الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

واشنطن تبحث خيارات "مرحلة ما بعد مادورو" في فنزويلا

  • مشاركة :
post-title
واشنطن تبحث خطط اليوم التالي في فنزويلا بعد الإطاحة بمادورو

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

يدور حراك هادئ داخل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول سيناريوهات ما بعد الإطاحة المحتملة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، وبينما واصلت الولايات المتحدة حشدها العسكري في البحر الكاريبي والتلويح بخيارات تصعيدية واسعة، توضح مصادر وفق شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن البيت الأبيض يدير نقاشات معمقة حول حجم الدور، الذي قد تلعبه واشنطن في ملء فراغ السلطة وضمان استقرار فنزويلا إذا غادر مادورو منصبه.

خطط سرية

أفادت "سي إن إن" نقلًا عن مسؤولين كبار في إدارة ترامب ومصدر مطلع على المناقشات، بأن الإدارة وضعت بهدوء خططًا لما قد يحدث حال الإطاحة بمادورو من السلطة.

وأوضحت المصادر أن هذه الخطط كانت تُحفظ بشكل وثيق داخل البيت الأبيض، وتشمل خيارات متعددة لكيفية تعامل واشنطن مع فراغ السلطة وتحقيق الاستقرار إذا غادر مادورو طواعية أو أُجبر على ذلك عبر ضربات أمريكية أو أي عمل مباشر آخر.

وفي حين أعلن المسؤولون أن التحرك العسكري في منطقة البحر الكاريبي يستهدف الحد من تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة، تشير تفاصيل التخطيط الداخلي إلى رغبة ترامب في إجبار مادورو على التنحي، وهو ما اعترف به مسؤولون في الإدارة بشكل غير معلن.

وقالت "سي إن إن"، إن ترامب لم يحسم قراره بشأن كيفية حل الأزمة، إذ تشهد الإدارة انقسامات حادة بشأن العمل العسكري أو السري المحتمل لإزاحة مادورو، ورغم تهديد ترامب المتكرر بالتصعيد، أكد مسؤولان كبيران في الإدارة عدم وجود رغبة في توسيع التدخل الأمريكي.

اتصالات متوترة

ذكرت شبكة "سي إن إن"، أن ترامب تحدث هاتفيًا مع مادورو، أواخر نوفمبر الماضي، قبل دخول تصنيف الولايات المتحدة لمادورو وحلفائه كأعضاء في منظمة إرهابية أجنبية حيز التنفيذ.

وأفاد مسؤول كبير في البيت الأبيض، بأن المكالمة لم تكن مثيرة للجدل، لكنها تضمنّت إنذارًا واضحًا لمادورو، بأن من مصلحته مغادرة البلاد، مع إشارة الرئيس إلى استمرار "تفجير" القوارب.

وفي مقابلة مع بوليتيكو، قال ترامب إنه لا يريد الكشف عن مدى استعداده للذهاب بعيدًا لإطاحة مادورو، مضيفًا أن "أيامه معدودة"، كما رفض استبعاد مشاركة مباشرة في تغيير النظام.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، إن على الحكومة الفيدرالية الاستعداد دائمًا لخطط متعددة، مشيرًا إلى أن الرئيس لا يطلق تهديداته ما لم يكن لديه فريق جاهز بخيارات شاملة، وذكر مصدر مطلع أن الخطط تُحفظ بعناية داخل مجلس الأمن الداخلي في البيت الأبيض برئاسة ستيفن ميلر، الذي تعاون خلال الأشهر الأخيرة مع وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي بالإنابة ماركو روبيو، بشأن جهود تتعلق بفنزويلا.

تحركات المعارضة

نقلت "سي إن إن" عن زعيم المعارضة ديفيد سمولانسكي، قوله إن المعارضة بقيادة ماريا كورينا ماتشادو وإدموندو جونزاليس تعمل منذ سنوات على خطط لليوم التالي، تشمل ملفات الأمن والاقتصاد والطاقة والبنية التحتية والتعليم.

وأوضح مصدر مطلع، أن المعارضة أعدت خططًا تمتد لمئة ساعة ومئة يوم بعد رحيل مادورو، وأن هذه الخطط عُرضت على جهات في إدارة ترامب، لكن ليس واضحًا ما إذا كانت الإدارة دمجت أي عناصر منها في خططها.

وأفادت "سي إن إن"، بأن إدارة ترامب اعترفت بجونزاليس رئيسًا شرعيًا لفنزويلا، بعد إعلان فوزه بأكبر عدد من الأصوات في الانتخابات الماضية، وخلال الصيف، جرت محادثات غير رسمية حول إمكانية تولي ماتشادو وجونزاليس قيادة البلاد إذا تنحى مادورو، وأشادت ماتشادو علنًا بترامب، مؤكدة رغبة فنزويلا في التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة.

خيارات الدعم

وذكرت "سي إن إن"، أن الولايات المتحدة ستواجه مهمة تحديد حجم ونوع الدعم المطلوب لضمان استقرار فنزويلا ومنع الانزلاق إلى الفوضى بعد رحيل مادورو، رغم استبعاد نشر قوات أمريكية على الأرض، حتى مع عدم استبعاد ترامب لذلك، وسيحتاج الأمر إلى خطط للدعم الاقتصادي والأمني والاستخباراتي.

ونقلت الشبكة عن مسؤولين، إن ترامب غير مهتم بمفاوضات مطولة مع مادورو، وأن هامش التفاوض الذي سيمنح له سيكون ضيقًا مقارنة بقادة آخرين، ومع ذلك، لا تزال إمكانية رحيل مادورو عبر التفاوض قائمة رغم إخفاقات محاولات سابقة.

وقال روبيو وفق شبكة "فوكس نيوز"، إن مادورو أبرم خمس صفقات، خلال السنوات العشر الماضية، وخرقها جميعًا، لكنه أشار إلى أن ذلك لا يمنع ترامب من محاولة التوصل إلى صفقة.

وأوضحت "سي إن إن"، أن ترامب قال أكتوبر الماضي، إنه سمح لوكالة المخابرات المركزية بالعمل داخل فنزويلا للحد من تدفقات المهاجرين والمخدرات، لكنه امتنع عن القول ما إذا كانت الوكالة لديها سلطة لإزالة مادورو.