خلال احتفال القاهرة بعيدها الألفي عام 1969، تم تدشين أول معرض دولي للكتاب، الذي يقام خلال كل إجازة نصف العام الدراسي في الأسبوع الأخير من شهر يناير، بمركز مصر للمعارض الدولية بمدينة القاهرة، وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذا المؤتمر يحضره نحو مليوني زائر كل عام، وتبلغ مبيعاته من الكتب آلاف النسخ، فيما يتضمن تنفيذ العديد من الأنشطة الثقافية والفنية، كما جرت عادة المعرض اختيار دولة ضيف شرف وشخصية للعام، فضلاً عن اختيار شخصية لأدب الطفل.
وفي نسخته الـ54 التي أقيمت خلال الفترة (26 يناير - 6 فبراير) 2023، تم اختيار المملكة الأردنية الهاشمية لتكون ضيف شرف للمعرض، كما تم اختيار الشاعر والكاتب الراحل صلاح جاهين، كشخصية المعرض، فيما جاء الكاتب والأديب كامل كيلاني كشخصية معرض الطفل؛ وذلك لما قدمه من إسهامات في أدب الطفل، ليس فقط في مصر وحدها بل على امتداد الوطن العربي.
وفي ضوء التغيرات الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها العالم، خلال السنوات الأخيرة، والتي لا شك قد أثرت على مصر ودول العالم، والتي من أبرزها ارتفاع أسعار جميع السلع، ومن بينها أسعار مستلزمات صناعة الكتب العالمية. وانطلاقًا مما سبق، سيتناول هذا التحليل الإجابة عن السؤال التالي، وهو: ما المكتسبات الاقتصادية المتمخضة عن معرض القاهرة للكتاب 2023؟
أبعاد متعددة:
تزامنت الدورة الـ54 من معرض الكتاب مع العديد من الأبعاد التي يتمثل أبرزها فيما يلي:
(*) زخم صناعة الثقافة في مصر: تشهد الصناعات الثقافية في مصر زخمًا كبيرًا خلال الفترة الأخيرة، وذلك على جميع الأصعدة، ولا سيما ما يخص إنتاج الأعمال الأدبية والفكرية من كل السلاسل، إلى جانب الفعاليات ومعارض الكتب المحلية التي أقامتها الهيئة المصرية العامة للكتاب بالمحافظات، والمعارض الخارجية التي شاركت فيها الهيئة بدول العالم المختلفة، والتي حققت فيها صدى كبيرًا ونجاحات بارزة من خلال إصداراتها، التي تم ترجمة البعض منها إلى لغات مختلفة ضمن مشروع الترجمة العكسية، فقد حقق عدد الكتب والكتيبات المؤلفة والمترجمة عام 2021 ارتفاعًا بنسبة بلغت 3.1%؛ حيث سجل 1884 كتابًا وكتيبًا، مقابل 1827 عام 2020، فيما حققت الكتيبات المؤلفة والمترجمة عام 2021 وحدها ارتفاعًا بنسبة بلغت 51.1%؛ حيث سجلت 263 كتيبًا مقابل 174 عام 2020.
فيما سجلت عدد الكتب والكتيبات المودعة إيداعًا قانونيًا بدار الكتب والوثائق القومية عام 2021 نحو 14 ألفًا، مقابل 13 ألفًا عام 2020 بنسبة ارتفاع بلغت 7.7%. كما ارتفع عدد نسخ الكتب والكتيبات المودعة إيداعًا قانونيًا بدار الكتب والوثائق القومية عام 2021 بنسبة بلغت 9.4%؛ حيث سجل 70 ألف نسخة مقابل 64 ألفًا عام 2020.
