الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

لا نريد كبش فداء.. كلينتون وضحايا إبستين غاضبون لعدم الشفافية

  • مشاركة :
post-title
الرئيس دونالد ترامب وأبناه إريك وإيفانكا مع جيفري إبستين عام 1993

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

أعرب العديد من ضحايا المجرم المدان الراحل جيفري إبستين، عما وصفوه بتقصير وزارة العدل الأمريكية (DOJ) في حقهم بنشرها الجزئي لملفات تتعلق بالتحقيقات الفيدرالية في الاعتداءات الجنسية التي ارتكبها إبستين على مدى عقود بحق فتيات مراهقات وشابات.

وأشار الضحايا إلى أن نشر آلاف الصفحات من الصور والوثائق التي خضعت لتنقيح مكثف لم يُسهم إلا قليلًا في إلقاء الضوء على التحقيقات ونطاق جرائم إبستين أو شركائه في الجريمة؛ كما نقل تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".

وأدى نشر آلاف الصفحات من الوثائق والصور من تحقيق وزارة العدل إلى إعادة إشعال التدقيق في الشخصيات البارزة المرتبطة برجل الأعمال الراحل وإحدى أبرز مساعديه، جيسلين ماكسويل.

ونقلت الصحيفة عن جيس مايكلز، إحدى أوائل ضحايا إبستين المعروفين: "ما الذي يحمونه؟ إن التستر مستمر". وأضافت: "إنهم يثبتون كل ما كنا نقوله عن الفساد وتأخير العدالة".

في الوقت نفسه، ردّ متحدث باسم الرئيس الأسبق بيل كلينتون على أحدث إصدار لملفات إبستين، متهمًا الرئيس دونالد ترامب بجعل سلفه الديمقراطي "كبش فداء". حيث ظهر كلينتون بشكل بارز في مجموعة من الصور غير المؤرخة والمنقحة بشكل كبير، بما في ذلك صور له في حمام سباحة إلى جانب إبستين وماكسويل.

ضحايا إبستين يتحدثن عن قانون شفافية "ملفات إبستين" قبل تصويت مجلس النواب في نوفمبر
غضب الضحايا

تعرضت "مايكلز" لاعتداء جنسي من قبل إبستين عام 1991 عندما كانت تبلغ من العمر 22 عامًا وتتدرب لتصبح راقصة. وكانت من بين الضحايا اللواتي ضغطن من أجل القانون الذي حظي بتأييد الحزبين ووجه وزارة العدل إلى الكشف عن كل ما جمعته تقريبًا خلال تحقيقاتها في قضايا الاتجار بالجنس.

لكن الملفات الجديدة التي يزيد عددها على 13000 ملف، التي تم إصدارها أمس الجمعة، كانت منقحة بشكل كبير ولم يكن من السهل البحث فيها.

ونقل التقرير عن مارينا لارسيردا، التي زعمت أن إبستين اعتدى عليها جنسيًا عندما كانت في الرابعة عشرة من عمرها، وكانت شاهدة مهمة في التحقيق الفيدرالي الذي جرى عام 2019 وأدى إلى توجيه تهم الاتجار بالجنس ضده: "الكثير من الصور لا صلة لها بالموضوع".

وأضافت: "لقد خُذلنا. انتظرنا هذا اليوم لتقديم هؤلاء الرجال الآخرين الذين تمت حمايتهم إلى العدالة".

مع هذا، أشارت "نيويورك تايمز" إلى أنه من بين عشرات الآلاف من الصفحات، كانت هناك وثيقة واحدة قدمت نافذة طال انتظارها حول تعامل مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) مع قضية إبستين.

أظهر هذا الملف أن ماريا فارمر، وهي ضحية أخرى من أوائل الضحايا، قدمت شكوى فيدرالية ضده بتهمة "استغلال الأطفال جنسيًا" في عام 1996. لكن المحققين لم يبدأوا في التدقيق الشامل في شأن جرائم إبستين إلا بعد نحو عقد من الزمان.

ونقلت الصحيفة عن فارمر، التي ناضلت لسنوات من أجل إجبار مكتب التحقيقات الفيدرالي على نشر شكواها، إنها شعرت "بالانتصار" لرؤية الوثيقة أخيرًا، لكنها شعرت أيضًا بالحزن الشديد لمعرفتها أن مكتب التحقيقات الفيدرالي لم يتخذ أي إجراء بشأن شكواها.

بيل كلينتون ومايكل جاكسون وديانا روس
ظهور كلينتون

بين الوثائق التي نُشرت حديثًا من ملفات إبستين ما لا يقل عن اثنتي عشرة صورة للرئيس السابق كلينتون، بما في ذلك صورة له وهو يسبح في حمام سباحة مع إبستين، وشريكته القديمة جيسلين ماكسويل، وامرأة تم حجب اسمها.كما تظهر صور أخرى كلينتون بصحبة مشاهير مثل مايكل جاكسون وديانا روس.

وأشارت مجلة "نيوزويك" إلى أن الملفات "لا تتضمن معلومات سياقية أو تواريخ أو تفاصيل خلفية للصور، ولا تربط بشكل صريح بين كلينتون أو الأفراد الآخرين المصورين والسلوك الإجرامي". بينما ذكرت وزارة العدل أنها لم تجد أي دليل يبرر إجراء المزيد من التحقيقات ضد شخصيات عامة لم توجه إليها اتهامات، بما في ذلك كلينتون.

على الرغم من ذلك، فإن بروز كلينتون في الصور المنشورة لفت انتباه الجمهور ووسائل الإعلام؛ لأنه على النقيض من ذلك، ظهر ترامب في عدد قليل من الصور ولم يتم عرضها بشكل مكثف في الإصدار الأولي.

لهذا، أصدر أنجيل أورينا، رئيس موظفي كلينتون، بيانًا تناول فيه ظهور الرئيس الأسبق في ملفات إبستين، مؤكدًا أن "هذا الأمر لا يتعلق ببيل كلينتون"، مشيرًا إلى أنه "حتى سوزي وايلز (رئيسة موظفي البيت الأبيض) قالت إن دونالد ترامب كان مخطئًا بشأن بيل كلينتون".

وأضاف: "الجميع، وخاصة مؤيدي ترامب، يتوقعون إجابات، لا كبش فداء".

وأكد أن البيت الأبيض "لم يقم بإخفاء هذه الملفات لأشهر ثم قام بنشرها في وقت متأخر من مساء يوم الجمعة لحماية بيل كلينتون. إنما يتعلق الأمر بحماية أنفسهم مما سيحدث لاحقاً، أو مما سيحاولون إخفاءه إلى الأبد."

وتابع: "لذا، يمكنهم نشر ما يشاؤون من الصور القديمة غير الواضحة التي يزيد عمرها على عشرين عامًا، لكن الأمر لا يتعلق ببيل كلينتون. لم يكن كذلك ولن يكون".

وأوضح بيان أورينا أن "هناك نوعين من الناس هنا. النوع الأول لم يكن يعلم شيئًا وقطع علاقته بإبستين قبل أن تُكشف جرائمه. أما النوع الثاني، فقد استمر في علاقته به بعد ذلك. نحن من النوع الأول. ولن يُغير أي مماطلة من جانب أفراد النوع الثاني من هذا الواقع".