ـ لم أمثل فرنسا فقط في النهائي بل مصر أيضًا واخترت الظهور بقلادة فرعونية لأظهر حضارة بلدي
ـ صعاب كثيرة واجهتني قبل الحفل وفخورة بأن مصر حاضرة من خلال الفن
مُعبرة عن هويتها المصرية، وقفت مطربة السوبرانو فرح الديباني تغني النشيد الوطني الفرنسي في نهائي كأس العالم لكرة القدم 2022، في خطوة فنية تمثل الكثير بالنسبة لها، خصوصًا أنها في محفل عالمي يتابعه ملايين المواطنين على مستوى العالم، ليخلق شعورًا داخل كل مصري وعربي بالفخر الشديد.
كشفت فرح الديباني كواليس مشاركتها في الاحتفالية وأحاسيسها والصعوبات التي واجهتها في حوارها مع موقع "القاهرة الإخبارية"، إذ قالت إن الأمر جاء بالمصادفة البحتة، وكان مفاجأة بالنسبة لها دون ترتيب مسبق، إذ تلقت اتصالًا من الرئاسة الفرنسية قبل المباراة النهائية بوقت قصير يطلبوا منها غناء النشيد الوطني، وربما جاء التأخير لأنهم كانوا ينتظرون تأهل المنتخب للنهائي.
وعن مشاعرها التي سيطرت عليها لحظة الحفل قالت: "سيطرت عليّ مشاعر وأحاسيس عظيمة لحظة غنائي النشيد الفرنسي رفقة لاعبي المنتخب، وذلك لا يمنع أن الأمر كان صعبًا للغاية لأنه تم ترتيب كل التفاصيل في اللحظات الأخيرة وبشكل سريع وعاجل، حتى في الترتيب والتنسيق مع فيفا والجهات المعنية، إذ سافرت إلى قطر وعلى الفور دخلت على "البروفة" استعدادًا للحفل، واستغرقت مدة نصف ساعة وغنيت النشيد مرتين، وتدربت على الخطوات التي ستحدث في حفل الختام، ومنها تفاصيل تتعلق باتجاه خطواتي وموعد الغناء وأيضا الخروج من الملعب.
تضيف الديباني: هناك تفاصيل أخرى تتعلق باختيار الملابس، وأذكر أن مسؤول الفيفا طلب مني قبل الحفل أن أرتدي حذاء مناسبًا لأرضية الملعب وأن ابتعد عن الكعب العالي، لكن لم يكن معي حذاء مناسب، واستغرق الأمر وقتًا للحصول عليه.
رغم هذه الصعاب استمتعت فرح الديباني بالمغامرة، حسبما وصفت غنائها في كأس العالم، قائلة: تجربة ممتعة لن أنساها طوال حياتي وأنا فخورة جدًا بأن جاءت لي الفرصة للمشاركة في نهائي كأس العالم، وتمثيل فرنسا التي لعبت في النهائي ولكنني كنت أمثل بلدي مصر أيضاً في النهائي لأنني مصرية".
الهوية المصرية ظهرت واضحة على أزياء مطربة السوبرانو إذ قالت: "اخترت أن أظهر بشكل يعبر عن مصريتي مثل الأقراط التي جاءت على شكل زهرة اللوتس والعُقد على هيئة أجنحة إيزيس، حيث أردت أن أبرز تاريخ بلدي وثقافتنا، وكان شيئًا مهمًا جدًا بالنسبة لي، وكل هذه الأفكار جاءت لي في آخر لحظة".
لن يغادر ذاكرة فرح الديباني مشهد وقوفها لتغني في استاد لوسيل بقطر، ويتابعها جمهور لا حصر له، وعبّرت عن ذلك قائلة: "رأيت أمامي نحو 80 ألف مشجع في المدرجات، يسمعني ويغني ويتفاعل معي، بخلاف أن هناك ملايين حول العالم يشاهدونني من خلال التلفزيون، أنه أمر لا يتكرر، وخاصة بالنسبة لمغنية أوبرا، حيث لم يسبق أن وقفت أوبرالية لتغني النشيد الوطني في مناسبة مثل نهائي كأس العالم، إنها تجربة استثنائية لم تحدث نهائيًا من قبل في تاريخ كأس العالم ".
وعن تعليقها على تصدر اسمها محركات البحث على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي قالت: "كنت سعيدة للغاية وفخورة بأن مصر حاضرة من خلال الفن في نهائي كأس العالم، إنه أمر مهم للغاية وكبير لي ولا يمكن أن ننسي أن مصر تذخر بكم كبير من الفنانين والمواهب".
وتعد هذه المرة الثالثة التي تقابل فيها مطربة الأوبرا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون موضحة: المرة الأولى كانت في معهد العالم العربي في باريس عندما كنت أغني له في إحدى الاحتفاليات، والثانية عندما أعيد انتخابه، وفي كل مرة أقابله فيها أشعر بتقدير شديد ولمست محبته لحضارتنا المصرية، وسعيدة للغاية بالتعاون بين الثقافتين، خاصة أن لدينا تاريخًا مشتركًا وقويًا للغاية".
وعن توقعاتها بإحداث هذه الخطوة تغييرًا في مشوار حياتها قالت: "بالفعل أتوقع ذلك، لأنها خطوة كبيرة جدًا بالنسبة لي، ولا تحدث كل يوم لمغني أوبرالي، وشعرت بأنها لحظة جماهيرية للغاية، لدرجة أن تملكني إحساس الارتباط بالناس في الاستاد، وارتباط بالجمهور أيضًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وشعرت بتأثر الناس وهو ما أثّر بي أيضًا، فكل خطوة في حياتي تحمّلني بالمسؤولية لكي أصل إلى الأفضل، وهو ما يضع على عاتقي عبئًا أن أكون على قدر المسؤولية".