وفيما يخص المكتبات، فقد سجلت إجمالي عدد المكتبات عام 2021 نحو 1403 مكتبة مقابل 1353 عام 2020، بنسبة ارتفاع بلغت 3.7%؛ حيث حققت كل من المكتبات العامة والمكتبات الجامعية ارتفاعًا بنسبة 9.7%، و5.9% على التوالي خلال الفترة ذاتها، هذا وقد حققت عدد مقتنيات المكتبات ارتفاعًا إجماليًا بنسبة 12.7% عام 2021؛ الذي سجلت فيه 12.8 مليون كتاب وكتيب، مقارنة بعام 2020؛ الذي سجلت فيه نحو 11.4 مليون كتاب وكتيب، كما ارتفعت عدد مقتنيات المكتبات العامة والمكتبات الجامعية بنسبة 5.4%، و17.2% على التوالي خلال الفترة ذاتها. أما على مستوى المكتبات المتخصصة، فعلى الرغم من انخفاض عددها بنسبة بلغت 4.8% عام 2021؛ حيث سجلت 375 مكتبة مقابل 394 عام 2020، بيد أن مقتنياتها ارتفعت بنسبة بلغت 8.6% خلال الفترة ذاتها.
(*) مؤشرات إيجابية بالمعارض السابقة: حقق معرض القاهرة الدولي للكتاب خلال الدورة 53 عام 2022 العديد من المكاسب؛ والتي تميزت على الأصعدة كافة، سواء في إطلاق مشروعات ومبادرات وتقنيات رقمية مستحدثة لاقت تفاعلًا غير مسبوق من رواد المعرض بشتى تنويعاتهم، أو من خلال حالة التنظيم التي تليق بمكانة وريادة مصر الثقافية وحضارتها العريقة. ومن أبرز المؤشرات الإيجابية التي تحققت خلال فعاليات الدورة، أن عدد رواد المعرض بلغ أكثر من مليوني زائر، مقابل 1.7 مليون زائر خلال دورة عام 2021. فيما حققت الانطلاقة الثانية للمنصة الرقمية للمعرض خلال 2022، مؤشرات إيجابية أيضًا؛ فقد بلغ عدد مشاهدات الكتب على المنصة للهيئات ودور النشر المشاركة في المعرض نحو 2.5 مليون مشاهدة، مقابل 1.5 مليون مشاهدة خلال دورة عام 2021، كما سجلت المنصة أكثر من 128 مليون زيارة، كما بلغ عدد الزائرين المسجلين عليها قرابة مليون زائر، وبلغت عدد الجولات الافتراضية للمعرض أكثر من 102 ألف جولة.
بالإضافة لذلك فقد بلغت مبيعات الكتب إلكترونيًا على المنصة 369 كتابًا رقميًا، و58 كتابًا ورقيًا، وبلغ عدد مرات شراء برنامج موسوعة مصر القديمة 6 مرات، وبلغ عدد طلبات الشحن للكتب من المنصة نحو 364 طلبًا، فيما جاءت تلك الطلبات من نحو 15 محافظة.
هذا وقد حققت مبادرة "ثقافتك كتابك"؛ التي تصدرت قائمة الأعلى رواجًا في الدورة الـ53، نجاحًا مميزًا، وذلك للدورة الثانية على التوالي، حيث بلغت مبيعاتها ما يقرب من 143 ألف نسخة شملت الكثير من العناوين. وتنوعت البرامج الثقافية والفنية خلال الدورة الـ54 من المعرض، فقد بلغ عدد الأنشطة الثقافية 317 فعالية، تنوعت بين مؤتمرات ولقاءات وندوات استضافت قامات ورموز إبداعية في جميع مناحي الثقافة والفنون سواء على المستوى الأكاديمي أو المهني، كما بلغ عدد الأنشطة الفنية 167 فعالية، تنوعت بين العزف على الآلات الموسيقية، وغناء، وإنشاد ديني، وفنون شعبية، وإلقاء الشِعر إلى جانب فقرات السيرك القومي، والساحر، والأراجوز وغيرها.
