وجه يحمل براءة الأطفال، وقبول يسكن القلوب، حينما يطل على الشاشة تعلو الضحكات، ومهما أعيدت أعماله يستقبلها المشاهد بنفس الشغف والحب كما رآها أول مرة، إنه النجم علاء ولى الدين الذي غيّبه الموت في مثل هذا اليوم، دون أن يستكمل مشروعاته الفنية التي طالما سعي لتحقيقها، ورغم مشواره الفني القصير إلا أن أعماله لاتزال باقية مع الجمهور، سواء التي لعب فيها دور البطولة، أو البدايات التي قدّم خلالها أدوارًا ثانوية رفقة عدد من كبار النجوم، مثل الفنان عادل إمام.
علاء ولى الدين الذي ولد في 11 أغسطس عام 1963، أحب التمثيل منذ الصغر وارتبط بهذا العالم من خلال والده الذي عمل ممثلًا، إذ يقول: "كان والدي يعشق التمثيل، وكنت أذهب معه إلى الإذاعة ولوكيشن التصوير، وفي هذا الوقت تعلقت منذ الصغر بالفنان سعيد صالح الذي كان صديقًا مقربًا من والدي، وكان يأتي إلينا باستمرار، وارتبطت بالزعيم عادل إمام، وصلاح السعدني وغيرهم من النجوم الذين حمّسوني لأن أكون أحد صنّاع عالم الفن".
فشل ونجاح
لم يكتف علاء ولى الدين بالدراسة العملية للفن من خلال مرافقته لوالده، لكنه قرر أن يعزز الموهبة بالدراسة الأكاديمية بعد أن التحق بمعهد الفنون المسرحية لدراسة ما يُحب، ومع أول تجربة قدمها علاء ولى الدين في السينما فشلت فشلًا ذريعًا، ويقول في لقاء تلفزيوني: "شاركت في فيلم يحمل اسم ابتسامة في عيون حزينة"، ويكمل ضاحكًا "لم يستمر العمل ساعتين في السينما"، وهو بطولة وفاء سالم ومحمد الحلو، وعلى الرغم من فشل تلك التجربة إلا أن علاء لم ييأس واستمر في مشواره باحثًا عن فرصة وأمل.
لم يتوقف سعي علاء ولي الدين في عدد من الأعمال التي استطاع أن يثبت فيها موهبته الفنية، وخطف فيها أنظار الجمهور إليه بحضوره وبراءته حتى ولو ظهر بمشهد واحد، ومن بين تلك الأعمال "سمكة وأربع قروش، النوم في العسل، بخيت وعديله 1 و2، المنسي"، وغيرها.
المشاغبين الثلاثة
كوّن علاء ولى الدين ومحمد هنيدي وأشرف عبد الباقي ثلاثي أطلق عليه "المشاغبين الثلاثة"، سنهم متقارب، موهبتهم طاغية، ودربهم واحد، لينطلقوا سويًا ويشارك بعضهم في عدد من الأعمال الشبابية في ذلك الوقت التي حققت نجاحًا كبيرًا، وساهمت في ارتفاع أرصدتهم عند الناس، من أشهرهم فيلم "حلق حوش".
مرحلة جديدة
انتقل علاء ولى الدين إلى مرحلة جديدة من النجومية وأصبح بطلًا في أعماله، وقدّم عددًا من الأفلام من بينها فيلم "الناظر" الذي مازال باقيًا إلى الآن ويعد أحد أشهر أعمال السينما المصرية، و"عبود على الحدود"، و"ابن عز" وغيرها من الأعمال التي قدمت نجمًا تشبعت موهبته في سن صغيرة، وكان راضيًا دائمًا عما يقدمه، ويقول في لقاء تلفزيوني: "أنا سينمائيًا راضٍ عن نفسي وطموحي كبير جدًا لا يتوقف، وأحب أن أنوه أن السينما لا تصنف كشبابية أو غيرها بل هي أداة مفتوحة لكل الأعمار".
تألق علاء ولى الدين لم يتوقف عند السينما فحسب، لكنه امتد إلى المسرح، إذ قدّم عددًا من المسرحيات الشهيرة التي حققت نجاحًا كبيرًا من بينهم "حكيم عيون، وألابندا" وغيرهما، كما تواجد أيضًا في التلفزيون من خلال "أنت عامل ايه، والعائلة، المسلسل السعودي طاش ما طاش - الجزء الأول" وغيرها.
جوائز
كان علاء وأصدقاؤه دائمي البحث عن تقديم لغة سينمائية جديدة في أعمالهم، وهي الجملة التي أكد عليها وقت تسلمه شهادة تقدير من مهرجان الإسكندرية السينمائي على فيلم "رومانتيكا"، مشيرًا إلى أن الجوائز مهمة وتعطيهم دفعة معنوية، لكن الأهم أن يصلوا إلى الناس ويحققون ما يريدون.
نجوم الزمن الجميل
لم تكتف موهبة علاء ولى الدين على التمثيل فقط، بل كان مشهورًا بين زملائه بتقليد نجوم الزمن الجميل، وكان يتخذ هذا الأمر كهواية، ومن بين النجوم الذين قام بتقليدهم محمود المليجي وكمال الشناوي وحسين رياض وحسن البارودي.
تقبل النقد
الإعلامي الراحل مفيد فوزي أطلق على علاء ولى الدين لقب "دبابة الكوميديا الإنسانية"، وأحب النجم الراحل هذا اللقب كثيرًا، ويحكي عن تعامله مع النقاد وتقبله لما يكتبونه قائلًا: "النقد لا يضايقني، وأتقبل النقد من أي شخص، ولكن لا أحب أن يصل الأمر لدرجة التجريح".
رحيل
وفي عز تألق علاء ولى الدين، وفي صباح مثل هذا اليوم، خيّم الحزن على عشاق هذه الموهبة الفذة التي رحلت عن عالمنا عن عمر ناهز التاسعة والثلاثين، تاركًا وراءه عملًا لم يكتمل، لكن بقيت أعمال ولى الدين موجودة بيننا، ويعاد حاليًا النظر في تقديم جزء ثان من فيلم الناظر بعد النجاح الكبير الذي حققه، ولا يزال بعد سنوات طويلة مرت على إنتاجه.