بينما تتواصل حتى الآن جهود البحث والإنقاذ في المناطق المتضررة من الزلازل في كهرمان مرعش والمقاطعات الأخرى المتضررة، وفي حين استطاع رجال الإنقاذ إخراج عدة أشخاص من بينهم أطفال على قيد الحياة من بين أنقاض المباني المنهارة اليوم الاثنين، يأتي الوقت ليعكر صفوة تلك الجهود، ويتسبب في تضاؤل آمال العثور على مزيد من الناجين، ويفتح الباب لتقليص عدد العمليات، وذلك بعد أن تسببت درجات الحرارة المنخفضة في تضاؤل فرص النجاة بعد مرور أسبوع على وقوع أسوأ زلزال في تاريخ تركيا الحديث.
وفي حين تضاعفت الجهود من أجل العثور على ناجين تحت الأنقاض، لم تغفل تركيا والمجتمع الدولي عن هؤلاء الناجين الذين فقدوا منازلهم وأصبحوا بلا مأوى جراء ذلك الزلزال المدمر، فعلى الصعيد الدولي، تلقى الناجون الدعم من بلدان عديدة، كان آخرها إعلان البيت الأبيض اليوم الاثنين، أن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم أي وكل مساعدة لضحايا الزلزال في تركيا وسوريا.
ولا تزال تركيا تكثف جهودها لمساعدة هؤلاء الضحايا منكوبي الزلزال، وتستمر في سعيها في محاولات لالتئام جروح الناجين من هذه الكارثة، ففتحت الدولة مراكز الإيواء، ووفرت وسائل لنقلهم إلى تلك المناطق الآمنة البعيدة عن كهرمان مرعش مركز الزلزال والمقاطعات المتضررة، كما وفرت الاحتياجات الأساسية من الطعام والماء، ووعدت بإعادة بناء المباني التي أصبحت حطام في غضون عام، حسبما صرّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
محطة إسكندرون مركز إيواء لمنكوبي الزلزال
وفي محاولة من الدولة لإيواء منكوبي الزلزال، ولو بشكل مؤقت حتى انتهاء جهود البحث والإنقاذ، تم فتح قطارين في محطة إسكندرون لإيواء وتلبية احتياجات الضحايا من المأوى والغذاء، إذ يتم إيواء المواطنين في قطارين بمدينة إسكندرون بسعة 1100 شخص، يتألفان من 16 عربة ينتشران في محطة إسكندرون، ويتم تقديم ثلاث وجبات في اليوم لضحايا الزلزال المقيمين في القطارات.
قاطنو قطار إسكندرون: تعرضنا لزلزال لن ننساه بحياتنا
وسردت مواطنة تُدعى نيدا كرهان، بالغة من العمر 50 عامًا، وتقيم في قطار محطة إسكندرون مع عائلتها المكونة من 5 أفراد، في حديثها مع وكالة الأناضول التركية، اللحظات المريرة التي عاشتها خلال الزلزال، وقالت كاراهان: "استيقظنا على صدمة كبيرة وشعرنا بالزلزال بشدة، لقد مررت بأشياء لم أستطع حتى تخيلها، وأصبحنا بلا مأوى، إذ صار منزلنا متهالكًا ولا يمكننا الدخول إليه"، وأضافت كاراهان: بدأنا في الاحتماء بالقطار بعد الزلزال وسمحت لنا الدولة بذلك فأصبحت عربات القطارات بيتنا".
وقال مواطن آخر يدعى محمود هارون ألكان، 42 عامًا، يوجد على متن القطار مع 8 أفراد من عائلته، إنهم تعرضوا لزلزال لن ينسوه أبدًا بقية حياتهم، وأضاف ألكان: "أصبحنا هنا كعائلة جنودنا يحضرون لنا الطعام والملابس".