(*) حدث ثقافي دولي متزامن: في زيارة هي الثانية بعد توقف دام أكثر من 12 عامًا، وصلت سفينة لوجوس هوب Logos Hope، التي تديرها مجموعة GBA الألمانية غير الربحية، والتي تعد معرضًا عائمًا للكتاب في العالم، إلى ميناء "بورسعيد السياحي" في 4 يناير 2023، لتغادر يوم 23 من الشهر نفسه، أي قبل انطلاق المعرض بنحو 3 أيام فقط، هذا وقد استقطب أكبر معرض للكتاب العائم في العالم 65 ألف زائر في مصر، فيما كانت قد استقبلت أكثر من 49 مليون زائر على متنها حول العالم خلال 13 عامًا؛ حيث زارت السفينة أكثر من 480 ميناء في أكثر من 150 دولة، وتجدر الإشارة هنا إلى أن السفينة؛ التي تحتوي على أكثر من 50000 عنوان، لديها نظام معادلة بالوحدات لتسعير الكتب عند الانتقال إلى بلد وعملة مختلفة؛ ففي مصر مثلًا الـ 100 وحدة تساوي 60 جنيهًا مصريًا (أي 2.03 دولار)، فيما خصصت السفينة مجموعة ضخمة من الكتب المتاحة بنحو 100 وحدة، في حين أن متوسط السعر يتراوح بين 100 و400 وحدة، أو ما يعادل 60 إلى 240 جنيهًا، هذا وقد تم تحديد رسوم الصعود إلى السفينة والانضمام إلى أنشطتها بنحو 5 جنيهات (أي 0.17 دولار)، مع إعفاء ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال الذين تقل أعمارهم عن 13 عامًا.
(*) ارتفاع عالمي لتكاليف صناعة الكتب: لا يمكن لأي صناعة حول العالم أن تكون غير مبالية بالتكاليف، ولكن في الاقتصاد الإبداعي؛ ولا سيما نشر الكتب، تكون تكاليف المدخلات مرتفعة للغاية؛ إذ إن هوامش الربح ضئيلة، لذلك قد تتأثر بصورة أكبر من أي صناعة أخرى عند ارتفاع التكاليف، فقد شهدت تكاليف صناعة الكتب، التي تعد جزءًا من الاقتصاد الإبداعي، ارتفاعًا عالميًا كبيرًا بعد جائحة كوفيد-19 والأزمة الأوكرانية، فقد أشار العديد من الناشرين إلى أن تكلفة الكتب في معرض إكوشي للكتاب؛ الذي يعد معرض الكتاب الوطني في بنجلاديش؛ والذي يتزامن سنويًا مع معرض القاهرة؛ حيث يعقد في بداية شهر فبراير من كل عام، سترتفع بنسبة 20-30%على الأقل هذا العام؛ بسبب الارتفاع الهائل في أسعار الورق، وفي مصر؛ سجل سعر الطن من الورق حاليًا نحو 90 ألف جنيه، مقارنة بنحو 18 ألف جنيه خلال معرض الكتاب في نسخته الماضية.
سياسات مستحدثة:
بالرغم من ارتفاع الأسعار، التي يعاني منها صانعو الكتب حول العالم، شهد معرض القاهرة للكتاب هذا العام العديد من السياسات المستحدثة، والتي أبرزها ما يلي:
(*) خصومات متعددة وأسعار في متناول الجميع: أعلن سعيد عبده رئيس اتحاد الناشرين المصريين، أن معرض القاهرة الدولى للكتاب في دورته الـ54، على الرغم من ارتفاع الأسعار، حمل العديد من المفاجآت، ومن أبرزها خصومات تبدأ من 20٪ وتصل 80٪، فيما توفرت مجموعة كبيرة من الكتب بأسعار مخفضة تبدأ من جنيهين وتصل 20 جنيهًا؛ حيث أكد الدكتور أحمد بهي الدين رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، أن أجنحة وزارة الثقافة وهيئة الكتاب ستضم كتبًا متنوعة بأسعار مخفضة أعلاها 20 جنيهًا، هذا ولم يغفل المعرض هذا العام ذوي الاحتياجات الخاصة، فقد خصص المعرض خصومات لهم وصلت 30%، كما قدم المعرض الدعم الكامل لحملة "قادرون باختلاف" التي أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ليكون دخول ذوي الهمم وذويهم إلى المعرض مجانًا، مع تقديم العديد من الخصومات لهم.
