الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

القاهرة تحتضن "روسيا - إفريقيا".. مساعٍ دولية لرسم ملامح عالم متعدد الأقطاب

  • مشاركة :
post-title
فعاليات المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة "الروسية – الإفريقية" بالقاهرة

القاهرة الإخبارية - طه العومي

في ظل تحولات جيوسياسية عالمية متسارعة، تتجه الأنظار إلى العاصمة المصرية التي تحتضن المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة "الروسية – الإفريقية"، وسط مساعٍ حثيثة من موسكو لترسيخ موقعها كشريك إستراتيجي للقارة السمراء. 

ويأتي هذا الحراك ليعكس رغبة مشتركة في صياغة عالم متعدد الأقطاب، يرتكز على إرث تاريخي من العلاقات وتبادل المصالح الحيوية.

خارطة طريق الأمن والطاقة

ألقى تقرير لقناة "القاهرة الإخبارية" الضوء على أن المؤتمر الحالي يمثل استكمالاً لمسار "سوتشي 2024"، حيث وُضِعت خريطة طريق طموح للتعاون. 

وتتصدر ملفات الأمن ومكافحة الإرهاب جدول الأعمال، عبر بحث سبل دعم الجهود الإفريقية لمواجهة التطرف وتعزيز التعاون العسكري التقني، بما يضمن استقرار القارة وقدرتها الدفاعية.

وعلى الصعيد الاقتصادي، أشار التقرير إلى أن قطاعات الطاقة والتعدين تحظى باهتمام استثنائي، إذ تسعى روسيا لتوسيع استثماراتها بما يضمن الاستغلال الآمن للموارد الطبيعية الإفريقية، بالتوازي مع تعزيز الشراكات في مجالات الصحة والأمن الغذائي لتنفيذ أجندة إفريقيا 2063.

الزراعة.. ركيزة الأمن الغذائي المتبادل

من جهته، أكد رشيد الساري، رئيس المركز الإفريقي للدراسات، أن التعاون الزراعي يمثل "طوق نجاة" لتحقيق الأمن الغذائي القاري. 

وأوضح الساري، في مداخلة عبر برنامج "المراقب" على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن إفريقيا تمتلك نحو 60% من الأراضي الصالحة للزراعة عالميًا، لكنها تظل غير مُستغلَّة بالشكل الأمثل.

وشدد "الساري" على أن إدخال التقنيات الروسية الحديثة والاستثمارات المباشرة كفيل بتحويل إفريقيا من مستورد للغذاء إلى مصدر رئيسي للسلع والخضروات التي تحتاجها الأسواق الروسية، ما يخلق معادلة "منفعة متبادلة" تتجاوز الأساليب التقليدية للتجارة.

استثمارات الليثيوم والرقائق الإلكترونية

ولفت رئيس المركز الإفريقي للدراسات إلى أن القارة غنية بالمعادن الإستراتيجية مثل الليثيوم والكوبالت، وهي عصب الصناعات التكنولوجية والبطاريات الحديثة. 

ودعا "الساري" إلى ضرورة رفع حجم الاستثمارات الروسية في القارة لتتراوح بين 40 و50 مليار دولار، لضمان بناء شراكة مستدامة وقوية قادرة على الصمود أمام التقلبات الاقتصادية والمناخية العالمية.

وخلص التقرير إلى أن المؤتمر الوزاري في القاهرة ليس مجرد لقاء دبلوماسي، بل هو خطوة عملية لفتح مسارات جديدة تدمج بين الخبرة التقنية الروسية والموارد الإفريقية الهائلة، في إطار سعى الجانبين لتمثيل أكثر عدالة في مؤسسات الحوكمة العالمية.

يذكر أن فعاليات المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة الروسية الإفريقية، الذي تستضيفه مصر، انطلقت اليوم السبت، بحضور وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي، ونظيره الروسي سيرجي لافروف، وبمشاركة أكثر من 50 دولة إفريقية، بالإضافة إلى عدد من رؤساء المنظمات الإقليمية.

وتركِّز النسخة الثانية من المؤتمر الوزاري على قضايا التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثمار، ودعم الاستقرار والسلم والأمن وتحقيق التنمية.

ويتناول المؤتمر سبل تطوير التعاون المشترك في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة والبنية التحتية، إلى جانب مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك ذات الصلة بالأمن والاستقرار في القارة الأفريقية، بما يسهم في دعم جهود السلم والتنمية وتعزيز شراكة روسية – أفريقية مستدامة تحقق المصالح المشتركة.