في الوقت الذي لقي فيه أكثر من 36 ألف شخص في الزلزال حتفهم حتى الآن، وفي حين احتلت العديد من الصور ومقاطع الفيديو التي تعكس الدمار الكبير الناجم عن الزلزال الذي عصف بتركيا، مواقع التواصل الاجتماعي، أثارت صورة لمبنى في مدينة كهرمان مرعش والتي تعد مركز الزلزال الدهشة، إذ ظهر المبنى سليمًا قائمًا في وسط تخلله الدمار.
وفي الوقت الذي تتواصل فيه عمليات القبض على العشرات من مقاولي البناء بتهمة عيوب البناء وأعمال قطع الأعمدة، حيث تبين وجود خلل في المباني التي أقاموها والتي أصبحت حطامًا بعد الزلزال؛ ظهر مبنى سكني في مدينة كهرمان مرعش قائمًا سليما لم يتضرر بالزلزال، ووصل الأمر أنه حتى تلك المنتجات المصنوعة من الزجاج لم تنقلب في المتجر الموجود بالمبنى حيث يتم بيع أدوات المطبخ.
ففي الكارثة التي دمرت فيها آلاف المباني بعد زلزالين كبيرين، لوحظ أنه لم تسقط حتى ألواح الخزف والأطباق المصنوعة من البورسلين من على الأرفف ولم تُكسر أدوات المطبخ الزجاجية الصنع، ما آثار التساؤلات حول ذلك المبنى وسبب عدم انهياره.
البناء الصلب والبنية السليمة سبب عدم انهيار المبنى
صرح مقاول البناء أكين أونجول، خلال حديثه مع CNN في نسختها الناطقة بالتركية، " لحسن الحظ، يقع المبنى في منطقة لا تعد من المناطق العليا في كهرمان مرعش، ولم يقع أي ضرر جسيم لمبانينا، ويرجع سبب عدم انهيار المبنى إلى البناء الصلب، فعلنا ما يجب القيام به في مرحلة تأسيسه، فهذه الوظيفة هي عمل جماعي، ففي مجالنا نقوم بعملنا بالمشاركة والتشاور مع المهندس المدني والمهندس المعماري.
وأكمل أونجول: "بدأ نظام فحص المباني في عام 2014، وقبل هذا التاريخ كنا نفعل ذلك بأنفسنا، فإذا علمنا أن هناك مشكلة في الشركة التي اشترينا منها الحديد أو الخرسانة، كنا نتخذ على الفور تدابيرنا وفقا لذلك، إنه عمل جماعي كامل، إذ يتم رسم المبنى أكثر من مرة وجميعها يتم مناقشتها ودراستها.
البناء الخاطئ هو الذي يقتل وليس الزلزال
وقال أونجول: أهم شيء في البناء هو أساسه الخام، ولا سيما السقالات الخشنة، إذ يمكنك تغيير خلفية الأثاث، ولا يمكنك تغيير مكان عمود المبنى، الأهم هو السقالات الخشنة ألمنا كبير من أجل هولاء الأشخاص الذين فقدوا أرواحهم جراء الزلزال، وأضاف: "آمل أن يوضع أساس جميع المباني وفقًا للقواعد، فالبناء الخاطئ هو الذي يقتل وليس الزلازل".