تستعد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في البيت الأبيض، لما وصفوه بعملية تطهير جماعي في وزارة شؤون المحاربين القدامى، إذ تعمل الحكومة على إلغاء ما يصل 37 ألف وظيفة، وحذفها تمامًا من الهياكل التنظيمية كأنها لم تكن موجودة.
وخلال الأشهر الماضية، فرضت قيادة وزارة شؤون المحاربين القدامى في واشنطن قيودًا على عدد الوظائف الشاغرة على مستوى البلاد، كما أُمهل مديرو المراكز والعيادات الطبية المحلية التابعة لهم شهرًا واحدًا لتحديد الوظائف الشاغرة التي سيتم إلغاؤها، وعروض العمل التي سيتم سحبها.
عدد أساسي
وحصلت مجلة "بروسبكت" الأمريكية، على مذكرة مُسربة كشفت عن توجيهات صادرة لمديري شبكة خدمات المحاربين القدامى، بتخصيص عدد أساسي فقط من الوظائف لكل مكتب إقليمي في مراكزه الطبية الكبيرة المتعددة، وعياداته الخارجية، ودور رعاية المسنين، وبرامج العلاج السكني.
وبحسب أبرز الأهداف الواردة في المذكرة، ستفقد إدارات شؤون المحاربين القدامى في جميع أنحاء الولايات المتحدة ما يصل 37 ألف وظيفة شاغرة، إضافةً إلى 30 ألف وظيفة فُقدت بالفعل، العام الجاري، ما يعني أن 60% من الوظائف في النظام القائم ستُلغى.
الهياكل التنظيمية
ولن يتم شغل أي من هذه الوظائف المحددة لأنها ستُحذف تمامًا من الهياكل التنظيمية، وأكد الأطباء للمجلة أن الأشهر التسعة الماضية كانت مليئة بالتحديات، مُعربين عن قلقهم بشأن تأثير التخفيضات على مهمة التدريب الأساسية للوزارة، كونها تُدرب أكثر من 50% من علماء النفس في البلاد.
يأتي ذلك في الوقت الذي تعاني فيه الوزارة نقصًا حادًا في الموظفين، بحسب المجلة الأمريكية، إذ كشف مكتب المفتش العام لإدارة شؤون المحاربين، أغسطس الماضي، أن النقص الحاد في الكوادر المهنية يزداد سوءًا، مع زيادة بنسبة 50% بين السنتين الماليتين 2024 و2025.
نقص ورعاية
وتسبب ذلك النقص في التأثير على جميع مرافق إدارة شؤون المحاربين القدامى البالغ عددها 139 مرفقًا في جميع الوظائف المتعلقة بالصحة تقريبًا، بما في ذلك الأطباء بواقع نقص بنسبة 94% في المرافق، والممرضين بواقع نقص بنسبة 79%، وعلماء النفس بواقع نقص بنسبة 57%.
وفي السياق ذاته؛ أكدت بيانات القوى العاملة التابعة لوزارة شؤون المحاربين القدامى، وجود نقص في أعداد الأطباء والممرضين وغيرهم من العاملين الأساسيين في المجال السريري، مشددين على أن النقص يتفاقم شهرًا بعد شهر منذ تولي ترامب منصبه، إذ سجلت الوزارة خسارة صافية بلغت آلاف الوظائف.
كما تحدث تلك التخفيضات على الرغم من تزايد الطلب على الرعاية، إذ تبين أنه في السنة المالية 2023، تم تقديم أكثر من 116 مليون خدمة صحية للمحاربين القدامى، ثم في السنة المالية 2024 تجاوزت الوزارة هذا الرقم بنسبة 6%، إذ قدمت أكثر من 127 مليون خدمة.
لم تعد ضرورية
وعلل المتحدث باسم وزارة شؤون المحاربين القدامى، بيتر كاسبروفيتش، تلك التخفيضات الضخمة في الوظائف، بأن الوظائف التي يتم إلغاؤها لم تعد ضرورية، مشيرًا إلى أن الوزارة تلغي نحو 25 ألف وظيفة شاغرة، معظمها وظائف ظهرت خلال جائحة كوفيد-19 ولم تعد ضرورية.
ولفت في رده على التقرير، أن جميع تلك الوظائف شاغرة في الأساس، ومعظمها لم يُشغل منذ أكثر من عام، ما يؤكد عدم الحاجة إليها، وشدد على أن الرعاية الصحية للمحاربين القدامى لن تتأثر بتلك التخفيضات في الوظائف، إذ لا يتم الاستغناء عن أي من موظفي الوزارة.
يذكر أن وزير شؤون المحاربين القدامى، دوج كولينز، بدأ ولايته بفصل 1400 موظف، وأعلن نيته إنهاء خدمات 83 ألف موظف، إلا أن الاحتجاجات من نقابات الوزارة، والجماعات المناصرة والديمقراطيين في الكونجرس، أجبرته على خفّض عدد الوظائف المسلّمة إلى 30 ألف وظيفة.