محمد دياب خطط فنية مستقبلية للاستفادة من نجاح شخصية ليلى الفولي في أعمال أخرى، فالفتاة ذات الملامح المصرية والشعر المجعد غير المهندم "كيرلي" قد تعود مرة أخرى في عمل فني يحلم به المخرج المصري.

عمرو سعد
الغربان

استمرارًا لسعي السينما المصرية لطرح نماذج عدة للأبطال الخارقين، كشف عمرو سعد في وقت سابق، عن تجسيده لشخصية بطل خارق في فيلم بعنوان "الغربان"، تدور أحداثه بفترة الأربعينيات في أثناء الحرب العالمية الثانية، وانتشرت صور له من الفيلم رفقة الممثلة أسماء أبو اليزيد.

الفنان فؤاد المهندس في شخصية فرافيرو

فرافيرو وعالم نيازي مصطفى

وفي أرشيف السينما المصرية نجد نماذج نادرة لشخصيات الأبطال الخارقين، أبرزها شخصية "فرافيرو" التي جسدها فؤاد المهندس بالفيلم الكوميدي "العتبة جزاز"، رفقة شويكار، الصادر عام 1969، ومن إخراج نيازي مصطفى، لكنها كانت مستوحاة من شخصية الرسوم المتحركة الأمريكية Mighty Mouse، التي انطلقت في أربعينيات القرن الماضي، لكن ظهرت بطابع مصري، إذ إن القوة الخارقة تأتيه عندما يسمع إحدى الأغاني الشعبية الشهيرة.

مخرج الفيلم نيازي مصطفى كان شديد الولع بعالم قريب للغاية من نماذج الأبطال الخارقين، لتكون له مساهمات كثيرة لتقديمهم في السينما المصرية، غلبت عليها الطابع الكوميدي، الأمر الذي نلاحظه في أفلام منها "سر طاقية الإخفاء" بطولة عبد المنعم إبراهيم، الذي جسد فيه دور صحفي تقوده الصدفة للعثور على "طاقية" تجعله غير مرئي ليحقق انتصار مهني لافت، لنرى المخرج أيضًا يلجأ لفكرة مشابهة في شريطه السينمائي "أونكل زيزو حبيبي" بطولة محمد صبحي، إذ جسد الأخير دور شاب مهزوز نفسيًا يتناول عقارًا يجعله يتمتع بقوة خارقة.

بل إن نيازي مصطفى قدم مع فؤاد المهندس أيضًا فيلمًا يقترب من منطقة البطل الخارق في فيلم بعنوان "أخطر رجل في العالم" عام 1967، لكنها بقيت محاولات قُدمت في إطار كوميدي ساخر، لم ترتقِ لتصبح مشروعًا لترسيخ فكرة بطل خارق مصري على غرار ما تفعله هوليوود.