(*) تقسيط على 9 أشهر: في إطار مواجهة زيادة أسعار الكتب، وارتفاع أسعار الورق والأحبار والطباعة، ولإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد ممكن لزيارة معرض الكتاب؛ للاستفادة من أنشطته الثقافية، فقد تم طرح -لأول مرة بالمعرض- خدمة شراء الكتب بالتقسيط، إذ اتفقت جمعية الناشرين المصريين مع بنك مصر على تقديم خدمة بيع الكتب بالتقسيط خلال معرض 2023، وتقوم الاتفاقية على أساس توزيع ماكينات فيزا على الناشرين، مع إمكانية التقسيط للعملاء (مشترو الكتب) حتى 9 أشهر، بدون رسوم فتح حساب وبنسبة 1.5% على المبيعات.
(*) خاصية الميتافيرس: في إطار تعزيز التحول الرقمي والتكنولوجي، فقد تم تفعيل خاصية الميتافيرس لأول مرة بمنصة معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023، حيث تم إتاحة خاصية التجول الافتراضي داخل المعرض، وتصفح الكتب التي تقدمها دور النشر المختلفة، فضلًا عن إمكانية متابعة جميع الفعاليات التي يقدمها المعرض سواء الثقافية أو الفنية، وذلك من خلال البث المباشر، مع استمرار تقديم الخدمات التكنولوجية التي تم تقديمها خلال المعرض السابق، فقد تم تخصيص منصة للبيع الإلكتروني لجميع الإصدارات الخاصة للهيئة ودور النشر المشتركة بالمعرض، بالإضافة إلى تفعيل خدمة التوصيل إلى بعض المحافظات.
مكتسبات المعرض:
حققت صناعة الكتب العديد من المكاسب من خلال معرض الكتاب هذا العام، ويمكن تناول أبرزها كما يلي:
(*) إيرادات كبيرة: أشار بيان المكتب الإعلامي لوزارة الثقافة، إلى أن معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الـ54 شهد إقبالاً جماهيرًا كبيرًا؛ حيث بلغ إجمالي زوار المعرض خلال 12 يومًا من الفعاليات المتنوعة؛ نحو 3.6 مليون زائر؛ وهو بذلك يمثل أكبر عدد زوار منذ انتقال المعرض لمقره الجديد بأرض المعارض الدولية بالتجمع الخامس، وفي ضوء تحديد سعر تذكرة الدخول بمبلغ 5 جنيهات، فإن المعرض قد حصد أكثر من 18 مليون جنيه من رسوم دخول الزوار.
(*) مبيعات غير مسبوقة: أعلنت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة المصرية، أن الوزارة حققت مبيعات غير مسبوقة، خلال المعرض الـ54، حيث بلغ إجمالي مبيعات قطاعات الوزارة المختلفة ما يقرب من 500 ألف نسخة، موزعة إلى؛ ما يقرب من 180 ألف نسخة من مبيعات جناح الهيئة المصرية العامة للكتاب، بما يمثل نحو 41.7% من إجمالي مبيعات الوزارة، كما بلغت مبيعات مبادرة "الثقافة والفن للجميع"،أكثر من 137 ألف نسخة، وبذلك قد استحوذت مجمل مبيعات الهيئة المصرية العامة للكتاب على نحو 73.5% من إجمالي مبيعات الوزارة، فيما تلتها مبيعات الهيئة العامة لقصور الثقافة، بنحو 75 ألف نسخة، بما يمثل 17.4% من إجمالي مبيعات الوزارة، كل ذلك قد عكس وعيًا حضاريًا لدى المصريين بقيمة وأهمية القراءة.
(*) المساهمة في خفض البطالة وفرصة لتدريب الشباب: تسهم صناعة الكتب في مصر؛ والتي يندرج تحتها معرض القاهرة للكتاب، في خفض البطالة، حيث يعمل نحو 13.7 ألف مشتغل في 46 مطبعة للكتب، وذلك داخل 8 محافظات على مستوى الجمهورية، هذا وعلى الرغم من تركز معظم تلك المطابع في محافظة القاهرة التي تحتوي على 29 مطبعة يعمل بها 10.1 ألف مشتغل، بيد أن خطة وزارة الثقافة قد تسهم في زيادة عدد المشتغلين في قطاع صناعة الكتب، مع التوزيع الجغرافي المتوازن على جميع محافظات الجمهورية؛ حيث تتمثل الخطة في تفعيل استراتيجية الدولة التنموية، الرامية لترسيخ الهوية المصرية، والحفاظ على موروثاتها الثقافية والفنية المتنوعة من خلال قطاعاتها المتعددة، إذ لا تقوم هذه الاستراتيجية على صعيد تحديث وتطوير وإنشاء البنية التحتية للمؤسسات الثقافية فحسب، بل تمتد في الأساس لتشمل حشد الجهود إزاء تطوير المحتوى والمنتج الثقافي وإتاحته لجميع الفئات المجتمعية، وتحقيق العدالة الثقافية.
ليس هذا فحسب، فإن المعرض هذا العام فتح باب التطوع للشباب، وذلك للمشاركة في الأعمال الخدمية والإشراف على معرض القاهرة الدولي للكتاب بالمعرض، الأمر الذي قد يسهم في إدماج الجيل الجديد من الشباب في العملية الثقافية، كما قد يكسبهم الخبرة اللازمة للالتحاق بالوظائف المناسبة في المستقبل القريب؛ حيث تم فتح باب التطوع في مجالات: (الإعلام؛ تصوير ومونتاج وسوشيال ميديا وتسويق إلكتروني، صحافة وإعداد تقارير، فنانين، رسامين وخطاطين ومدربين، منظمين؛ فعاليات وإرشاد وتوجيه)، ما يزيد من تأهيلهم لأسواق العمل.
(*) تنشيط السياحة الداخلية: استقبل المعرض بدورته الـ54، نحو أكثر من 300 رحلة متنوعة من قرى ومحافظات مصر، ما يمثل تنشيطًا للسياحة الداخلية؛ حيث بلغ إجمالي عدد الأفراد الوافدين إلى المعرض في هذه الرحلات 21.5 ألف فرد، من 200 جهة متنوعة، من قرى ومحافظات مصر بأقاليمها المختلفة، وانقسمت تلك الرحلات إلى (جامعية، ومدرسية، وأندية شباب، وجمعيات أهلية، ومؤسسات مجتمع مدني، وغيرهم)، هذا وقد عملت إدارة معرض القاهرة على تيسير تلك الرحلات؛ حيث تم التنسيق لها إلكترونيًا من خلال رقم الواتس آب المخصص للمعرض من قبل الهيئة، أو بالتواصل المباشر مع المسئولين عن الرحلات بالمعرض، فيما اهتمت إدارة معرض القاهرة بتلك الرحلات؛ إذ خصصت فريق عمل لاستقبالها بشكل يومي، ومرافقتهم في جولاتهم بالمعرض.
(*) بداية لمعارض متعددة عام 2023: مثّل معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته الـ54، بداية انطلاق معارض متعددة للكتب خلال عام 2023 وذلك على مستوى الجمهورية، فقد أعلنت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، خلال اليوم الختامي للمعرض، أن الفترة المقبلة ستشهد إقامة عدد من معارض الكتب بعدد من المحافظات والمدن، كما سيتم افتتاح عدد من منافذ البيع لإصدارات وزارة الثقافة بعدد من المدن التي لا يوجد بها منافذ لبيع الكتب.
وختامًا؛ فإن معرض القاهرة للكتاب في نسخته الـ54 عام 2023، حقق الكثير من المكتسبات الاقتصادية المتميزة والتي يمكن اعتبار أنها غير مسبوقة، لذلك فإنه من المرجح أن تعكف إدارة المعرض على التجهيز للمعرض المقبل في نسخته الـ55 من الآن؛ لا سيما وأن المكتسبات العظيمة المتحققة هذا العام ستعطيهم على الأرجح دفعة قوية للعمل الدؤوب، لتحقيق المزيد من المكتسبات خلال المعرض المقبل، وما قد يعزز من تلك الفرضية أن "هيلدا كليمتسدال" سفيرة النرويج، أكدت أن بلادها؛ التي قد تسلمت في اليوم الأخير للمعرض راية ضيف شرف المعرض المقبل؛ ستبدأ من الآن في الإعداد لمشاركة مميزة في الدورة المقبلة، الأمر الذي قد يحفز الجميع على العمل المبكر من أجل نسخة جديدة أكثر تميزًا خلال العام المقبل.